المليار دولار لا تكفي وتطيير الـ11.2 مليار بددها موقف ميشال عون
بقلم مروان اسكندر
اللبنانيون خلال استمرار الحرب على الصورة الجارية يخسرون كل يوم عشرات القتلى واكثر من مليار دولار من تهديم المباني التي جهد اهل الجنوب في انجازها قبل عام 2006 وبعد توقفها.
المليار دولار مبلغ بسيط مقابل خسارتنا حتى تاريخه وربما لادراك هذه الصورة الحقيقية يجب التذكير بالمقارنة ما بين هذا الرقم وارقام الانفاق على اغناء معارف الشباب اللبنانيين التي تزايدت نتيجة معونات رفيق الحريري لجامعتين عريقتين في لبنان وآلاف التلاميذ الذين قصدوا العلم في الخارج.
مقارنات مفيدة، وتستحق التفحص في معانيها وابعادها.
– ثروة الرئيس نجيب ميقاتي مقدرة ب 3 مليار دولار منها قسم ملحوظ تحقق من تحصيلات توزيع ارقام الهواتف الخليوية في وقت كان من الصعب على اللبنانيين التواصل بعد انتهاء الحرب.
– الحدث الاهم كان اغتيال رفيق الحريري. رفيق الحريري وفر المساعدات لجامعة القديس يوسف والجامعة الاميركية الامر الذي مكن الجامعتين من الاستمرار وحيث دامت مساعداته لبضعة اعوام يمكن تقدير هذه المساعدات و36 الف تلميذ على مدى سنوات باكثر من المليار دولار.
– سعد الحريري الذي اراد الحفاظ على منجزات والده والذي تمتع بشخصية جذابة استطاع تجاوز حزنه على مقتل والده بالعمل كرئيس للوزراء قبل عام 2019 عام انفجار الازمة المالية وما تبعها من احداث اهمها تفجير المرفأ على تجميع التزامات من دول عديدة شملت على سبيل المثال السويد والنروج واكثر من عشر دول اخرى وازت 11.2 مليار دولار لمساعدة لبنان على اعادة تجهيز البنية التحتية بدءًا بالكهرباء لتامين المياه، وتحسين شبكة الطرقات وتمكين الدولة من تنظيم وسائل عملها.
وللتذكير فقط نشير بان التحري الالماني دتليف ميليس الذي كلف من قبل هيئة الامم بدراسة موضوع اغتيال رفيق الحريري وكان هو التحري الذي كشف واضعي قنابل في ملهى ليلي في برلين بتشجيع من حكم الرئيس الليبي في ذلك الوقت.
– في عشاء لدى الوزير شارل رزق حضرته مع رئيس القضاء آنذاك ودتليف ميليس توجه لنا التحري الالماني بالقول لماذا تصرون على انشاء محكمة دولية الامر الذي يؤدي الى تحمل لبنان كلفة تقرب من 50 مليون دولار سنويًا طالما نحن نعرف اسماء القتلة.
وجهت له السؤال الطبيعي: كيف تعرفون صفاتهم واسمائهم فقال نحن نعتمد على معلومات محطة الاستماع في قبرص الى المحادثات الخليوية ما بين المتحدثين في القاهرة واسطنبول، وكنا نعرف تهاتف 5 اشخاص مكلفين اغتيال الحريري، وهم مغنية من قادة حزب الله، رستم غزاله قائد القوات السورية في لبنان وتابع اسماء المتآمرين الثلاثة الآخرين وكلهم لبنانيون.
هذا الكلام قيل في منزل مشهود له بمستوى ذكائه كما الحال بالنسبة لقاضي القضاة ولم نشهد او نسمع بتحقيق مع المتهمين حتى انقضاء سنوات على تأليف المحكمة…وما حدث ولم يفسر حتى تاريخه الاحداث التالية.
– انتحار غازي كنعان، الذي كان على علاقة وثيقة مع رفيق الحريري، وبعد اسبوع على اطلاق رصاصة على راسه في مكتبه كوزير في سوريا، توفي شقيقه برمي نفسه امام سكة الحديد على مقربة من قريتهما في سوريا.
– اغتيال عماد مغنية بوضع قنبلة ناسفة بسيارته تنفجر حين تشغيل السيارة، وهذا ما حدث في دمشق وعلى مقربة من مركز للمخابرات كان قد قصده مغنية، ونهاية رستم غزالة كانت اسوأ لان الرجل الذي ابتز بنك المدينة عبر بطاقة اعتماد ب45 مليون دولار، وموته تحقق دهسًا بالاقدام من قبل اهل قريته حيث انجز بناء فخم كان يعتز بانجازه ومن ثم ربط اهل القرية رقبة رستم غزاله بحبل وجرى جره الى دمشق ورميه اما المستشفى العسكري، وبعد ذلك لم نشهد أي جهد لمواجهة الثلاثة المتهمين بالاسهام في اغتيال الحريري.
نعود الى تحركات سعد الحريري بعد ان عاد من جولته الغربية والدولية حاملاً التزامات بتامين 11.2 مليار دولار في مؤتمر سمي بسيدر القصد منها اعادة صياغة الاستحقاقات من مقترضات سابقة وبدء العمل على تطوير البنية التحتية سواء امدادات وانتاج الكهرباء او الطرقات، وتامين المياه النظيفة الخ.
اعلان سعد الحريري عن الاتفاقات التي يحملها ازعجت ميشال عون الفاشل الذي كان رئيسًا عام 2019 والذي كلف سابقًا من قبل امين الجميل بترأس مجلس الوزراء بعد انتهاء ولاية امين الجميل وتم اخراجه من لبنان حاملاً مبالغ ملحوظة لم نقرأ أي تقدير حول حجمها في ذلك التاريخ وذلك خلال تولجه لفترة سابقة وزارة المالية.
اصر ميشال عون في مقابلة تلفزيونية على محطة انجزتها احدى بناته الثلاثة وبمال وفره ميشال عون من اختزانه حين تسفيره، واعتبر ميشال عون انه لا ثقة له بسعد الحريري سياسيًا وماليًا، وبما ان سعد الحريري كان يعاني مقابل كل خطوة اصلاحية معارضة الرئيس عون استقال وسافر الى بلدان الخليج حيث هو يقيم ويعمل اليوم بنجاح صحي ومالي.
الاستعاضة عن سعد الحريري كانت سهلة على القيمين على الحكم فوقع الاختيار على استاذ لعلوم الكيمياء في الجامعة الاميركية حسان دياب الذي لم يستمر كثيرًا وتأليف الحكومة واختيار رئيسها كان يحتاج الى تجديد واجراء انتخابات حرة ولم نشهد ان الانتخابات كانت حرة وان كانت وزارة نجيب ميقاتي تحوي وزراء طيبين منهم وزير التعليم العالي، وزير الاشغال، وزير الداخلية، وزير السياحة ووزير الصحة والبيئة.
مروان اسكندر