رأي _ صويحفيين يغزون السهرات
بقلم سليمان أصفهاني
موضة قديمة _ جديدة تشهدها أماكن السهر في لبنان وهي تتمثل بغزو مجموعة من الصويحفيين للسهرات بغية الاستفادة المالية من الساهرين بشتى السبل إما بالتصوير والصور لا تنشر في اي جريدة او مجلة او موقع إعلامي الكتروني مرخص من المجلس الوطني للاعلام وهي مجرد (نصبة) على الناس تحت شعار (صحافي) الذي يلتصق به هذا وذاك، وإما بالمقابلات والتصوير بجهاز الهاتف المحمول لنشر هذه الحوارات الباهتة على صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي تعود لاشخاص عاديين لا ينتمون الى السلطة الرابعة بأي شكل من الاشكال والهدف هو إحراج الاخرين بنوع لطيف نوعاً ما من الوقاحة للوصول الى بعض القروش وأكثرية هؤلاء لا يحملون بطاقة تشير الى انتمائهم الى أي مؤسسة إعلامية لا في لبنان ولا الخارج .
اليوم يأتي صويحفي في سهرة ما يلتقط لاحدهم صور وفيديوهات ومن ثم يرسلها له الى هاتفه في إشارة تدل الى إنتظار المكافأة على أساس ان الساهر لا يملك هاتف ولا يمكنه أن يصور نفسه وأصدقائه من دون أن يدفع (خوة) مموهة لهؤلاء السارحين بلا رقيب في عالم الليل وأكثريتهم يحملون ألقاب مثيرة للضحك وفي حال طردهم من مطعم او نايت كلوب يسارعون لاصطياد مكان آخر والانكى أنهم يتعاملون بعنجهية مع الفنانين واصحاب أماكن السهر مثلما يتباهى أحدهم أنه يملك أربع صفحات صويحفية على مواقع التواصل الاجتماعي ومن الممكن أن يغير التاريخ بقلمه الممسوخ وهو بالكاد يعرف كتابة اسمه.
المشكلة ليست بالمواهب الجديدة في عالم الصحافة عموماً بالعكس لكن الازمة مع (باعة العلكة) في المناسبات والسهرات الليلية وحتى أن وجود مصور في سهرة عادية بات من العادات القديمة جداً الا في حال كانت هناك مناسبة يأتي من خلالها لالتقاط رزقه كما يفعل المصور قرب صخرة الروشة أيام الصورة الفورية، والعلة أن وقاحة هؤلاء تتخطى حدود المنطق لان أحدهم يعلم أنه (خزمتشي) وتاريخه حافل بالارتكابات غير الاخلاقية وكان يعمل على بوابة (ماخور) في المعاملتين وفوق كل سواد ماضيه وحاضره يأتي ليتطاول على الناس في مرحلة بالكاد فيها يحب المرء نفسه في لبنان .
مرض الصويحفيين من أشد الامراض فتكاً في عالم الليل لان من أصبح يأتي مع حاشيته ليس هدفه تغطية السهرة بل (التشبيح) على الساهرين .