ماكرون يسعى لوقف النار والعراق يطلب جلسة لمجلس الأمن
كتبت تيريز القسيس صعب
الشرق – هل ستصل الجهود الديبلوماسية التي تقودها فرنسا بشخص الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وغيره من القادة العرب الملمين بالازمة اللبنانية الى إيقاف حمام الدم في لبنان، والذي تخطى قواعد الاشتباك وبات يطال معظم الأراضي اللبنانية؟
فبحسب ديبلوماسي غربي في نيويورك، كشف ان فرنسا تقود اتصالات ديبلوماسية مكثفة لا بل جهودا مضاعفة بالتنسيق مع كل من مصر والمملكة العربية السعودية، تهدف الى التوصل لحل وتسوية بين المتنازعيين اسرائيل وحزب الله.
وقال المرجع الذي يشارك في اجتماعات الجمعية العامة في الامم المتحدة في نيويورك ان الاروقة الديبلوماسية، والغرف المغلقة في حركة دائمة ومتواصلة بين قادة الدول، وان الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والمستمرة بوتيرة عالية باتت بندا اساسيا ورئيسا في اي اتصال أو لقاء ثنائي وثلاثي او اجتماع طارئ.
واعتبر المرجع الذي لم يشأ تسميته أنه ليس المهم اليوم التوصل إلى قرار جديد من مجلس الأمن او بيان إدانة او ما شابه ذلك، إنما ما هو المطلوب ان تثمر الاتصالات والجهود الديبلوماسية إلى وقف نزف حمام الدم ان في غزة او لبنان، والجلوس على طاولة المفاوضات للتفاهم ووضع النقاط الخلافية توصلا لحل منشود ودائم في المنطقة.
هذا وكشف المرجع الديبلوماسي أن من بين المواضيع التي بحثها الرئيس الفرنسي مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان كان الوضع في منطقة الشرق الاوسط والتدهور العسكري في غزة وتحديدا في لبنان. وعلم ان ماكرون دعا إيران الى استخدام نفوذها مع الأطراف المزعزعة للاستقرار في إشارة واضحة الى حزب الله بهدف ارساء «تهدئة عامة « في الشرق الاوسط.
وفي الاطار عينه كشف مرجع سياسي عربي لـ»الشرق» ان دولة العراق طلبت من رئاسة مجلس الأمن عقد اجتماع طارئ ثان مخصص لبحث الوضع المتدهور في لبنان على مستوى وزراء الخارجية. وكان عقد اجتماع عربي امس الأول وأفضى الى اعلان «التضامن الكامل مع لبنان حكومة وشعبا، والادانة الشديدة للعدوان الاسرائيلي المتصاعد عليه». واكد البيان على الدعم الكامل للبنان في مواجهة هذا العدوان، محمله إسرائيل مسؤولية هذا التصعيد، ومحذرا من تداعيات شن عدوان واسع على لبنان، بما قد يدفع الى إشتعال حرب اقليمية شاملة، ويهدد امن واستقرار المنطقة باسرها.»
المرجع اعلاه لم يخف تخوفا من اشتعال حرب اقليمية في حال استمرت إسرائيل بشن عدوانها على لبنان وغزة على الرغم من كل الجهود والمساعي الدولية والاقليمية الموجودة حاليا. ورات ان المرحلة التي تفصلنا عن موعد تاريخ الانتخابات الاميركية في 5 تشرين الثاني المقبل، هي المرحلة الأصعب والادق خصوصا وان اللوبي اليهودي والذي يعتبر الناخب الاقوى والافعل في اميركا يؤثر كتيرا علىمجريات الامور. وبالتالي فإن إسرائيل اليوم تحاول كسب الوقت الضائع، وتضرب عرض الحائط كل الجهود الديبلوماسية الاميركية التي تقوم بها ادارة الرئيس جو بايدن، والظاهر ان رئيس الوزراء الاسرائيلي لن يقدم اي تنازل او تعهد للجانب الاميركي من دون أن يأخذ ثمنها من الإدارة الأميركية الجديدة.
فالأيام المقبلة ستكون صعبة وقاسية الى حين انتخاب رئيس اميركي جديد، يختم المرجع الديبلوماسي كلامه.