حركة الموفدين الرئاسية… طروحات جديدة أم دوران في المجهول؟!
يولا هاشم
الشرق – تتكثف الاتصالات داخليا وخارجيا بحثاً عن خرق في جدار الأزمة الرئاسية. وبرز تنسيق بين كتلة «الاعتدال الوطني» وسفراء «اللجنة الخماسية» (الولايات المتحدة، فرنسا، السعودية، مصر، قطر) بغية إخراج الاستحقاق الرئاسي من دوامة الفراغ وربما قبل نهاية أيار الحالي. وجاء لقاء وفد «الاعتدال» مع السفير المصري علاء موسى للاتفاق على إطار للتحرك، وإمكانية الدعوة إلى جلسة تشاور تكون «الكتلة» من خلالها رافعة لحل العقد.
في الموازاة، تتحدث المعلومات عن زيارة سيقوم بها الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان الأسبوع المقبل، وذلك بالتنسيق مع واشنطن، حيث سيلتقي الأفرقاء اللبنانيين، من رسميين ورؤساء أحزاب وكتل نيابية. فهل تنجح المساعي في إخراج الملف الرئاسي من عنق الزجاجة؟
عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم يؤكد لـ»المركزية» ان «الامور حتى الآن ما زالت تراوح مكانها. بالطبع هناك مبادرات، سواء من الجانب الاميركي أو الفرنسي، وهما من أعضاء اللجنة الخماسية التي اجتمعت أكثر من مرة مع كافة الفرقاء وكانت لها اجتماعات لتقييم ما جرى. قد يكون هناك اليوم إعادة تحريك لحركة الموفدين المعنيين، لكن المسؤولية تقع في النتيجة على اللبنانيين. علينا ان ننتظر لنرى ما إذا كانت هناك طروحات جديدة او أفكار ستُطرَح في اي اتجاه، خصوصا وأننا تعودنا ان ننتظر. إنما الامور في خواتيمها ولا «نقول فول تا يصير بالمكيول» كما يقول المثل اللبناني. كيف سنصل إلى نتيجة ولم يتم الحديث بعد عن اسماء للرئاسة، يجيب: «لم يتم البحث في التفاصيل الدقيقة حتى الآن، بل حول الإطار الجامع لكل الفرقاء للتداول في كيفية الخروج من أزمة الاستحقاق، وكيفية الوصول الى التلاقي بين المكونات السياسية والكتل النيابية من خلال ما يمكن ان تطرحه من أفكار. لذلك المطلوب ان يقتنع الجميع أنه مهما كانت هذه الأفكار، لا بدّ في النهاية من التلاقي والتواصل والتشاور لطرحها، علماً ان البعض حتى اليوم ما زال يرفض فكرة الحوار بغض النظر عن المُفردة وما يمكن ان تحمله لأن التجربة علمتنا، خصوصا في المراحل الأخيرة وليس في الزمن البعيد، ان في إمكاننا، متى التقينا وتشاورنا وتحاورنا حول موضوع من المواضيع، التوصل الى نتيجة وحل مشاكلنا أيا تكن، تماماً كما حصل في جلسة التمديد لقائد الجيش والقادة الامنيين وصولا الى جلسة التوصية الملزمة للحكومة حول النزوح السوري. كل المبادرات اليوم، حتى «الخماسية» محورها كيفية اقتناع الجميع بإمكانية الحوار وبأسرع وقت». وعن إمكانية توجيه الإليزيه دعوة لعقد طاولة حوار في باريس، يقول: «للأسف، يبدو ان «الفرنجي برنجي» كما يقول المثل اللبناني. مع تقديرنا واحترامنا لكل الجهد الذي يُبذَل من كل الفرقاء، لكن في النهاية هذه إساءة، فإذا كنا لا نريد ان نلتقي بمبادرات داخلية وعلى ارض لبنان ونستجيب لرغبات الخارج ايا يكن هذا الخارج، فكيف سنفسر ذلك للبنانيين، واي سيادة وكلام بعد ذلك سيكون عند الجميع».
وعن دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري المتكررة للحوار، يجيب: «رئيس المجلس النيابي واضح بشكل لا لبس فيه، وهو اذا كنا فعلا ضنينين بمصلحة بلدنا ومستعدين لإنهاء ازمة الشغور فما علينا إلا الحوار وهناك أصول علينا ان نلتزم بها ولا يمكن لأحد ان يتغاضى ولو للحظة عن اي أصول متبعة ويحاول ان يرمي الامور في متاهات نحن بغنى عنها في هذا الظرف».