هوامش – بقلم ميرفت سيوفي – لودريّان ودوارالبحراللبناني

78

المبعوث الرّئاسي الفرنسي جان إيف لودريّان كرّر لزواره في قصر الصنوبر “أنّ الحل الرئاسي هو على قاعدة “المرشح الثالث” وقال إن على مرشحي جلسة 14 حزيران الانسحاب توفيراً للوقت وتجنباً لإحراج الكتل والخماسيّة”، بصراحة؛ مهضوم لودريّان ما هذه الثّقة بالنّفس؟. تذكّرني تصريحاته بثقة السفير رينيه ألّا أوخر ثمانينات القرن الماضي، لم يتعلّم لودريّان منذ آب العام 2020 العقليّة السياسيّة اللبنانيّة، عقليّة التّدمير الذّاتي من أجل تحقيق أغراضهم السياسيّة الشخصيّة، يتحدّث لودريّان عن “إنسحاب مرشحي” جلسة 14 حزيران، وإمعاناً في زيادة العجب يتحدّث عن “توفير الوقت”، منذ متى والسّاسة اللبنانيّون يكترثون بالوقت وهم الأكثر مهارة في تبديده، والأعجب فوق ذلك “تجنّباً لإحراج الكتل والخماسيّة”، وكأنّهم يعملون حساباً لكلّ هذه!

يمضي الوقت اللبناني في انتظار حدث ما يملأ فراغ الوقت الضائع، وخيبة الأمل اللبنانيّة من السياسة الفرنسيّة فاضحة وليست محتاجة للتّدليل على شكلها الهزيل ولا ذلك الخطأ الأبله الذي ارتكبه لودريّان نفسه عندما جاءنا بأسئلته السخيفة الموجهة إلى الفرقاء اللبنانيّين!! في الواقع فرنسا تحصد الفشل في سياستها في لبنان وحركتها مجرّد محاولة لعب في الوقت الضائع اللبناني أغرق الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون نفسه فيها في ولايته الثانية!

بالتأكيد  لم يكن اللبنانيّون محتاجين إلى كلّ هذا الوقت ليتأكّدوا أنّ الفرنسي لم يعد له دور يذكر في لبنان، وأنّه عندما تضع أميركا يدها على المنطقة يتأرجح الأمر بين كوارث تتكرّر بوضوح منذ العام 1958 و1975 و1982 وأنها عندما ترفع يدها عن المنطقة وتتراجع كما فعلت في العام 1984 انتهاءً بالانتحار الكبير عامي 1989 و1990 الذي كان كافياً ليعرف اللبنانيّون أنّ الفرنسي لم يعد له مكان في لبنان، وأنّ الاستثمار فيه مجرّد ورقة إنتخابيّة تدّعي حماية المسيحيين. كذلك فعل الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان عام 1980 في حرب زحلة، وكذلك فعل الرئيس فرنسوا ميتران في حماية الجنرال ميشال عون، وكذلك فعل الرئيس الراحل جاك شيراك باستثناء أنّ ماكرون بدا فاقعاً جداً في خضوعه لحزب الله وحصّته من كعكة الغاز والنّفط!

هل تذكرون”همروجة” الحوار قبل 4 سنوات فيقصرالصنوبر،وحديثهاعنالحوار،يومهاحجّ الساسةاللبنانيّونإلىذلكالقصركأنّها تعيدنا إلى الوراء ما يقارب النّصف قرن، الهروب الفرنسي إلى الحوار فشل ذريع، الحوار حول ماذا ومع من؟ لا شيء يزيد اللبنانيين إحباطاً سوى إحساسهم بأنّ هناك من “يستغبيهم” أو يفترض فيهم أنهم أغبياء ويتمادى في التذاكي عليهم، سيناريو التعطيل الرئاسي ليس بجديد لقد عشناه مرّات عدّة منذ العام 1988 وحتى اليوم ، فهل يظن المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريّان أن بوسعه أن “يستحمر” الشّعب اللبناني مرّة جديدة بحديث عن إنسحاب المرشحين في جلسة حزيران توفيراً للوقت، مثلما فعل يوم أخبرنا أنّه لا حلّ متاحا بعد جولاته السالفة الفاشلة إلّا بـ الحوار!

ميرڤت سيوفي

m _ syoufi@hotmail.com

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.