تقاطع أميركي – فرنسي لضبط الحدود وانتخاب رئيس

52

يولا هاشم
الشرق – تنصب الجهود الأميركية – الفرنسية على تهدئة الوضع وخفض منسوب التوتر على الجبهة الجنوبية، ومحاولة تحقيق خرق في ملف انتخاب رئيس للجمهورية من خلال جهود اللجنة الخماسية التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا الى جانب قطر والسعودية ومصر. ومع انكفاء الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين عن التحرك باتجاه المنطقة لتهيئة الظروف السياسية المؤاتية لتطبيق القرار 1701، ودخول فرنسا بشخص وزير خارجيتها ستيفان سيجورنيه على خط الاتصالات، إلى أين يمكن ان تصل المبادرة الفرنسية المتقاطعة مع الأميركية، خصوصا مع ربط «حزب الله» الجنوب بغزة؟
عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب فادي كرم يؤكد لـ»المركزية» انه «في النهاية كل هذه الامور ممكن ان تؤدي الى انفراج في الملف الرئاسي وعدم وقوع حرب على لبنان في حال تعاون محور الممانعة، الفرع اللبناني منه، مع هذه المبادرات، لكن من الواضح، لأننا لا نتعاطى السياسة بسطحيتها، ان محور الممانعة لديه مشروع لن يوقفه، لأنه حتى عندما يخسر فهو يُقايض. من الواضح ان حزب الله وضع عملية الـ1701 وإراحة شمال لبنان على طاولة المقايضات لإعطائه مقابلها نفوذا أكبر على الساحة اللبنانية، ربما رئاسي او غيره، لكن هذا ليس بمستطاعه ولا بمستطاع المبادرات تقديمه له، ومن هنا اعتقد ان الامور ما زالت مشلولة ولن توصل الى رئاسة حالياً. أما بالنسبة للتهدئة على محور الجنوب، فاحتمالات التهدئة موجودة طالما اسرائيل موافقة على الامر، لكن عندما تنتهي اسرائيل من معركة رفح، تريد ان تحلّ مشكلتها على الحدود الشمالية إما بالمفاوضة ووضع شروط على حزب الله وابتعاده عن الحدود، واما من خلال حرب. فعلياً، تستخدم الاثنين: تفاوض وتضع شروطها من جهة، وتدمّر من جهة أخرى».
وعن قول «حزب الله» ان أي مبادرة لإراحة إسرائيل مصيرها الفشل، يجيب كرم: «اعتقد أن «الحزب» أراح اسرائيل من 2006 حتى حرب تشرين 2023، وكان شرطيا لإراحتها، وهو مستعد للقيام بخطوات تريح اسرائيل لوضع يده في المقابل على الحكم والقرار في لبنان، لكن المسألة ان اسرائيل لم تعد تثق بهذا الموضوع وهناك أطراف دولية لا تقبل به أيضاً، وأطراف إقليمية من غير الوارد ان تدخل في طرح كهذا. من هذا المنطلق، فإن «حزب الله» لديه الاستعداد للدخول في تسويات مع اسرائيل لأنه سبق وقام بذلك وهي الطريقة الوحيدة التي توصله الى هدفه، الذي هو ليس إزالة اسرائيل بل إزالة الدول العربية وشعوبها وتحويلها الى ايديولوجياته».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.