السيّد نصرالله: فلسطين والوحدة الوطنية… والحرب ربح وخسارة
كتب عوني الكعكي:
شاءت الظروف أنني في «نفس» توقيت خطاب السيّد حسن نصرالله الساعة الخامسة أن أزور الضاحية الجنوبية للقيام بواجب عزاء للنائب علي عمار باستشهاد نجله.
بالفعل، لم أصدق ما رأيته في الضاحية، خصوصاً أنني توجهت من منزلي في تلة الخياط إلى طريق مطار بيروت، ومن ثم الى مسجد ومستشفى الرسول الأعظم. وبسبب جهلي الطرقات، اضطررت أيضاً أن «ألُف» طريق المطار القديمة ثلاث مرات. والمفاجأة الكبرى أن زحمة السير في الضاحية غير معقولة ولا أعرف السبب… خصوصاً أنني كنت أنتظر خطاب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، وقياساً على ما يجري في الطرقات في بيروت الغربية أو الشرقية، حيث أظن أن هناك منع تجوّل، بينما في الضاحية، وبعد مجزرتي الثلاثاء والأربعاء، رأينا الضاحية تعيش حياة طبيعية جداً… لا بل إن هناك ازدحاماً شديداً في طرقاتها. على كل حال، هذا هو حال الشعب اللبناني الوفي المؤمن، شعب الجبارين، شعب المقاومة، شعب فلسطين، شعبٌ يكره العدو الإسرائيلي. ويكفي أن لبنان هو البلد الوحيد في العالم الذي أجبر العدو الإسرائيلي على الانسحاب، بعد 18 سنة من الاحتلال، ومن دون أي شروط… هذا هو الشعب اللبناني الصامد الصابر.
انتهيت من واجب العزاء، وفي الساعة الخامسة والنصف تابعت طريق العودة الى منزلي، سمعت خرقاً لجدار الصوت، وأصوات طائرات إسرائيلية ترمي بعض القنابل الصوتية. والملاحظة الكبرى أنّ الطيران الإسرائيلي لم يؤثر على شعب المقاومة، بل على العكس فإنّ البعض ذهب يصوّر ما يحدث.
بالعودة الى خطاب السيد نصرالله، أتوقف عند المحطات التالية:
المحطة الأولى: التأكيد على الوحدة الوطنية، وكيف تعامل الشعب اللبناني مع الهجوم السيبراني، وكيف شارك الشعب كله في مساعدة بعضه البعض.. وبالأخص حرص هذا الشعب على المصابين.. كذلك فعلت المستشفيات من مستشفى المقاصد، الى مستشفى الروم، الى مستشفى أوتيل ديو، الى مستشفى الجامعة الاميركية. وهذا ما حصل أيضاً في صيدا، حتى مستشفيات طرابلس، والمنطقة الشرقية استقبلت الجرحى والمصابين.
المحطة الثانية: فلسطين يا جماعة لا «تغلطوا» إذ ان الشعوب العربية بأكملها مع القضية الفلسطينية ومع الشعب الفلسطيني، أما الحكام فهم وللأسف الشديد مع «كراسيهم».
المحطة الثالثة: مساندة أهل غزة، بدءاً من يوم 8 أكتوبر عام 2023، حين بدأت المقاومة الإسلامية بإشعال جبهة جنوب لبنان.. ومنذ ذلك اليوم لم تتوقف عملية الإسناد يوماً واحداً، بالرغم من الخسائر البشرية والمادية، والأراضي المحروقة، وتهديم مناطق وقرى بشكل مخيف، كل هذا والمقاومة صامدة.
الخسائر لم تقتصر على البيوت، بل تعدتها الى الخسائر البشرية، لأنه كما هو معلوم هناك تفوّق عند الإسرائيليين بسبب المساعدات التي تقدمها أميركا وحلف الاطلسي وأوروبا، وهم متقدمون عنا، لكننا في المقابل نملك إرادة القتال والصمود.
كذلك، تحدث الأمين العام عما جرى يومي الثلاثاء والاربعاء، من مجازر بحق اللبنانيين… وخططت إسرائيل لقتل 5000 مواطن في دقيقة واحدة.. لكن ربّ العالمين أنقذ الأبطال اللبنانيين، من مجازر إسرائيل.. فتاريخ إسرائيل حافل بالمجازر.
المحطة الرابعة: شكر السيّد الدول العربية لمساعدتها لبنان واللبنانيين بالنسبة للمساعدات الطبية، وهذه هي المرة الأولى التي يتوجه فيها الأمين العام للدول العربية بالشكر… هذا ما يمكن أخذه بإيجابية، تسجّل له.
المحطة الخامسة: الحرب ربح وخسارة، لذلك علينا أن نتحمّل الخسائر إن وُجدت… ولكن النصر بإذن الله في النهاية ومهما طال الزمن ومهما قدمنا من شهداء سيكون لنا… وللمقاومين الأبطال.