ماذا تعرف عن القرار 1701؟
بقلم ندين صموئيل شلهوب
بعد الأحداث الأمنيّة في الفترة الأخيرة، وعلى عتبة انقضاء العام الأول، من اتخاذ قرار حزب الله بالدخول في الحرب إسناداً لغزة، عاد القرار الأمميّ 1701
الى واجهة السياسة اللبنانيّة، وبخاصةٍ على لسان المسؤولين والحزبيين ورجالات الدولة، في كل مقابلةٍ تجرى او تصريحٍ يعقد، بالكلام على الرجوع الى القرار «1701» والدعوة الى تطبيقه.
فما هو هذا القرار وما هي أهم بنوده؟
– في 11 أغسطس 2006، تبنّى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار 1701 الدّاعي إلى وقفٍ كاملٍ للعمليات القتاليّة في لبنان، ووضع نهاية للحرب الثانية بين إسرائيل ولبنان «حرب تموز 2006» والتي استمرت ثلاثة وثلاثين يوماً حينها.
– طالب القرار 1701 «حزب الله» بالوقّف الفوري لكلّ هجماته ضد إسرائيل، كما طالب الأخيرة بالوقف الفوري لكلّ عملياتها العسكريّة، وسحب كلّ قواتها من جنوب لبنان.
– دعا إلى الانسحاب الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل.
– ممّا يقضي بسحب «حزب الله» قواته إلى شمال نهر الليطاني على مسافة نحو ثلاثين كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل.
– شدد على ضرورة نشر قوات الجيش اللبنانيّ في جنوب لبنان، بالتعاون مع قوات الأمم المتحدة «يونيفيل»، لضمان عدم وجود أسلحة أو قوات غير حكومية جنوب نهر الليطاني.
– طالب بنزع سلاح جميع الجماعات المسلحة في لبنان باستثناء الجيش اللبنانيّ، وهو بند يشير بشكل رئيس إلى سلاح حزب الله.
– دعا إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني جنوبي لبنان، تكون خاليّة من أي عتاد حربي أو مسلحين، باستثناء ما هو تابع للقوات المسلحة اللبنانيّة وقوات اليونيفيل.
– منع بيع وتوفير الأسلحة والمعدات العسكريّة للبنان، إلا التي تسمح بها الحكومة، وتسليم إسرائيل الى الأمم المتحدة خرائط حقول الألغام التي زرعتها في الأراضي اللبنانيّة، ومدّد عمل قوة الطوارئ الدولية في لبنان إلى غاية 31 أغسطس 2007.
– شدّد على دعم الحكومة اللبنانية وسيادتها الكاملة على جميع أراضيها.
– دعا كذلك إلى ضرورة تطبيق بنود اتفاق الطائف، والقرارين 1559 و1680 بما في ذلك تجريد كل الجماعات المّسلحة اللبنانيّة من سلاحها وعدم وجود قوات أجنبيّة إلا بموافقة الحكومة اللبنانيّة.
– طلب من الأمين العام آنذاك كوفي عنان، أن يقدّم إلى المجلس اقتراحات خلال ثلاثين يوماً بعد مشاورات مع الفرقاء المعنيين بشأن إجراء ترسيم دقيق للحدود اللبنانيّة.
لو وفى لبنان فعلاً في وعده بدخول القرار 1701 حيّز التنفيذ في حينه، ألم يكن قد وفّر كل هذه المشهديّة التي نعيشها اليوم؟!
من مآسٍ وموتٍ ودمارٍ وإعاقاتٍ وتهجيرٍ وتعتير، بخاصةٍ في ظلّ أوضاع اقتصاديّةٍ مذريّةٍ ومهترئة للغاية؟!
ألم يكن القرار 1701 قد منع عن لبنان وشعبه، شبح كلّ ما يمرّ فيه اليوم من خسائر بشريّة معنويّة وماديّة؟!
ألم يكن ليوفّر علينا، حوالى عشرين عاماً من المناكفات والشعارات، والدخول في حروبٍ متتاليّة ٍلا دخل لنا فيها، الا أننا نرضى ونرضخ ونصمت منعاً للتهويل من حرب أهليّة، كانت تلّوح في الأفق مع كلّ مناسبةٍ، صدر إنموذجاً عنها في السابع من أيار2007،
لو اتفقت جميع القوى والأحزاب التي عملت على وساطات توقيف حرب ال2006 حينها، على الإصرار في تنفيذ القرار 1701 ، والمضي للفريق الممنانع في العمل السياسيّ البحّت، على غرار الأحزاب المسلحّة السابقة، ألم يكن أفضل من كلّ هذا الخراب والكرامات المنهانة وفقدان الأحبّة، وخسارة جنى العمر، ومقتنيّات الذكريّات الجميلة، التي دفنت تحت أنقاض بلداتٍ متألمّةٍ تصرخ كفى؟!
هل سنشهد على تنفيذ الوعود والعهود هذه المرة في سبيل ايقاف النار والحرب، رفقاً بما تبقى، وما صار معلوماً ان الراية البيضاء نوعاً من انواع النصر المحقق أيضاً، مقابل ممارسات عدو صهيونيّ غاشم مجرم وسفّاح ؟!
أم نحن ذاهبون كالعادة الى تأريخٍ يعيد نفسه، تتوقف الحرب فيه، وتعود الأمور من حيث توقفت، أي كما كانت في السابق، أو ربما الى سيناريوهاتٍ أسوأ ممّا كانت عليه؟! إنّ الغد لناظره قريب.
ندين صموئيل شلهوب