شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – تجمع المرشحين تحت جبّة البطريرك

34

«رُبَّ مصادفة خيرٌ من ميعاد»… والمصادفة هي التي جمعت المرشّحين الى رئاسة الجمهورية في بكركي لمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح المجيد، لنكتشف أن عديدهم كبير، إذ لم يلتقِ في رحاب الصرح فقط الطامحون المعلَنون الى ملء الشغور في السدة الرئاسية بل، أيضاً، بضعة أنفار من أصحاب الطموح «المضمَرين» من الذين لا تُتَداوَل أسماؤهم في وسائط الإعلام ولكنها تتردّد في الصالونات السياسية. إلّا أن كثرة الأسماء ولقاءهم تحت سقف واحد وفي مناسبة واحدة والحظوة ببركة الذي «أُعطي له مجد لبنان» لا تكفي لإنتاج رئيس في وقت تزداد حدة السباق بين الموعد الذي ضربه الرئيس نبيه بري بعد نحو أسبوعين (التاسع من شهر كانون الثاني من العام المقبل) وبين تعثّر الكتل النيابية، حتى الآن، على التوافق حول الرئيس المنتَظَر، ولا حتى على جوجلة الأسماء وغربلتها لتُحصَر في اثنين أو ثلاثة ما يساعد النواب على سهولة اختيار المرشّح المفَضّل لهم أفراداً وكتلاً وأحزاباً وتكتلاتٍ.

وبالرغم من أن الاستحقاق الرئاسي يستأثر بحراك محموم وبالحكي المتواصل، إلّا أن شيئاً جديداً (جدّياً) لم يطرأ، بعد، على المشهد الانتخابي إن لجهة توافر قاعدة نيابية انتخابية صلبة (معلَنة) لهذا المرشح أو لذاك، باستثناء قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي يبدو «الفافوري» حتى تاريخه، أو لجهة المواقف الخارجية الواضحة والمباشِرة والصريحة التي ينتظر أصحابها الأيام الثلاثة أو الأربعة الأخيرة قبل جلسة الانتخاب، وربّـما لأن ثمة اعتقاداً لديهم بأن لا رئيس ولا مَن يرئسون في التاسع من كانون الثاني.

وكان في التقدير أن التطور الكبير المفاجئ الذي قلب الأوضاع في سوريا رأساً على عقب من شأنه أن يستعجل التوصل الى تفاهم لبناني على تسريع استحضار الرئيس الى سدّة الرئاسة، ولكن تبيّن أن هذا غير وارد ربّـما لأن حكم الثورة في سوريا ليس له، في هذه المرحلة، تأثير على مجريات السياسة الداخلية اللبنانية. الى ذلك يبدو أن اللجنة الخماسية لم توحِّد كلمتها على مرشّح بعينه، وإن كان الجانب الأميركي فيها يرى في قائد الجيش المرشح «المناسب» لهذه المرحلة، ولكنه لم يعلن ذلك في المباشر إنما ثمة أطراف نيابية تقول إنها «لمست» أو «استنتجت» رغبة واشنطن في هذا المجال، حتى إذا آنَ أوان الجدّ ارتفع الصوت! وعندئذٍ يكون حشد المرشحين في بكركي قد اكتفى بمجد الميلاد وبركة سيدنا بشارة الراعي.

khalilelkhoury@elshark.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.