حديث الاثنين – بقلم وليد الحسيني – ليلى عبد اللطيف مدرسة حربية

1

هي… وليست هي.

هي ليلى عبد اللطيف، التي بظاهرتها «التوقعية» أوقعت عباقرة التحليل والتفسير والاستراتيجيا بمدرستها «الافتراضية»، وقد افترضوا أنهم بقناعاتهم يقنعونا بأن إسرائيل آتية آتية، بذريعة ومن دون ذريعة.

… وعلى شاشات، فرضت عليها الحرب، التفرغ للثرثرة، أطلت علينا وجوه مجهولة لتحشو رؤوسنا بجهلها، فشكلت إضافة لاستضافات قدامى خبراء الثرثرة والتبريرات.

ولأن «فراغ الرعب» ألزم اللبناني بالإقامة الجبرية في بيته المهدد بالزوال، كان مجبراً على مشاهدة من هب ودب من عالمي أسرار واشنطن وطهران وتل أبيب.

ومنهم فهمنا لماذا كان «إسناد غزة».

بإسنادها ندافع عن لبنان، لأن الإسرائيليين قادمون لا محالة، بعطشهم المائي ومعدتهم الجغرافية.

ومنهم فهمنا لماذا علينا استباقها قبل أن تسبقنا.

وهكذا كان ما يجب أن يكون.

رشقنا المستوطنات بالكاتيوشا، التي جعلت منها الصواريخ الدقيقة نسياً منسياً.

وعندما انتهى العدو من غزة، وتم دفنها تحت ركامها، إتجه شمالاً بهمجية تصنف هولاكو بالمقاتل والقاتل الرحيم.

والآن آن أوان الصراخ الإسرائيلي من صواريخ حزب الله، وصراخ حزب الله من قاذفات إسرائيل.

أما وقد كتم الإسرائيلي صراخه، فإن صراخ «الضاحية» الضحية يكاد أن يكون دويّه أعلى من دوي تفجير أبنيتها بناية تلو بناية.

ولأن الواقعة وقعت فقد زلزلت الأرض زلزالها جنوباً وبقاعاً وضاحية، فرض العدوان الإسرائيلي تأجيل المساءلة، إلى ما بعد إطفاء الإطفائي نبيه بري نيران حرب نشبت على فرضية قضم الجنوب إسرائيلياً.

وكي لا نتهم الأبرياء، نؤكد أن ليلى عبد اللطيف ليست هي المسؤولة عن حرب كان يمكن تفاديها بقليل من الحكمة، وبكثير من الاحتكام لما تملكه إسرائيل من تفوق جوي وتكنولوجي، أقوى قليلاً من «خيوط العنكبوت»!!.

وبذلك تكون ليلى عبد اللطيف بريئة، فقد ثبت أن الأخذ بـ «احتمالات الهلوسة» ليس حكراً عليها، وهي أقصى ما تستطيع التنبوء به، رفعاً لمعنوياتنا، نبوءة «لبنان جبل لا يهزه صاروخ».

وعودة إلى ما نعد به أنفسنا بوقف إطلاق النار، نعود إلى نبيه بري.

هو مفاوض الأميركي ومفوض حزب الله.

إذاً الحل هناك.

الوضع لا يحتمل المكابرة يا دولة الرئيس.

يا دولة الرئيس لا تستمع إلى لارجاني وعرقجي ورسائل خامنئي، استمع إلى أصوات المليون ونصف مليون نازح.

ترجل إلى أرصفة بيروت… وتنقل بين مقرات الإيواء المهين.

إن فعلت فلن تجد سوى مذلة طائفة «هيهات منها الذلة».

يا دولة الرئيس لا تغامر بكرامتهم، فارحم عزيز قوم ذل.

لا تكن أسير البحث عن انتصار… إقبل بنصف انتصار ونصف هزيمة.

هذا هو المتاح… والمفتاح بين يديك فاعقلها وتعقلها وتوكل.

كل لبنان معك برفض أن يتحول الجيش اللبناني إلى حرس لأمن إسرائيل… وكله معك في رفض أن يكون الجنوب مباحاً للعدو يدخله متى شاء ويذهب إلى حيث يريد.

إعطهم شيئاً وخذ أشياء… فالقرار 1701 يحتمل المناورة… لكن شعبك لا يحتمل الانتظار… فاخرج لهم أرانبك… فقد طال اخفاؤها… وطال صبرنا.

وليد الحسيني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.