«سهام الشمال» في يومها الثاني ترفع عدد الضحايا

ميقاتي إلى نيويورك واتصالات دولية لوقف النار

Smoke rises as seen from Israel-Lebanon border in northern Israel, November 12, 2023. REUTERS/Evelyn Hockstein
22

في موازاة تصاعد وتيرة الاستهدافات الاسرائيلية للبنان من جنوبه الى بقاعه والضاحية الجنوبية وارتفاع عدد الشهداء الى 558 وعلى وقع موجة نزوح كثيفة في اتجاه العاصمة والجبل والشمال، تشهد اروقة الامم المتحدة تزخيما لحركة الاتصالات بهدف وقف الاعتداءات على لبنان استدعت دعوة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لمواكبتها. الحركة التي يديرها المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين مستندا الى ما تفاهم عليه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بشأن تطبيق القرار الدولي 1701 والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، تجري بالتوازي مع اتصالات تجريها فرنسا ودول عربية معنية مع ايران لتنسيق التفاهم وبلوغ الحل.

مصادر وزارية اكدت لـ»المركزية» جدية الاتصالات لوقف الحرب التي تشنها اسرائيل على لبنان انطلاقا من القرار 1701 . وعزز المعلومات هذه حديث للرئيس الايراني مسعود بزشكيان لشبكة «سي.ان .ان» الاميركية، اذ قال إن «حزب الله لا يستطيع مواجهة إسرائيل منفردا»، معتبرا أن «الهجوم الإسرائيلي على لبنان يخاطر بإشعال الصراع في المنطقة».

استهداف جديد

 ووقت سرّعت اسرائيل وتيرة عملياتها الهجومية،عززتها باستهداف جديد للضاحية الجنوبية، حيث اغار الطيران الحربي على مبنى من ثلاثة طوابق مقابل حسينية الخنساء في منطقة الغبيري ما ادى الى سقوط 6 شهداء و15 جريحا في حصيلة أولية بحسب بيان وزارة الصحة. وأشارت القناة 12 الإسرائيلية الى ان هدف الاغتيال في الضاحية الجنوبية لبيروت شخصية بارزة من حزب الله في مجال القوة الصاروخية. ولاحقاً، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي ان هدف الهجوم في بيروت هو إبراهيم قبيسي «أبو جواد» رئيس المنظومة الصاروخية في حزب الله . وذكرت ان الغارة نفذتها طائرات من طراز «إف/35».

وأكد مصدران امنيان لبنانيان في وقت لاحق مقتل القيادي في حزب الله ابراهيم القبيسي.

غارات جديدة

 في الغضون، تواصلت الغارات على قرى وبلدات الجنوب والبقاع. ومن جهته، أعلن «حزب الله» في سلسلة بيانات، ان مجاهدي المقاومة الاسلامية قصفوا  مطار مجيدو العسكري غرب العفولة بصليات من صواريخ فادي 1 وفادي 2، ثم قصفوه للمرة الثانية والثالثة بصلية من صواريخ فادي 2، وكذلك مصنع المواد المتفجرة في منطقة زخرون التي تبعد عن الحدود 60 كلم بصلية من صواريخ فادي 2. كما استهدفوا قاعدة عاموس (القاعدة الرئيسية للنقل والدعم اللوجستي للمنطقة الشمالية) بصلية من صواريخ فادي 1، واستهدفوا أيضاً قاعدة ومطار رامات ديفيد بصلية من صواريخ فادي 2. كما أعلن «حزب الله» عن استهداف مصنع متفجرات بعمق 60 كلم داخل الحدود الإسرائيلية، وكذلك استهدفوا المخازن اللوجستيّة للفرقة ‏‏146 في قاعدة نفتالي بصلية صاروخية. كما قصف «الحزب» معسكر إلياكيم التابع لقيادة ‏المنطقة الشمالية جنوب حيفا بصلية من صواريخ فادي 2. وقصف أيضاً المخازن الرئيسيّة التابعة ‏للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا بعشرات الصواريخ.

558 شهيدا

 وزير الصحة فراس أبيض أعلن حصيلة الشهداء نتيجة الغارات الإسرائيلية والتي بلغت حتى الساعة 558 إضافة إلى 1835 جريحاً، فيما بلغ عدد المستشفيات التي شاركت باستقبال الجرحى أمس 54 وسقط 4 شهداء من المسعفين. وقال أبيض في مؤتمر صحافي عقده مع نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون: «المستشفيات لم تقصّر مع المرضى في ظلّ هذه الظّروف وقدّمت كلّ الإمكانات وعملت على مدار ساعات طويلة في غرف عمليّات لم تهدأ وهي تعمل بجهد كبير»، مشيرا إلى أن «مسؤوليتنا لم تنتهِ وأمامنا مرحلة صعبة وواجباتنا مستمرّة وسنظلّ في الخطوط الأماميّة لتقديم كلّ ما يحتاج إليه مجتمعنا».وشكر أبيض «المستشفيات على التعاون مع وزارة الصحة منذ بدء الاعتداءات ومشاركتها معنا في الخطط وهذا ما جنّب الكثير من أهلنا إصابات وأضرار أكبر»، مضيفا: «المستشفيات قامت بالدور المطلوب منها ولذلك السؤال اليوم «هل ستتحمّل الدولة واجباتها تجاه هذا القطاع؟» الجواب هو نعم وقد عقدنا اجتماعاً مع وزير الماليّة لنقدّم لها جزءاً من مستحقّاتها».

قلق اممي

 التطورات الامنية الخطيرة شكلت محل متابعة دولية. فأعربت الأمم المتحدة، عن «قلقها البالغ» حيال التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، مؤكدة أن «عشرات آلاف» الاشخاص فروا من العنف منذ يوم الإثنين.

الى نيويورك

 وفي حين أعلن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في بيان، أن «نظراً للتطورات الراهنة قرر دولة الرئيس التوجه إلى نيويورك لاجراء المزيد من الاتصالات، وبالتالي تم الغاء جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة عند الحادية عشرة قبل ظهر امس». عقد ميقاتي سلسلة اجتماعات لبحث الاوضاع الراهنة والجهود الحكومية لمعالجة التداعيات الانسانية الناتجة عن العدوان الاسرائيلي على لبنان.فاجتمع مع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا وبحث معه موضوع المساعدات الأنسانية التي تقدمها الامم المتحدة للبنان في هذا الوقت بالذات. كما عقد اجتماعا مع وزير المال يوسف الخليل وحاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري وجرى عرض للأوضاع المالية في البلاد. واستقبل منسق «لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية» الوزير ناصر ياسين الذي وضعه في صورة الجهود التي تبذلها اللجنة لايواء النازحين من مناطق العدوان وتأمين المستلزمات الضرورية لهم.

وقال ياسين ان اماكن الايواء في المدارس وصلت الى حدود المئة وخمسين مدرسة، فيما تتزايد اعداد النازحين حتى وصلت ليلا الى ستة عشر الفا وخمسمئة نازح. واشار الوزير ياسين الى ان دولة الرئيس اوعز الى الهيئة العليا للاغاثة الاستمرار في تأمين المطلوب لاغاثة النازحين.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.