إسرائيل تحتل معبر رفح وتحاول نسف مفاوضات الهدنة

71

رغم اعلان حركة حماس موافقتها على صفقة التبادل للاسرى ووقف النار نفذ مجلس الحرب الاسرائيلي تهديداته وامر باجتياح رفح بحجة ان حماس لم تلب مطالب اسرائيل. وفي هذا الشأن، قال وزير الامن القومي الاسرائيلي ايتمار بن غفير: “الرد الوحيد على حماس هو اجتياح رفح”. وبالفعل، أعلن الجيش الإسرائيلي -صباح الثلاثاء- أنه سيطر على معبر رفح جنوب قطاع غزة بشكل كامل ويقوم بعمليات تمشيط واسعة بالمنطقة، بعد ليلة من القصف العنيف استهدفت محيط المعبر ومناطق شرق المدينة المكتظة بالنازحين، وذلك رغم مساعي الوسطاء للتوصل إلى هدنة.

وتداولت منصات التواصل مشاهد توثق اقتحام إحدى هذه الدبابات المعبر من الجهة الفلسطينية ووصولها إلى مبنى قاعة الوصول.

وتوقفت حركة المسافرين ودخول المساعدات بشكل كامل إلى قطاع غزة من خلال معبري رفح وكرم أبو سالم.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن الهجوم الذي بدأ  على رفح جاء بقيادة الفرقة 162 وقوات مدرعات اللواء 401 وكذلك لواء غفعاتي.

وزعم المتحدث الإسرائيلي أن جيشه هاجم 100 هدف تابع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في رفح.

يأتي ذلك بينما تواصل القصف الإسرائيلي العنيف على مناطق غرب وشرق مدينة رفح منذ الليلة ما قبل الماضية، بينما رصدت الانفجارات والأحزمة النارية التي نفذها الاحتلال من الجانب المصري.

من جانب آخر، أفيد عن استشهاد 3 فلسطينيين بقصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة الدربي غربي رفح، في حين استشهد شاب وأصيب آخرون في قصف استهدف منزلا آخر بالحي الإداري وسط المدينة.

كما تركز القصف الإسرائيلي في حي الجنينة شرقي رفح، وأحياء أخرى وسط المدينة، ما أسفر عن استشهاد مواطنين.

واستهدف القصف أيضا منزلين وسط مدينة رفح  ومنازل أخرى في حي التنور شرقي المدينة، في حين لا يزال عدد من الأشخاص تحت أنقاض المنازل.

من جانبها، أكدت مصادر طبية فلسطينية استشهاد 20 فلسطينيا إثر غارات إسرائيلية استهدفت منازل في رفح فجر امس.

وفاة أسيرة بقصف الاحتلال

وأعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفاة الأسيرة الإسرائيلية جودي فاينشتاين (70 عاما) متأثرة بإصابتها في قصف نفذه الاحتلال في قطاع غزة قبل شهر.

كما بثت القسام رسالة مصورة توثق فيها أسباب وفاة الأسيرة، وتؤكد للجمهور الإسرائيلي أن تدمير جيشهم للمستشفيات في غزة وإخراجها عن الخدمة هو ما تسبب بمعاناة ومقتل أسراهم، وهو ما يعانيه الشعب الفلسطيني أيضا، وفق الرسالة.

إصرار على اجتياح رفح

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد أكد مساء الاثنين أن مجلس الحرب قرر بالإجماع مواصلة العملية العسكرية في رفح بذريعة ممارسة الضغط العسكري على حماس للمضي قدما في الإفراج عن المحتجزين وتحقيق أهداف الحرب الأخرى.

ويأتي ذلك بعد إعلان حماس موافقتها على مقترح الاتفاق الذي قُدم إليها، غير أن مكتب نتنياهو قال إن الاقتراح الذي وافقت عليه الحركة “بعيد عن مطالب إسرائيل الضرورية”.

من جانبها، أعلنت سرايا القدس أنها قنصت جنديا إسرائيليا شرق حي الشجاعية بمدينة غزة. كما قالت السرايا إنها قصفت بقذائف هاون تجمعا لجنود وآلياتِ الاحتلال في محور “نتساريم” وإنها حققت إصابات مباشرة.

