«هآرتس»: السنوار لن يستسلم والحرب وإيقافها بيد نتنياهو… أين الأسرة الدولية؟

28

استئناف المفاوضات الدائرة في الدوحة أمر مصيري. فشل المحادثات يعني تأجيل أي اتفاق في قطاع غزة لبضعة أشهر على الأقل، وربما سيحسم مصير مخطوفين آخرين محتجزين هناك، ويضيف أسماء أخرى لقائمة القتلى الفلسطينيين التي تجاوزت العدد 40 ألفاً. كل ذلك يجب أن نضيف إليه تهديد إيران وحزب الله، حيث ربطا بين المفاوضات وهجوم محتمل رداً على اغتيال شكر وهنية. بعد عشرة أشهر من الحرب في قطاع غزة، الحرب لم تعد هدفاً محدداً أو نزاعاً محلياً، يدور الحديث عن حرب لها تأثيرات خطيرة على المنطقة، وخطر غير مسبوق في الشرق الأوسط منذ عشرات السنين، وربما يكون الخطر الأكبر منذ العام 1948. ولكن رغم كل ما هو موضوع على كفة الميزان، فإن سلوك المجتمع الدولي حول المحادثات واستمرار الحرب في القطاع يثبت أنه، بالأساس الولايات المتحدة، لم يستخدم بعد كل الأدوات التي لديه لإنهاء الحرب.
كما يبدو، يظهر أن كل الشرق الأوسط مرهون بقرار شخص واحد اسمه نتنياهو. هل سيوافق على وقف الحرب أو لا وبأية شروط. ولكن نتنياهو مقيد باعتباراته السياسية، وهو أسير للمتطرفين في ائتلافه. في الوقت نفسه، حماس غير مستعدة لـ “اتفاق استسلام”، تعيد في إطاره المخطوفين بدون مقابل، حتى لو أنه لم يبق في القطاع بيت قائم وأيضاً إذا تجاوز عدد القتلى الخمسين ألفاً.
في هذا الوضع، من الضروري أن يتحمل المجتمع الدولي المسؤولية فعلياً عما يحدث في القطاع كما فعل في عدد غير قليل من مناطق الحروب في العالم. صحيح أن الحديث لا يدور عن قصة نجاح كبيرة بالنسبة لهذه الدول العظمى، لكن القطاع الآن يختلف بشكل جوهري عن هذه الدول وبؤر التوتر في التاريخ الحديث. فهو ليس أفغانستان أو فيتنام، وليس الفالوجة في العراق ولم يتدهور أيضاً إلى وضع مقديشو في الصومال.
يجب الاعتراف بأن ليس لإسرائيل أي خطة واضحة بخصوص السيطرة في غزة في اليوم التالي للحرب. الوحيدون في الحكومة الذين لديهم خطة كهذه هم مؤيدو الضم والاستيطان، مثل بن غفير وسموتريتش. في المقابل، رغم تصريح رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أمس نيته القدوم مع القيادة الفلسطينية إلى غزة، لكن لا قدرة للسلطة على السيطرة في القطاع. عملياً، أراد عباس أن يكون دخوله، إذا تحقق، برعاية الأمم المتحدة.
للولايات المتحدة، حتى عشية الانتخابات للرئاسة، إمكانية لتجنيد عدد غير قليل من الدول برعاية الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ويمكنها التقرير وإرسال قوات دولية إلى غزة لفترة محدودة. المظليون الذين جاءوا إلى بيروت في 1982 قد يأتون إلى القطاع تحت راية الأمم المتحدة، وهذا القرار سيلزم جميع الأطراف. ربما يدعي المجتمع الدولي وبصدق أنه يبذل جهوداً لإنهاء الحرب وتحديد بداية مسار سياسي يغير الواقع، ليس في القطاع فحسب، بل في الشرق الأوسط كله. لم يبق سوى سؤال واحد، وهو: هل يريد العالم إنهاء الحرب أم أنه معني بإدارتها فقط؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.