13 نيسان 1975 – 2025 خمسون عاماً من الشر

بقلم رؤوف نجم

نحن الجيل الذي قُضِي عليه وتم تقديمه محرقة لآلهة الشر التي لا زالت تعبث بحياتنا وبوطننا.

محرقة مستمرة من عين الرمانة الى الاشرفية وزحلة ومن القاع الى مرجعيون ومن قنات الى الخيام مروراً بالدامور مئات الالوف من الابرار والشهداء القديسين في حرب بين آلهة الخير وآلهة الشر. خمسون عاماً وآلهة الشر ترفض السلام وترفض اعطاء لبنان فرصة لقيامته، اذ لا زالت الاجيال الجديدة تدفع الدماء ثمناً من أجل وطن كان من المفترض به أن يكون رسالة حوار وتعايش بين الأديان السماوية وها هو اليوم ملعب للأديان والطوائف والمذاهب لتتقاتل فيما بينها… ۱۳ نیسان ١٩٧٥ يوم لا يستطيع نسيانه من عاشه. يومها سقطت الدولة وكل مقوماتها وحل السكان مكان الدولة للدفاع عن أنفسهم في ما كان يُعرف بالمنطقة الشرقية بينما فتح النظام السوري حدوده المحيطة بلبنان لتمويل وتسليح ما كان يُعرف بالحركة الوطنية بتغطية اسرائيلية – أميركية للقضاء نهائياً على ما أطلقوا عليه اليمين المسيحي الانعزالي لانشاء دولة فلسطينية على انقاضه ولا زال البحث جارياً حتى اليوم عن مكان لنقل الفلسطنيين اليه بعد أن فشلوا في لبنان.

فلنحدد من هم آلهة الشر ومن هم آلهة الخير.

يقال ان الانسان خلق على صورة الله ومثاله كما يقال ايضاً ان الله هو الخير. وبالتالي فإن الانسان مدعو الى فعل الخير ليكون على صورة الله وبما أن القتل ليس خيرا، فيكون من حمل السلاح لهدف غير الدفاع عن النفس هو انسان شریر – شرير على صورة ومثال آلهة الشر التي لا ترتوي بغير الدماء.

وليس القصد والهدف هنا ان نتبارز في شأن الآلهة. لكن المطلوب ان ينظر كل انسان الى ما فعله منذ ۱۳ نیسان ١٩٧٥ حتى اليوم وكيف استعمل سلاحه للدفاع او للقتل؟ وليكن لكل فرد الجرأة، أقله أمام المرآة أي أمام نفسه ليعترف بما ارتكبه. هل اتبع الخير أم قام بالشر عن معرفة أو عن جهل ؟

بعد خمسين عاماً ألم يحن الوقت لننظر ماذا فعلنا بأنفسنا وبأحبائنا وبوطننا؟ ألم تأت اللحظة بعد لنأخذ موقفا فرديا وشخصياً وانسانياً من ماضينا لنغير حاضرنا ونبني مستقبلاً لأولادنا وأحفادنا؟ متى نقول لا للسلاح ولهدر الدماء بغباء من أجل من يغرينا بمنصب أو بمال أو بوطن على قياس مذهبه.

إن لم تكفِ خمسون عاماً كي نعرف انفسنا وماذا فعلنا بأغلى ما كان لدينا، فالعمر كله لن ينفع.

وإذا كانت قمة المعرفة ان تعرف ذاتك، فقمة الغباء ان نستمر في نکران نتائج افعالنا.

رؤوف نجم