وبثت سرايا القدس مشاهد من تجهيز وإطلاق رشقات صاروخية قصفت بها مواقع وحشودا إسرائيلية ومستوطنات في غلاف غزة.

من جهته، أعلن جيش الاحتلال مقتل 4 من جنوده من لواءي النخبة غفعاتي وناحل، وإصابة 14، في القصف الذي استهدف قاعدة عسكرية في كرم أبو سالم بغلاف غزة.

وقال مستشفى سوروكا الإسرائيلي إنه استقبل 10 جرحى أصيبوا  في قصف على موقع كرم أبو سالم، 3 منهم في حال خطيرة.

وكشفت “القناة 12” الاسرائيلية عن اطلاق 30 صاروخا من القطاع على “غلاف غزة”، ما ادى الى اندلاع حرائق في المستوطنات.

 

“حماس”: اجتياح  معبر رفح يؤكد نيّة إسرائيل لتعطيل جهود المفاوضات

قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان -الثلاثاء- إن الاجتياح الإسرائيلي لمعبر رفح جنوبي قطاع غزة يؤكد نية الاحتلال تعطيل جهود الوساطة لوقف إطلاق النار، وذلك بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر الواقع على الحدود بين مصر والقطاع المحاصر.

واعتبرت حماس الخطوة الإسرائيلية “تصعيدا خطيرا ضد منشأة مدنية محمية بالقانون الدولي، يهدف إلى مفاقمة الوضع الإنساني في القطاع، عبر إغلاق المعبر ومنع تدفق المساعدات الإغاثية الطارئة عبره لشعبنا المحاصر الذي يتعرض لحرب إبادة وتجويع ممنهج من قبل الاحتلال النازي”.

من جانبها، طالبت السلطة الفلسطينية الولايات المتحدة بالتدخل الفوري لمنع قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي باجتياح رفح وتهجير المواطنين منها.

وفي السياق، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن إسرائيل تسعى إلى تأزيم الأوضاع الإنسانية داخل القطاع، بإغلاقها معبر رفح البري وإخراج المستشفيات من الخدمة.

في المقابل، قال مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن الولايات المتحدة لم تؤيد الهجوم البري الإسرائيلي على رفح منذ البداية، وإن موقفها لا يزال ساريا.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة أبلغت الجانب الإسرائيلي عدة مرات عن مخاوفها بشأن رفح، وبشكل علني.

وأفاد إعلام مصري بأن القاهرة طالبت إسرائيل بوقف تحركاتها العسكرية في معبر رفح من الجانب الفلسطيني، فورا.

جاء ذلك وفق ما ذكره وفد أمني مصري لنظرائه في إسرائيل، بحسب ما نقلته قناة “القاهرة” الإخبارية الخاصة عن مصدر لم تسمه.

وحث امين عام الامم المتحدة انطونيو غوتيريش اسرائيل على وقف التصعيد واعادة فتح المعابر والسماح بايصال المساعدات والعمل لاتمام  صفقة تبادل الاسرى ووقف النار. مؤكدا وجوب وقف آلة القتل، محملا اياها مسؤولية حماية المدنيين الذين لا مكان امن لهم في غزة بموجب القوانين الدولية

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، إن الهجوم العسكري الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب غزة “سيعقد بشكل كبير إيصال المساعدات” إلى القطاع، محذرة من “مجاعة” في حال إغلاق معبر المدينة مدة طويلة.

وأدانت الوكالات الإنسانية الأممية التقدم الإسرائيلي نحو رفح في جنوب قطاع غزة.

وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني إنه بالنسبة للمدنيين الذين طلب منهم الإخلاء، لا توجد أي طرق آمنة إلى الشمال ولا أماكن آمنة بها منشآت صحية وإمدادات غذائية كافية.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، إن مخزون المساعدات الإنسانية في قطاع غزة “لا يكفي لأكثر من يوم واحد”، محذرا من توقف العمليات الإنسانية في حال انقطاع إمدادات الوقود لفترة طويلة.

ولاحقا، اعلن جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي “ان اسرائيل تواصل الحرب رغم دعوتنا لها لعدم اجتياح رفح، مشيرا الى “ان لا مكان آمناً في رفح ونحن على مشارف ازمة إنسانية كبرى”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.