رئيس الاستخبارات الإسرائيلية السابق: هل دور الأسد هو التالي؟

مواصلة الحرب أو فرض شروط قاسية لوقفها

9

يتزايد الجدل في إسرائيل حول الخطوة المطلوبة من إسرائيل الآن، هل تلتزم بهدف الحرب المعلن، والمتمثّل بإتعادة النازحين، أم تتّجه نحو محاولة الإجهاز على كل محور المقاومة بعد نجاحاتها في لبنان؟

يتساءل رئيس الاستخبارات العسكرية السابق، الجنرال في الاحتياط عاموس يادلين؛ هل تتجه إسرائيل لإنهاء الحرب واحتوائها، أم التصعيد نحو حرب إقليمية طمعاً بتحطيم “سوار النار” بالكامل؟ داعياً إسرائيل للتفكير بتدمير نظام بشار الأسد.

ويقول عاموس يادلين، في مقال ينشره موقع القناة 12 العبرية، إنه، بعد عام من التراشق على نار هادئة نسبياً على الحدود اللبنانية، انتقلت إسرائيل مؤخراً من النهج المستند إلى الرد، إلى إستراتيجيا مبادِرة ومفاجِئة. أمّا النجاحات، فقد كانت على قدر الجهود: ضرباً قاسياً، ومسبباً للشلل، جاء من العدم، فأصاب آلاف ناشطي التنظيم من حَمَلَةِ أجهزة الاستدعاء والاتصال اللاسلكي، وتحييداً عن طريق الجو لآلاف الصواريخ والمقذوفات المخبأة داخل المنازل المدنية في القرى، والموجهة نحو إسرائيل، ثم جاءت الذروة؛ اغتيال حسن نصر الله في الحصن القيادي تحت الأرض التابع لـ “حزب الله”، بعد سلسلة من عمليات الاغتيال التي “جزّت” رؤوس القيادة العسكرية للتنظيم. وعلى غرار مراقبين إسرائيليين آخرين، يتساءل يادلين؛ إلى أين ستكون وجهتنا من هذه النقطة؟ هل نحن ذاهبون إلى حرب إقليمية، أم إلى احتواء الحدث، بل أيضاً ربما إلى استثمار هذا النجاح في إنهاء الحرب؟

يجيب يادلين: تُعدّ التطورات الأخيرة نقطة تحوّل حربية على سبع جبهات، إذ تُخاض الحرب بأغلبها بوتيرة منخفضة، منذ نحو عام، وهناك أربعة عناصر ستحسم مصير الحرب، وترسم مستقبل الإقليم على مدار السنوات المقبلة: إسرائيل، ثم “حزب الله”، ثم إيران، فالولايات المتحدة.

ويمضي في تساؤلاته ومقترحاته بالقول إنه على إسرائيل أن تقرر ما إذا كان عليها التمسك بهدف إعادة سكان الشمال بأمان، أو المضي نحو هدف أكثر طموحاً، يتمثل في إسقاط “حزب الله”، كما قال رئيس الحكومة نتنياهو، في خطابه أمام الأمم المتحدة، بل أيضاً ربما استمرار “تهشيم الحلقة النارية” التي حاصرتنا إيران بها، وبعد ذلك البدء بالعمل ضد الخلية التي تدير هذا كلّه في دمشق.

ويقول أيضاً إنه إذا ما قرّرت إسرائيل التمسك بالهدف الذي حددته قبل أسبوعين (إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان)، فإن عليها أن تسمح للولايات المتحدة بأن تقودها نحو معاهدة مع لبنان تضمن تطبيقاً مختلفاً تماماً لقرارَي مجلس الأمن رقم 1559 و1701؛ بحيث يستند التطبيق هذه المرة إلى منظومات رقابة وإنفاذ أقوى كثيراً، وإلى إغلاق الحدود السورية اللبنانية، ومنع عمليات تهريب السلاح. كما يضمن نزعاً تاماً للسلاح في المنطقة الواقعة جنوب خط الليطاني، والتعامل مع هذه المطالب بصفتها مطالب لا تقبل التفاوض أو المهادنة، وتوفر لإسرائيل شرعية العمل ضد تنامي العمل العسكري في لبنان، كما فعلت في سورية قبل الحرب.

الانسحاب في أوج المعركة.

واستناداً لتجارب سابقة يضيف : ”لو كنا قد أنهينا حرب لبنان الثانية، سنة 2006، بعد الإغارة على الضاحية، لكانت نتائج الحرب مختلفة تماماً. وعلى إسرائيل الآن أن تضع شروطاً لإنهاء الحرب، وتنهيها على الجبهتين الشمالية والجنوبية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.