11 مليار دولار كلفة إعادة الإعمار والحريديم يخرقون الجنوب

في مداري زيارتي رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى المملكة العربية السعودية ومصر ومقررات جلسة مجلس الوزراء  أمس بقي الرصد السياسي للحدث اللبناني مضاف اليه حدث جنوبي تمثل بخرق فاضح اقدمت عليه اسرائيل من خلال دخول مجموعة من يهود الحريديم إلى “قبر العباد” الواقع ضمن الأراضي اللبنانية عند أطراف بلدة حولا الحدودية، تحت غطاء” زيارة دينية” نظّمها الجيش الإسرائيلي إلى الموقع لزيارة قبر لـ”الحاخام آشي” حيث ادوا طقوساً دينية، ما اثار اعتراض الجيش اللبناني الذي اعتبر ما جرى انتهاكا سافراً، مؤكدا ان القيادة تُتابع الموضوع بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوات اليونيفيل.

اجواء الرياض ومصر

 رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي تابع الوضع الجنوبي مع وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى الى جانب الاوضاع الامنية في البلاد عموماً و حاجات المؤسسة العسكرية، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري واطلعه على نتائج زيارته الى المملكة العربية السعودية بدعوة من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، كما وضعه في اجواء اللقاءات التي عقدها على هامش القمة العربية غير العادية التي انعقدت في القاهرة تحت عنوان “قمة فلسطين”. وتداول الرئيسان عون وبري في الاوضاع العامة في البلاد ولاسيما الوضع في الجنوب.

مساعدات قطرية

 من جهته، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي سفير دولة قطر لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد آلرحمن آل ثاني، وجرى عرضٌ للمستجدات على الساحتين اللبنانية والإقليمية، وللعلاقات الثنائية بين البلدين. كما تم التطرق الى المساعدات القطرية المقدّمة للبنان، لا سيما للجيش اللبناني، لتمكينه من القيام بالمهام الكبيرة الملقاة على عاتقه وتعزيز انتشاره في الجنوب. وقد ثمّن الوزير رجّي وقوف قطر الدائم الى جانب لبنان وشعبه وجيشه.

التمديد للديبلوماسيين!

 من جهة ثانية، استغرب الحزب التقدمي الإشتراكي “قرار مجلس الوزراء الذي اتخذ في جلسة أمس 6 آذار الجاري والقاضي بتمديد سن التقاعد للديبلوماسيين والسفراء في وزارة الخارجية من 64 عاماً إلى 68 عاماً”. اضاف في بيان: “إن هذا القرار يحرم تجديد الإدارة العامة ورفدها بالكفاءات الجديدة والشكوى العامة من ترهل الإدارة العامة في لبنان يجب معالجتها من خلال المسلك الإداري السليم الذي يكون بفتح باب التوظيف من خلال مجلس الخدمة المدنية وليس تمديد سن التقاعد للموظفين الحاليين”. وتابع: “يؤكد الحزب أن تجديد الإدارات العامة المختلفة بالجيل الجديد من أصحاب الكفاءات هو السبيل الوحيد للنهوض بمستوى التقديمات التي على الإدارة العامة تأمينها لكافة المواطنين”.

الطعن ضروري

وفي سياق متصل بجلسة الحكومة امس، كتب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في منشورٍ على حسابه عبر منصة “إكس”: “الموازنة هي أهم عمل تقوم به الحكومة، حيث تترجم من خلالها رؤيتها”. وأضاف باسيل: “ظهر أول مشروع لها موازنة حكومة مستقيلة منذ ثلاث سنوات! يعني مضت عشرة أشهر من الإصلاحات من حكومة عمرها أربعة عشر شهراً”. وأشار إلى أن “صندوق النقد يصل الأسبوع المقبل”، متسائلاً: “أين الإصلاحات والبيان الوزاري والوعود بالإنقاذ؟!”.وتابع باسيل، “من الضروري الطعن وإدخال تعديلات كبيرة عليها في مجلس النواب”.

…لا شوائب: الا ان الخبير القانوني والدستوري الدكتور سعيد مالك اكد لـ”المركزية” ان لا شائبة في اقرار الموازنة بمرسوم، لا سيما أن نص المادة 86 من الدستور اللبناني واضحة، وما أقدمت عليه الحكومة من الناحية الدستورية لا يشوبه أي خلل. أعتقد أن أي طعن يُقدم أمام المجلس الدستوري سيُردّ”. وأضاف: “الموضوع راهنا في الإطار الاقتصادي: هل كان قرار الحكومة موفقاً في تبني موازنة 2025 كما أرسلتها الحكومة السابقة إلى مجلس النواب؟ وهل كان القرار السياسي بإصدار هذه الموازنة بمرسوم في محله؟ لكن من الناحية الدستورية، لا شوائب”.

