10 إصابات بسقوط مسيّرة مفخخة بالجليل .. واعتداء مشبوه على السفارة الأميركية

لم يكن ينقص جبل الازمات اللبنانية، الذي يبدأ بالحرب جنوبا ولا ينتهي بالشغور الرئاسي، مرورا بالواقع الحياتي المعيشي الاقتصادي المزري، الا عمليات امنية في الداخل ضد السفارات الاجنبية، كي تكتمل فصول الفوضى في البلاد. فهل سيُحرّك التطور الامني الخطير، الذي سُجل امس وتصدّت له سريعا المؤسسة العسكرية، الضمائرَ ليسرّع عملية تحصين الساحة اللبنانية، بانتخاب رئيس للجمهورية؟ ومَن يقف خلف مهاجمة السفارة الاميركية؟ هل هي فعلا خلايا نائمة لـ”داعش”؟ ام ثمة طابور خامس او غيره، حاول إخفاء هويته والتلطي خلف التنظيم؟
الحدث في عوكر
عنوان الحدث أمس كان السفارة الاميركية في عوكر. باكرا صباحا، استفاقت المنطقة على اطلاق نار في محيط السفارة. وأكد مسؤول أمني لبناني لـ”أسوشييتدبرس” ان 4 مهاجمين شاركوا في الهجوم أحدهم قاد السيارة التي أقلّتهم للمكان و3 أطلقوا النيران، وقد اصاب الجيش أحدَهم وأوقفه”. وقال مصدر قضائي لـ”أ ف ب”: مطلق النار على السفارة الأميركية ببيروت قال إنه فعل ذلك “نصرة لـ غزة”، وافيد ان سترته كانت تحمل شعار “داعش”.
توقيفات
على الاثر، افيد أن مديرية أمن الدولة في البقاع بالتنسيق مع مديرية المخابرات، وفي عملية خاطفة ونوعية في بلدة مجدل عنجر، تمكنت من توقيف شقيق مطلق النار على السفارة الاميركية وهو من الجنسية السورية، بناء لإشارة النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات. واودع السلطات المختصة وبوشرت التحقيقات. كما افيد ان مديرية المخابرات في البقاع تسلّمت م.ج للاشتباه في تورطه بحادثة إطلاق النار على السفارة، بعدما التجأ إلى إحدى الجهات النافذة في المنطقة. وأتت عملية التسليم هذه بعد مداهمات عدة في بلدة مجدل عنجر نفذتها مديرية أمن الدولة في البقاع بالتنسيق مع مديرية المخابرات من دون التمكن من العثور عليه. في معطيات صحافية، افيد ان مطلق النار يدعى قيس فراج سوري الجنسية يقيم في بلدة الصويري واستمع فرع المعلومات الى والده بعد توقيف شقيقه. وافيد ان مديرية المخابرات في البقاع تسلّمت الشيخ مالك جحة للاشتباه بتورطه بحادثة إطلاق النار على السفارة الاميركية في عوكر. وتم توقيف الشيخ جحة امام مسجد أبو بكر الصديق بمجدل عنجر وقيس الفراج كان يتلقى تعليما دينيا من قبله. وافادت المعطيات ايضا ان مطلق النار على السفارة الاميركية قيس الفراج مسجل في مفوضية اللاجئين.
قيادة الجيش
وقالت قيادة الجيش في بيان توضيحي صباحا “تعرضت السفارة الأميركية في لبنان في منطقة عوكر إلى إطلاق نار من قبل شخص يحمل الجنسية السورية، فردّ عناصر الجيش المنتشرون في المنطقة على مصادر النيران، ما أسفر عن إصابة مطلق النار، وتم توقيفه ونقله إلى أحد المستشفيات للمعالجة. تجري المتابعة لتحديد ملابسات الحادثة”. وأضاف بيان الجيش: تُـجري وحدات الجيش المنتشرة في محيط السفارة الأميركية في عوكر عملية تفتيش للبقعة المحيطة، وتعمل على تنفيذ الإجراءات الأمنية اللازمة لحفظ أمن المنطقة.
تجنب الحدود
