شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – المفاوضات تغلي على صفيح الغارات الملتهب

31

إذا سارت أمور المفاوضات وفق المتوقع فمن المقرر أن يصل عاموس هوكشتاين الى المنطقة، يوم الأربعاء المقبل، وفي الأفق بوادر إيجابية لحل للحرب على لبنان، فيتم إعلان وقف إطلاق النار على أساس تطبيق القرار 1701 بعد التوصل الى حل وسط لا يعطي إسرائيل إضافات تمكنها من خرق السيادة اللبنانية مع تغطية أممية بإضافة نصوص يرفضها الجانب اللبناني بقوة على حد ما أكده المفاوض باسمه الرئيس نبيه بري.

وإذا كانت سياسة الأرض المحروقة بالإبادة والتدمير ليست شيئاً جديداً في اعتداءات الكيان الصهيوني، إلّا أن «التصعيد على التصعيد» الذي تمارسه إسرائيل في هذه الآونة فهو قرار اتخذه نتنياهو لممارسة الضغط على لبنان، في أقصى درجاته، لفرض تنازلات لا يمكن القبول بها تحت أي اعتبار، حتى ولو كانت الحاجة أكثر من ملحّة الى وقف هذه الحرب الملعونة التي ألحقت بلبنان، حتى الآن، الكوارث التي تتناسل نكباتٍ. أما التقارير التي تضج بها وسائط الإعلام والمنتديات السياسية والديبلوماسية، لا سيما الأميركية، فتواكب التفاؤل بالحذر المنطقي، أما نحن في لبنان فنعرف «تقاليد» العدو الإسرائيلي الإجرامية معرفة مبنية على الخبرة، وحتى على القريب منها زمنياً، والمتمثل في ألاعيب نتنياهو وتلاعبه بمشاريع قرارات وقف إطلاق النار في غزة، وكيف أسقطها تباعاً، في وقت يكون التوصل الى أي منها قد حدث برعاية دول عظمى، وسواها دول إقليمية. والمثال الصارخ على ذلك أنه كانت لديه الجرأة والقدرة على ضرب عرض الحائط بالبيان المشترك الأميركي ـ الفرنسي الذي أصدره الرئيسان جو بايدن وإيمانويل ماكرون وحمل توقيعَيهما وحدّدا فيه موعداً لوقف إطلاق النار في غزة… فسقط البيان ولم يحرك البيت الأبيض ساكناً، أما قصر الإليزيه فشعر بالمهانة، واتخذ إجراءات من بينها منع مشاركة تل أبيب في معرض الطيران، ليعود القضاء الفرنسي فيُسقط قرار رئيس بلده لمصلحة المشاركة الإسرائيلية.

من هنا نرى الى التصعيد الإسرائيلي على أنه، في جانب منه، يهدف الى الضغط ليس على الجانب اللبناني وحده، بل أيضاً على الموفَد الرئاسي الأميركي، الذي هو، في المطلق، ليس بعيداً عن الانحياز الى الأهداف الإسرائيلية.

ولكن، في المبدأ وفي متطلبات التطورات المتسارعة في ميدان هذه الحرب العدوانية الرهيبة على لبنان يجب العمل بجهد ودأب ومسؤولية وطنية عالية على التوصل الى وقف لإطلاق النار، لعل لبنان يجد درباً الى دائرة الخلاص.

khalilelkhoury@elshark.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.