هوامش – بقلم ميرفت سيوفي- المفاوضات في طريق التصّعيد المسدود

61

في وقتٍ كان فيه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يقول بـ”أننا سنطرح في الأسابيع المقبلة أفكارا لكيفية الحكم في غزة بعد انتهاء الحرب”، و”لن يُسمح لحماس بتقرير مصير ومستقبل هذه المنطقة”، وفيما كان مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان يقول: “سنعمل مع مصر وقطر لردم الهوة بشأن مقترح وقف إطلاق النار”، زعم بلينكن بالأمس “اننا نحاول منع التصعيد في جنوب لبنان ولا أحد يرغب في حرب جديدة هناك”، في هذا الوقت كان نعش القيادي في حزب الله طالب سامي عبدالله “الحاج أبو طالب” يتهادى في جنازة مهيبة حاشدة و”كربلائيّة” يهتف المشيّعون فيها الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل فيما المفاوضات بين الطرفيْن “شغّالة” والتصعيد قصفاً وقتالاً واغتيالاً أيضاً كان “شغّالاً” في الجنوب اللبناني، أمّا في إسرائيل فكان العدوّ يعلن عبر إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ نحو 215 قذيفة وصاروخا أطلقت من لبنان باتجاه شمالي إسرائيل، “كتّر” الفريقان القصف بالأمس مع الحفاظ عل حدودٍ ضبط النّفس، فيما السؤال الذي يطرحه النّاس هل هناك حرب؟ هل هناك اجتياح؟ والحقيقة أنّ الإجابة هنا بنعم أو لا ليست مهمّة أبداً “الحرب” مجرّد تفصيل صغير جدّاً لأنّ ما يجري حاليّاً هو إعادة رسم خريطة جديدة للشّرق الأوسط بعد انتهاء مفاعيل ومصالح وجوهر اتفاقيّة “قيام دولة إسرائيل”، نحن الآن أمام واقع جديد وخارطة جديدة ولكن الحروب غالباً تعرف رواية بداية اندلاعها ولكن خط سيرها ونهايتها يبقى غير معروف أبداً!

أمرٌ جيّد ترحيب الجميع بقرار الأمم المتحدة الذي يدعم إقتراح وقف إطلاق النار في قطاع غزة،  “بس شو بتعمل هالأمم المتّحدة” دلّونا على إطلاق نار واحد رعته أو دعمته وصمد أو اكترث به المتقاتلون، أصدق العناوين التي قرأناها بالأمس هو “اقتراح بايدن بلغ خط النهاية: تسوية سريعة او السقوط!” وأغلب الظنّ أنّنا ذاهبون باتجّاه السّقوط كون لبنان بتشكيله الجديد سيكون جزءاً من الخارطة الجديدة، فيما زعماؤه وسياسيّوه يتلهّون “بطابة” الدعوة لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية!!

في الانتظار، اللبنانيّون قسم منهم منشغل بتأمين لقمة العيش والدّواء، وقسم آخر مشغول بتحضير “تيشرتاته” البيضاء لحضور حفل عمرو دياب، وقسم يستعدّ لاستقبال غيّاب العائلة القادمون لقضاء الصيف إلى جانب ذويهم وفي ربوع وطنهم، وليالي السّهر عينها على واجهة بيروت البحرية، في هذه الأثناء وبالرّغم من أنّنا ضدّ كلّ سياسات حزب الله وربطه لبنان بأجندته الإيرانيّة، لا يسعنا إلّا أن نصفّق باحترام لصواريخه التي ملأت سماء العدوّ بالذّعر والنّار وأصوات الإنفجارات، هذا وحده كافٍ هذه الأيام لتقول إسرائيل لنفسها الرّسالة وصلت “بلا هالعلقة” مع تكرار التأكيد أنّنا ضدّ ما يفعله حزب الله إلّا أنّنا مدركون أنّه إن اندلعت فسيخرج أحد ما من المعارضة التي تمثّل أغلب اللبنانيّين “اخرسوا” لأنّ صوت الحرب عالٍ!

ميرڤت سيوفي

m _ syoufi@hotmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.