لبنان ودّع سليم الحص بمأتم حكومي رسمي شعبي
المفتي أمّ المصلين على الجثمان .. وميقاتي: سنبقى مقصّرين
الشرق – ودع لبنان الرئيس سليم الحص، الذي وافته المنيّة عن 95 عاماً، بعد مسيرة زاخرة بالخبرة السياسية والاقتصادية وسيرة ملازمة للوطنية والاستقامة والإصلاح. مثّل الرئيس الراحل «ضمير» لبنان، والشخصية العابرة للسياسة بمعناها اللبناني الضيق، الواضحة في انتمائها، الفذّة التي اجتمعت على احترامها وثقتها ورجاحة عقلها شريحة من السياسيين الكبار في الداخل والخارج.
وأقامت الحكومة اللبنانية مأتما رسميا للرئيس الحص، ونقل الجثمان مجللا بالعلم اللبناني ومحمولا على عربة مدفع، بمواكبة من قوى الأمن الداخلي في موكب انطلق من مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت الى مسجد مقام الإمام الأوزاعي، وأقيمت مراسم التشييع في باحة المسجد عند وصول الجثمان، حيث أدت كتيبة من قوى الأمن الداخلي التحية للفقيد وعزفت موسيقى لحن الموتى، ثم أم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان المصلين على جثمان الفقيد في المسجد في حضور رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وممثل رئيس مجلس النواب النائب محمد خواجة والرؤساء فؤاد السنيورة وحسان دياب وممثل عن الرئيس تمام سلام الوزير السابق محمد المشنوق وممثل عن الرئيس سعد الحريري النائب السابق محمد الحجار ووزراء ونواب حاليين وسابقين وممثل عن الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية وسفراء وشخصيات سياسية وروحية واقتصادية ومالية وثقافية واجتماعية وقضائية وعسكرية ونقابية وإعلاميه والعديد من المحافظين من المناطق اللبنانية ورؤساء بلديات وجمعيات ومؤسسات إسلامية وأهلية وال الفقيد، ووري الثَّرى في مدافن العائلة في جوار مقام الإمام الأوزاعي ووضعت أكاليل من الزهور على الضريح من العديد من الشخصيات. وتقبل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وابنته وداد وحفيده سليم رحال وآل الفقيد التعازي من الرسميين والشخصيات في باحة المسجد.
ميقاتي: وقال رئيس الحكومة في كلمة خلال التشييع: «تعيدني الذّاكرة إلى مواقف دولته الوطنيّة، فهو رجل عصامي وكان ضمير لبنان والوطن ومدافعا عن القضية الفلسطينية. كان دولته يضع المصلحة العليا ومصلحة المواطن فوق كل اعتبار وكان متجرداً وموضوعياً ودستورياً بامتياز، ومهما حاولنا أن نقتدي به فسنبقى مقصرين». التعازي: وقبلت التعازي بالراحل بعد الدفن في قاعة الدكتور محي الدين برغوت – مسجد الخاشقجي من الساعة الرابعة بعد الظهر لغاية الساعة السابعة مساء، والثاني يوم الثلاثاء 27 آب والثالث يوم الأربعاء 28 آب 2024 في قاعة الدكتور محي الدين برغوت – مسجد الخاشقجي من الساعة الاولى بعد الظهر لغاية الساعة السابعة مساء للرجال والنساء.
قالوا في الرئيس الراحل: من قلّة كبار صنعوا تاريخ لبنان
الشرق – ترك رحيل الرئيس الدكتور سليم الحص حزنا عميقا بين اللبنانيين الذين عرفوه وخبروه رجلا صادقا نزيها مناضلا من اجل الوطن، ومدافعا عن القضية الفلسطينية ومقاومتها في الداخل والخارج. وتوالت ردود الفعل المؤثرة وكلمات الرثاء التي مهما قيل فيها لم تف الرجل حقه، لما قدمه في سبيل اعلاء شأن الوطن وقضايا العرب. سليمان: ونعاه الرئيس ميشال سليمان : «حقاً هو رجل دولة يليق به الوصف. رحم الله دولة الرئيس سليم الحص». امين الجميل: وتقدّم الرئيس أمين الجميّل من عائلة الراحل ومن الشعب اللبناني، بتعازيه الحارة، وقال :»خدمنا معاً لبنان في أحلك ظرف وأدّق مرحلة، وبالرغم من الخلافات الآنية والاختلافات الموضعية، أشهد لدولة الرئيس الدكتور سليم الحص مروءته ونبله وآدميته كشخص، وثقافته الوطنية وروح الحوكمة والعلم والتجرد التي مارسها في حياته العامة، الحكومية والنيابية(ـ…)». بو حبيب: وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب نعاه، وقال: «(…) برحيلك نودع رجل دولة من الطراز الرفيع حيث لم تسع يوما» الى منصب، أو تحاول البقاء فيه على حساب قناعاتك، أو المصلحة العامة (…)».
