شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – وشهد شاهدٌ من أهلِه

102

كشفتنا التظاهرات الضخمة والاعتصامات الكبيرة التي ينفّذها طلاب الجامعات في العالم الغربي عموماً، ولاسيما في الولايات المتحدة الأميركية، على حقيقتنا البشعة في العالمَين العربي والإسلامي حيث الناس مقموعون والقيادات عاجزة، وهذا أفضل الأوصاف التي يمكن أن تُطلَق. فليس معقولاً (وإن كان مفهوماً) أن ينتفض العالم كله تقريباً دعماً لغزة وتنديداً بحرب الإبادة الموصوفة التي يشنّها الصهاينة عليها، بينما لا يؤذَن للشقيق العربي والمسلم أن يعبّر عن رأيه إذ لا شكّ في أنّ النحو ملياري مسلم المنتشرين في العالم يتألمون في داخلهم ويعجزون عن التعبير كما يفعل الطلاب في العالم الذي نحمل عليه وننتقده من على المنابر كافة بغير وجه حق.

في أي حال، لقد خسر العدو المعركة الإعلامية ما سمح للحقيقة أن تجتاز حاجز الأكاذيب والأضاليل الصهيونية لتصل إلى العالم أجمع، فكانت هذه الانتفاضات التي نشاهدها كتعبير رائع عن التضامن المفقود حيث يجب أن يكون.

ولعل المثل الصارخ على ذلك ما تداولته وسائط التواصل الاجتماعي، أمس، عن الحاخام اليهودي الذي وقف خطيباً في الطلاب المعتصمين في إحدى الجامعات الأميركية الكبرى، وقال حرفياً:

«إنّ دولة إسرائيل لا تمثل جميع اليهود وإن الكثير من اليهود يشعرون بالحرج من تصرفات صهيونية دولة إسرائيل. إسمي الحاخام ديفيد فيلدمان، أنا أمثل جماهير اليهود في إسرائيل وفي العالم الذين يشعرون بالحرج عندما يرتكب الصهاينة الجرائم وعندما يتم تنفيذ هذه الإبادة الجماعية بإسم جميع اليهود وبإسم الدين اليهودي. نحن هنا لدعم الطلاب الشجعان في الجامعة وفي نيويورك وفي جميع أنحاء العالم. الآن وعلى الرغم من كل الترهيب، يُدافعون عن فلسطين وعن العدالة ما من شأنه أن يساعد في قدرتنا على وقف هذه الإبادة الجماعية ووقف هذه الإعتداءات وتحقيق العدالة لشعب فلسطين المقموع. وينبغي أن يكون هؤلاء الطلاب مثالاً لبقية الأميركيين وللعالم أجمع لكي يقف رغم أي اتهامات أو ترهيب أو أي بروباغندا كاذبة. وعلينا أن ندافع عن الإنسانية والعدالة والسلام… ويؤلمنا نحن اليهود اتهامنا غير الصهاينة بأننا معادون للسامية. وهذا ليس فقط ظلماً للطلاب في الحرم الجامعي الذين يستحقون حرية التعبير عن الرأي والحقيقة، بل أيضاً للشعب الفلسطيني الذي يجب أن نرفع أصواتنا دعماً له وهو ظلم للشعب اليهودي أيضاً لأن الخلط بين اليهودية والصهيونية وبين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية، فهذا أمر مُنكر وخاطئ…».

ونكتفي بهذا القدر من الكلام القيّم لهذا الحاخام علّه يكون عبرة لمن يعتبر.

khalilelkhoury@elshark.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.