هوامش – بقلم ميرفت سيوفي – وزير التربية والقرار الخطير

46

بالرغم من ان الاستاذ الوزير عباس الحلبي قاضٍ معروف، وبالرغم مما نعرف عنه من حنكة ودراية ومعرفة ببواطن الأمور… فإنّ لنا عليه عتباً حول القرار الذي اتخذه معاليه بتحديد الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) موعداً لبدء التدريس في المدارس الرسمية.

ونحن نتفهم بالتأكيد قرار معاليه، وهو العالق بين فكّي «كماشة»: عدم خسارة العام الدراسي من جهة، وهذه مصيبة كبرى، وبين الأخطار المحدقة بلبنان أمنياً واحتلال الكثير من المدارس من قِبَل النازحين من جهة أخرى.

نحن نعلم تماماً ان التعليم حق لكل لبناني… ولكننا نعرف كذلك ان التلاميذ في لبنان، بعد محنة النزوح، باتوا خليطاً من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين وجنسيات أخرى.

نحن لا يمكن أن نشك بقدرة معالي الوزير على الوصول الى حل… فهو المعروف بحكمته وشجاعته.. لكننا نلفت معاليه الى ان هناك ضرورات في بعض الاحيان تبيح المحظورات… فالوضع الامني غير مستتب حتى الآن.

يا معالي الوزير الصديق: أنت أكثر علماً من غيرك، ان البلد في حالة حرب مع العدو الصهيوني، والعدو الصهيوني لا يرحم، بل هو لا يعرف للرحمة من سبيل.. من هنا أعتقد ان الوضع لا يمكننا من أن نفتح المدارس الآن، وفي مثل هذه الظروف… فأرواح أبنائنا غالية جداً، ولا نشك بأنها غالية جداً عند معاليك… فقلبك المليء بالرحمة والحنان يجعلك متأنياً في اتخاذ مثل هذه القرارات.

صحيح ان التعليم عن بُعد، لا يعطي التلميذ حقه في المعرفة الكاملة.. لكن التعليم عن بُعد قد يحل المشكلة حالياً وفي الوقت الراهن، حتى نعرف رأسنا من «رجلينا»، وعسى يا معالي الوزير أن تنتهي هذه الحرب وتضع أوزارها، إذ ذاك نشد على يديك، ونهتف قائلين: لبيك يا معالي الوزير.

معالي الوزير: نحن جميعنا نحبك ونحترمك، فأنت -ولا شك- ضمانة لأبنائنا… فعسى أن تكون هذه الرسالة بداية قرار يثلج صدور الآباء والأمهات ولا يضيّع العلم عن الأبناء.

 ميرڤت سيوفي

M-Syoufi@hotmail-com.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.