بوشكيان: وقال وزير الصناعة جورج بوشكيان: «(…) كان تاريخاً حافلاً في المسؤولية، وصفاته الوطنية جليّة في رجل دولة تحمّل المهام في مرحلة مصيرية شهدها لبنان.» جعجع: وكتب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على حسابه عبر منصة «إكس»: «للأسف لم أتعرّف يوما على الرئيس سليم الحص شخصيا، وللأسف أيضا كان هناك تباينات في وجهات النظر بيننا. لكنني، لا أستطيع إلا ان أقول إنه كان رجل دولة، وصاحب مبادئ، ومستقيما. رحمه الله». البزري: من جانبه، إعتبر النائب عبد الرحمن البزري في بيان ان «برحيل الدكتور سليم الحص خسر لبنان قامة وطنية وعروبية ناصعة وشامخة»، وقال: «لقد تميز الراحل الكبير بسعة علمه وخدمة وطنه واستقامته وهي قيم راقية ما أحوجنا إليها في هذا الزمن الصعب. عزاؤنا في أن يبقى نهجه المسؤول مستمراً من خلال عائلته ورفاق دربه». واكد أن «الكلمات والمقالات لن تفيه حقه فسيرته الذكية ستنير الطريق للعديد من أجل العمل على إخراج البلاد من محنتها». وكتب الوزير السابق مبشال فرعون عبر منصة «اكس»: «برحيل الرئيس الدكتور سليم الحص تفقد بيروت ولبنان قامة سياسيّة وطنيّة، متميّزاً بعقلانيّته وهدوئه في معالجة المسائل الوطنيّة العليا، وفي تجرّده وتمسّكه بسيادة القانون واحترام الدستور، ووحدة لبنان واللبنانيّين، على الرغم من مواكبته حقباتٍ سوداء من الانقسام الوطني». ابراهيم: وكتب اللواء عباس ابراهيم على منصة «إكس»: لم تطلب شيئا لنفسك فكنت سليم الحص، استغنيت حتى اغتنيت، كان الوطن في ضميرك إلى ان صرت ضميره، قامة أنت لن تتكرر وهامة ما انحنت. سليم الحص، رحلت فسقط مدماك أساسي من مداميك سياسة الأخلاق. كن مطمئنا ففلسطين التي احببت هي اليوم بمتناول الغد الآتي حتما. في جنان الخلد». القصيفي: واستذكر نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي الرئيس الحص، وقال:(…) ولانه لم يساوم على قناعاته، ولم يستسلم لاغراءات تحيد به عن مدار الاستقامة التي كانت عنوان حياته كان عرضة لسهام جائرة انثالت عليه دون هوادة (…)». أنطوان حبيب: وقال رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمصرف الإسكان أنطوان حبيب: «(…) بوفاة دولة الرئيس سليم الحص يخسر لبنان واللبنانيين راية وطنية لطالما حلٌقت عالياً في الساحتين المحلية والدولية، وحمت البلاد في أدق الظروف وأخطرها على الإطلاق، بحكمته وشجاعته وحسٌه الوطني اللامحدود، حتى بات لقب «ضمير لبنان» سمة مطبوعة على جبينه وصفة تلازمه مدى التاريخ (…)». المجلس العام الماروني: وذكر المجلس العام الماروني برئاسة المهندس ميشال متى، بالعلاقة الصادقة والنبيلة التي ربطت المجلس العام الماروني بالرئيس الحص، والتي كانت تتّسم بالإحترام المتبادل والتعاون المستمر لما فيه مصلحة لبنان وخير اللبنانيين (…)». الرابطة المارونية: وقالت الرابطة المارونية: «يفتقد لبنان قامة وطنية اتسمت بالكفاية والنزاهة ونظافة الكف، والحس الانساني المرهف، والحرص على مصالح الدولة وتطورها، صاحب المواقف الجريئة والمميزة، مضى وفي قلبه غصة على انهيار دولة القانون والمؤسسات التي ناضل في سبيل قيامها (…)». كما كتب وزراء ونواب حاليون وسابقون ومرجعيات روحية وأحزاب وهيئات وجمعيات كلمات رثت الراحل، معربة عن اسفها لرحيل «رجل غير مساوم، رجل اعتدال وشفافية».