شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – لماذا تمنع واشنطن تسليح الجيش اللبناني؟!
… وفي حديثنا عن «أي لبنان نريد؟»، ربطاً بالاستحقاق الرئاسي، والرئيس المفترَض أن يكون على قدر أهمية الموقع والمسؤولية، نود أن نوجّه تحية الإجلال والإكبار الى شهيدَي الجيش اللبناني اللذَين سقطا، يوم الجمعة الماضي، بغارة جوية نفذها جيش العدو في الجنوب، فلهما الرحمة والشفاء العاجل لرفاقهما في السلاح الذين أصيبوا في هذا العدوان الأثيم. ما يدفعنا الى التساؤل عن أسباب منع الولايات المتحدة الأميركية جيشنا من الحصول على السلاح الفعّال الدفاعي على الأقل، وهي التي تمنّنا بالدعم الذي تقدمه لقواتنا الشرعية المسلحة بما لا يتجاوز حدود دور مرسوم لحصر مهام الجيش في شؤون الأمن الداخلي.
بداية تجدر الإشارة الى أن العدو الإسرائيلي يستهدف الجيش وقوات «اليونيفيل»، بغاية واضحة وهي دفع الطرفين الى إخلاء مواقعهما على حدودنا مع فلسطين المحتلة لتخلو الساحة للعدو في محاولاته اجتياح الجنوب، وهو ما لم يحققه، حتى الآن، بفضل صمود المجاهدين الذين يتصدون له ويوقعون به الخسائر في الأرواح والعتاد.
نعود الى منطلق هذا الكلام، لنقول إن الذين تولوا المسؤولية في السلطة اللبنانية، بعد الحرب المشؤومة، فشلوا في توفير السلاح الفعال للجيش، وبالتالي في حماية لبنان واللبنانيين.
وللذين يجهلون الواقع اللبناني (أو يتجاهلونه) ننعش الذاكرة فنخبرهم أن الجيش اللبناني كان في الزمن الجميل يمتلك أحدث أنواع السلاح الدفاعي والهجومي، وعلى سبيل المثال لا الحصر، كان جيشنا يملك أحدث وأكثر الطائرات الحربية المقاتلة، وكان أسطوله الجوي الحربي يضم طائرات «ميراج» الفرنسية، وكذلك طائرات «هوكر هانتر» البريطانية. الى ذلك كان جيشنا مزوّداً بالصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى. والدبابات والخ…
فكيف كان يحدث ذلك؟ وهل كانت «إسرائيل» تقبل؟ طبعاً لم يكن العدو ليقبل. ولكن كان في لبنان، في المواقع القيادية، سلطة لم تكن لترضخ للضغوط الأجنبية. أما بعد الحرب فلم يكن في السلطة ذوو التصميم والقدرة على قول «لا» للإملاءات الخارجية.
والأنكى أننا تخلصنا من تلك الطائرات المقاتلة بدلاً من أن نحدّثها ونطورها، فبعناها من باكستان وسواها!
وفي هذا السياق نذكّر بأن روسيا عرضت علينا أحدث طائراتها المقاتلة، ولكن المسؤولين رضخوا للضغط الأميركي، إكراماً لعيون الكيان الصهيوني. بل إننا ذات مرة عقدنا مع موسكو اتفاق شراء نحو إحدى عشرة طائرة مقاتلة منها، ولكن الاتفاق المبدئي أُلغي بُعَيد التفاهم عليه بساعات، لأن «هكذا الأميركي قد أمر».
وهل نذكّر أيضاً بأنه في لبنان أجرى معهد هايكازيان تجارب ناجحة على صواريخ بلغ مداها 350 كيلومتراً (في أواخر خمسينات وأوائل ستينات القرن الماضي).
ويسألونك: لماذا تتحدث دائماً عن الزمن اللبناني الجميل؟