كلفة اعادة الاعمار

 على خط آخر، قدر البنك الدولي احتياجات إعادة الإعمار والتعافي في أعقاب الصراع الذي شهده لبنان بنحو 11 مليار دولار أميركي، وفقا لتقرير التقييم السريع للأضرار والاحتياجات في لبنان لعام 2025 (RDNA)، الذي يقيم الأضرار والخسائر والاحتياجات في عشرة قطاعات في جميع أنحاء البلاد خلال الفترة الممتدة من 8 تشرين الأول 2023 حتى 20 كانون الأول 2024. وأوضح التقرير الذي صدر عن البنك الدولي، ان “هناك حاجة إلى تمويل بنحو 3 إلى 5 مليار دولار أميركي من قبل القطاع العام، منها مليار دولار أميركي لقطاعات البنية التحتية (الطاقة، والخدمات البلدية والعامة، والنقل، والمياه والصرف الصحي والري). في حين سيكون هناك حاجة إلى تمويلٍ من القطاع الخاص بنحو 6 إلى 8 مليار دولار أميركي، يكون معظمه موجهاً إلى قطاعات الإسكان، والتجارة، والصناعة، والسياحة”. وأشار إلى أن “التكلفة الاقتصادية للصراع في لبنان تقدّر بنحو 14 مليار دولار أميركي، حيث بلغت الأضرار التي لحقت بالمقومات المادية نحو 6.8 مليار دولار أميركي، فيما بلغت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن انخفاض الإنتاجية، والإيرادات الضائعة، وتكاليف التشغيل نحو 7.2 مليار دولار أميركي”.

 

دخول مئات المستوطنين الإسرائيليين إلى الأراضي اللبنانية جنوباً تحت حراسة جيش العدو
الشرق – من جانب آخر وللمرة الأولى، أدّى مئات «الحريديم»، فجر امس، طقوساً دينية عند القبر، الواقع على تلة حدودية بين لبنان وفلسطين المحتلّة، وذلك بموافقة الجيش الإسرائيلي وتحت حراسته.
ولفتت «معاريف» الى ان نحو 900 من الحريديم دخلوا إلى قبر الحاخام آشي على الحدود اللبنانية بظل إجراءات أمنية مشددة من قبل القوات الإسرائيلية، وكانت أفادت قناة «i24 نيوز» العبرية بأنّ الجيش الإسرائيلي يستعد لإدخال مئات اليهود للصلاة في قبر «الحاخام راب آشي» الموجود جزء كبير منه داخل الأراضي اللبنانية.
ولاحقا، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه، امس، بيان جاء فيه: «في سياق مواصلة العدو الإسرائيلي اعتداءاته وخروقاته لسيادة لبنان، عمد عناصر من قوات الجيش الإسرائيلي إلى إدخال مستوطنين لزيارة مقام ديني مزعوم في منطقة العباد – حولا في الجنوب، ما يمثل انتهاكًا سافرًا للسيادة الوطنية اللبنانية». وأضاف البيان: «إن دخول مستوطنين من الكيان الإسرائيلي إلى الأراضي اللبنانية هو أحد وجوه تمادي العدو في خرق القوانين والقرارات الدولية والاتفاقيات ذات الصلة، ولا سيما القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار».
وختم البيان: «تُتابع قيادة الجيش الموضوع بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل». الى ذلك، أطلقت القوات الاسرائيلية صباح امس، النار على عدد من شباب بلدة كفركلا الحدودية قبالة الجدار الإسمنتي بالقرب من بوابة فاطمة.
وأفيد عن اصابة مواطنين من فريق «جهاد البناء» المكلفة الكشف على الأضرار التي خلفها العدوان الاسرائيلي وشخص آخر من التابعية السورية وصفت حالته بالحرجة.
كما مشّط الجيش الاسرائيلي بالاسلحة الرشاشة من موقع العاصي، منطقة كروم الشراقي شرق بلدة ميس الجبل، في اطار سياسة اسرائيل الهادفة الى ترهيب الاهالي وابعادهم عن المنطقة.