هارون: المخزون يكفي لشهرين ونصف ووزني: مستشفيات الجنوب في استنفار تام تحسّباً لأي حوادث متفاقمة
مستشفيات لبنان والجنوب على استعداد لحرب كلاسيكية
كتبت ريتا شمعون:
الشرق – الله وحده يشفع باللبنانيين في حال تعرضهم لإعتداءات جديدة من العدو الإسرائيلي، لا ملاجىء، لا مستشفيات لا مراكز إيواء للمهجرين، خطة طوارىء أعدتها حكومة تصريف الأعمال وتتحدث عنها دون أن تكشف تفاصيلها ،والمواطن ليس له إلا الله معينا. فالمخاوف كبيرة منذ الإعتداء الإسرائيلي المؤلم على الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث ارتقى نتيجة العدوان 6 شهداء مدنيين من بينهم طفلان، تلك المخاوف رفعت مستوى الخوف لدى اللبنانيين والجنوبيين وهو ما يجعل مستشفيات لبنان والجنوب في وجه الحرب ، إذا ما وقعت الحرب الشاملة لا سيما على صعيد الدعم والميزانيات والمستلزمات. قد أثبت الإعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت، أن الجاهزية عالية في تطبيق خطة الطوارىء، لكن ماذا لو تكرر سيناريو حرب العام 2006 ، هل المستشفيات جاهزة؟
في هذا السياق، يؤكد نقيب المستشفيات الخاصة المهندس سليمان هارون في حديث لجريدة «الشرق» استعداد المستشفيات لحرب كلاسيكية موضحا أن مخزون المستلزمات الطبية يكفي لشهرين ونصف، وان الإستمرار في استيراد الأدوية والمستلزمات الطبية أساسي عند وقوع الحرب للحدّ من أي نقص في المستشفيات. وفيما يؤكد مدراء المستشفيات الحكومية في المناطق المعرّضة للعدوان الإسرائيلي في الجنوب التي تحمل تبعات التصعيد الإسرائيلي اليومي، غير جاهزة لمواجهة أي أزمة صحية قد تنتج عن التطورات العسكرية المرتقبة.
في هذا الإطار، يؤكد مدير مستشفى نبيه برّي الحكومي في النبطية الدكتور حسن وزني، في حديث لجريدة « الشرق» أنه تم إعادة العمل في قسم الحروق في المستشفى «بعد أن تمّ تحويل هذا القسم الى مركز علاجي لمرضى الكورونا» معتبرا أن إعادة العمل بهذا القسم لعلاج الحروق قد يكون ضروريا في ظل الوضع الأمني الصعب جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على أهلنا وقرانا منذ 7 من تشرين الأول، لا سيما مع استخدام العدو الإسرائيلي القذائف الفوسفورية المحرمة دوليا، والتي تسبب حروقا بالغة، وقد سجل المستشفى استقبال 5 حالات حروق من المصابين في حرب الجنوب لافتا الى ان هذا القسم يعتبر المركز الوحيد في الجنوب الذي يستقبل حالات الحروق.
ويتابع وزني، منذ انطلاق شرارة الحرب في الجنوب سارعت المستشفيات في محافظتي الجنوب والنبطية وصيدا وصور الى رسم خطط لطوارىء قد تنجم عن المواجهات وصفها بالجيدة ، ونحن الآن في استنفار تام تحسبا لأي حوادث متفاقمة، مشيرا الى ان الإعتماد الأكبر اليوم على المستشفيات البعيدة عن خط الجبهة الأمامية قائلاً: لا يعوّل على المستشفيات القريبة من ارض المعركة. ويؤكد وزني، أن الوضع لا يزال تحت السيطرة من ناحية جاهزية الكادر الطبي وتوافر المعدات المطلوبة، ويقدمون كافة الخدمات الطبية في جميع الأقسام رغم التحديات العديدة التي يواجهونها فيما تعتمد المستشفيات الحكومية في الجنوب على التمويل الذاتي فضلا عن المساعدات العينية من بعض الجهات الدولية ووزارة الصحة، ومن بعض جمعيات NGOs مؤكدا ان طبيعة الحرب التي تجري في الجنوب تختلف عن حرب 2006، لناحية المواجهات المتبادلة بما يعرف «بقواعد الإشتباك». هارون يؤكد، أن وضع المستشفيات في الجنوب في موضوع الجهوزية مقبولا، طالما المواجهات المتبادلة جنوبا لم تتغير، لافتا الى ان المستشفيات المنتشرة في المناطق الساخنة أمنيا أوقفت استقبالها للحالات الباردة، حيث توفر خدمات الطوارىء بحدودها الدنيا. ويقول هارون، تقاس الجهوزية بالتطورات الأمنية التي تحصل،خصوصا عندما نقف أمام العمليات العسكرية التي يشهدها قطاع غزة حيث اعتبر الإسرئيليون المستشفيات وكأنها هدف عسكري، عندها لا يمكن القول سوى «لا حول ولا قوة إلاّ بالله»، أما في حال اندلاع حرب واسعة فإن جهوزية المستشفيات في لبنان ضمن حدود معينة ذلك لناحية العناصر البشرية والمستلزمات والطبية والأدوية ولناحية وضع حطط الطوارىء موضحا أن التدريبات على الأمور الطارئة في المستشفيات مستمرة بدءا من الأطباء وصولا الى الممرضين وبقية الموظفين حيث تتم تحت اشراف وزارة الصحة وأردف قائلاً: هناك غرفة عمليات في وزارة الصحة حاضرة للتنسيق مع كل المستشفيات على كامل الأراضي اللبنانية لتوزيع المصابين أو في حال تعثر حصول أي من المصابين على العلاج المطلوب .
هارون شدّد على ان الوضع الطبي في لبنان تحت السيطرة ما لم يقم الجيش الاسرائيلي باستهداف المستشفيات على اساس انها اهداف عسكرية ، معتبرا ألا أمل بنجاح أي خطة طوارىء إذا كانت الحرب مشابهة لما يحصل في غزة، معربا عن خشيته من النقص الحاد الذي يعاني منه لبنان في الكادر البشري.