ترامب: أعطيت اليهود كل شيء… فإذا لم ينتخبوني ستزول إسرائيل بعد عامين

59

كتب عوني الكعكي:

 

قبل أن نلقي اللوم على أحد، لا بد من أن نسأل أنفسنا: مَن كان يتوقع أن تعجز إسرائيل تقريباً خلال سنة من القضاء على أبطال «طوفان الأقصى»؟

أما البند الثاني الذي رفعه المجرم السفّاح رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فهو تحرير المخطوفين، وقد فشل أيضاً في تحقيقه.

لم تقتصر القصّة على أبطال الأقصى، بل تعدّت ذلك الى أبطال المقاومة الوطنية اللبنانية الذين لا يزالون، ومنذ سنة تقريباً، يتحدّون واحداً من أقوى جيوش العالم، مدعوماً من أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وعدد كبير من دول العالم.

فعلاً إنها معجزة تحققت، إذ كيف هُزم الجيش الذي لا يُقهر؟

قد يكون لنا ملاحظة، هي أن المقاومة لم تحسب حساب سنة كاملة، كذلك لم تأخذ بالاعتبار ضرورة وجود ملاجئ. وهنا أتذكر أنه ومنذ أيام الإمام المغيّب الإمام موسى الصدر، كان عنده مشروع بناء ملاجئ خاصة. فقد كانت المقاومة الفلسطينية في ذلك الوقت تقوم بعمليات فدائية، فيأتي ردّ العدو الإسرائيلي بقصف من طائرات الميراج وF-15 وF-16.

على كل حال، ما حصل قد حصل… اليوم هناك اجتماعات في الأمم المتحدة، وعددٌ كبير من رؤساء العالم يجتمعون، وأظن أن هناك محاولات من عدد من رؤساء الدول الذين يسعون للتوصّل الى اتفاق بين لبنان والعدو الإسرائيلي.

طبعاً الأمور صعبة جداً، خصوصاً أن هناك انحيازاً لإسرائيل وهذا ليس بجديد… وأظن ان هذا الانحياز هو من حظ أبطال «الطوفان» وأبطال المقاومة الوطنية، خصوصاً أن الصوت اليهودي له تأثير كبير في نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية، وهو ما أعلن عنه الرئيس السابق دونالد ترامب والمرشح الرئاسي حالياً، إذ حذّر اليهود في الولايات المتحدة من مغبّة التصويت لمنافسته كامالا هاريس في الانتخابات المرتقبة في تشرين الثاني (نوڤمبر) المقبل.

وقال المرشح الجمهوري: «سأحمّل اليهود في الولايات المتحدة المسؤولية إذا خسرت الانتخابات…». فهم مدينون له بسبب موقفه من إسرائيل يوم نقل سفارة بلاده من تل أبيب الى القدس، معتبراً أنّ القدس الشرقية والغربية هي مدينة موحّدة، وهي عاصمة دولة إسرائيل، كما أعلن خلال توليه الرئاسة أن الجولان السوري بات جزءاً لا يتجزّأ من دولة إسرائيل اليهودية.

تصريحات ترامب هذه، جاءت خلال فعالية في واشنطن لمكافحة معاداة السامية.. وقال أيضاً: «إذا خسرت فسيكون لليهود دور كبير في ذلك… مما ينذر بزوال دولة إسرائيل بعد عامين».

واستغرب ترامب كيف يمكن لليهود التصويت لهاريس؟

وكيف ان أكثر من 60% من يهود الولايات المتحدة يؤيّدون الديمقراطيين ومرشحتهم كامالا هاريس؟

وكرر ترامب أن انتخاب هاريس خطر على وجود إسرائيل.

هذا، وقد أظهرت أحدث استطلاعات أجراها مركز «بيو» للأبحاث والذي أجرى آخر استطلاع له في الفترة من 26 آب (أغسطس) الى العاشر من أيلول (سبتمبر) أن أغلبية الناخبين المسجلين في ثلاث مجموعات دينية رئيسية يقولون إنهم سيصوّتون لترامب وهم:

البروتستانت الانجيليون البيض %82

الكاثوليك البيض %61

البروتستانت البيض %58

فيما تحظى كامالا هاريس حالياً بدعم ما يقرب من ثلثي الناخبين اليهود 60% من العدد الإجمالي أو أكثر بقليل.

وأكد ترامب أن اليهود في أميركا سيتحمّلون جزءاً من مصير الزوال الذي ينتظر إسرائيل لأنهم يميلون الى التصويت للديمقراطيين.

ويتساءل المراقبون أخيراً… هل تعمّد ترامب من خلال ما تقدّم زرع بذور الانقسام بين اليهود، كوسيلة للفوز على كامالا هاريس التي تتقدّم عليه بأصوات اليهود؟

aounikaaki@elshark.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.