شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – إنها ساعة للتضامن
لليوم الثاني على التوالي يواصل العدو هجومه «السيبراني» على المقاومة ولبنان عموماً. «الفصل» الثاني، أمس، كان تفجير أجهزة «توكي ووكي» اللاسلكية ليكشف حقيقة أن المخطط الصهيوني لا يقف عند حد بهدف التوصل الى إحداث بلبلة تشغل حزب الله ربّـما عن الاستعداد للحرب التي يصمم بنيامين نتنياهو على نقلها من منسوب الإسناد والمشاغلة الى مستوى الحرب الموسعة المفتوحة على الاحتمالات كافة. ولا شك في أن الحزب يعرف هذا المخطط وسيعمل على استعادة قدرة منظومته في التواصل التي لا شك في أن العدو أراد إفقادها فعاليتها، وبالتالي فإن إعادة تنظيم هذه الشبكة الحيوية لأي جماعة أو حزب هي حتمية، فكم بالحري إذا كانت في غمرة الحرب. علماً أن عملية تنظيم شبكة جديدة تستغرق وقتاً طويلاً أقله بضعة أشهر.
باختصار هذه محنة وامتحان. أما المحنة فأصابت الجميع، بمعنى أن تعرض أي فريق من أطياف النسيج اللبناني الى هكذا اعتداء إنما هو استهداف للبنان كله. وأما الامتحان فهو للشعب اللبناني برمته. ونسارع الى القول إننا اجتزنا الامتحان بنجاح، فالوقفة الواحدة لإدانة العدوان، من قِبَل جميع الاتجاهات السياسية، والتعاطف الشعبي بالقول والممارسة هما عنصر إيجابي بالغ الأهمية، يمكن البناء عليه في المرحلة الحالية والقريبة للتغلب على الأزمة متعددة الوجوه بدءاً بالتسريع في انتخاب رئيس للجمهورية يلتف حوله الجميع وتبدأ مرحلة جديدة، على أن تكون الأطراف كلها على استعداد لأن تضع جانباً أحقادها ومصالحها وأنانياتها، وتفكر جدياً في مصلحة لبنان الذي لم يكن يوماً بحاجة الى التضامن بقدر ما هو في حاجة ماسّة جداً إليه في هذه المرحلة المصيرية من تاريخه.
هذه الساعة هي للتضامن وليست لنبش الدفاتر والاتهامات عن الأسباب والدوافع والأخطاء وحتى الخطايا… فهذه يأتي أوانها لاحقاً.
وفي أساس هذا الكلام، يبقى أنه من الضروري جداً تحديد أسباب هذا الخرق السيبراني الخطِر جداً، وأين بدأ الخرق. بحيث لا تبقى هذه النقطة يلفها الغموض، لاسيما بعدما أعلنت الشركة التي صنّعت الأجهزة التي انفجرت في الموجة الأولى يوم الثلاثاء أوّل من أمس، أنها صنعتها لمصلحة دولة أوروبية شرقية. والدخول الى التفاصيل مطلوب بإلحاح ليُبنى على الشيء مقتضاه.
في أي حال يبقى انتظار ما سيدلي به، مساء اليوم، أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، الذي سيرسم معالم التعامل مع الوضع المترتب على هذا الاعتداء الأثيم الذي قام به العدو الصهيوني وهو لا يلتزم حتى بأدنى الحدود من أخلاقيات الصراع والحروب، فقط هو يمارس وحشيته التي لا حدود لها.
khalilelkhoury@elshark.com