بدورها، وفي بيان صادر عنها بعد الظهر، أعلنت السفارة الأميركية في لبنان أنها تعرضت أمس لعملية إطلاق نار من أسلحة خفيفة. وأضافت أنه بفضل التدخل السريع للجيش وفريق أمن السفارة، لم يتم تسجيل أي إصابات بين موظفي السفارة. وأشارت الى أن التحقيقات جارية والاتصالات مستمرة مع السلطات اللبنانية بشأن أي جديد. وأوصت مواطنيها بتجنب السفر إلى حدود لبنان مع إسرائيل وسوريا ومخيمات اللاجئين وتجنب التظاهرات وأي تجمعات. وأعلنت أنها ستبقى مغلقة أمام الجمهور لبقية اليوم، لكنها تعتزم فتح أبوابها غداً (اليوم).
الوضع مستتب
في المواكبة الرسمية للحدث، تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي موضوع إطلاق النار على السفارة الأميركيّة خلال اجتماعه مع وزير الدفاع الوطني موريس سليم صباح امس. كما أجرى سلسلة اتّصالات مع قائد الجيش العماد جوزاف عون وقادة الأجهزة الأمنيّة. وتبلّغ رئيس الحكومة من المعنيّين أنّ الوضع مستتب، وأن التحقيقات المكثّفة بوشرت لجلاء ملابسات الحادث وتوقيف جميع المتورطين. كما أجرى رئيس الحكومة اتّصالاً بالمعنيّين في السفارة للاطمئنان عن الوضع وعن العاملين في السفارة، نظراً لوجود السفيرة ليزا جونسون خارج لبنان.
حماية المقرات
وبعد الحادثة، توالت المواقف المستنكرة للاعتداء. في السياق، دان وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، الاعتداء، مضيفاً “أجريت عدة إتصالات هاتفية لمتابعة الحادثة والوقوف على تفاصيلها مع الأطراف المعنية”. وأكد بوحبيب إلتزام لبنان بحماية مقرات البعثات الديبلوماسية العاملة في بيروت وفقاً لإلتزاماته واتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية.
الاشتراكي للتسوية
وسط هذه الاجواء المُقلقة، استكمل اللقاء الديمقراطي جولته على المسؤولين في محاولة لتقريب وجهات النظر في ما خصّ الملف الرئاسي. وقال عضو اللقاء النائب بلال عبدالله بعد اجتماع وفد “اللقاء” مع “تكتل الاعتدال”: شعرنا أنّنا نتكلم لغة واحدة خارج الاصطفافات ووضعنا خارطة طريق قابلة للحياة تخفّض السقوف المرتفعة. بعدها، زار وفد “اشتراكي” “كتلة تجدد”. وقال النائب ميشال معوض بعد اللقاء “اننا منفتحون على شخص الرئيس إنما يجب أن يمثل الدولة اللبنانية في حين ان في لبنان كلّ يريد رئيسًا على قياسه خصوصًا من يحاول أن يسيطر على البلد”.
تهديدات وقصف
عسكريا، التهديدات الاسرائيلية بالحرب الاقوى، مستمرة. امس، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن إسرائيل مستعدة لتحرك قوي للغاية في الجبهة الشمالية.. بدورها، اشارت “القناة 14” الإسرائيلية الى ان التقدير في إسرائيل هو أن حربا مع حزب الله قد تندلع في الأسابيع المقبلة.

 

10 إصابات بسقوط مسيّرة بالجليل الغربي

إسرائيل تتجهز لاستدعاء 50 ألف جندي وتتوعد بـ”عملية قوية جداً” بلبنان

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية – الأربعاء- أن الجيش ينتظر قرارا من الحكومة لجعل المواجهة مع حزب الله في لبنان “ساحة لحرب رئيسية” تشمل عملية برية، وتحويل الحرب على قطاع غزة إلى “ساحة معارك ثانوية”.

وفي هذا السياق، قالت إذاعة جيش الاحتلال إن الحكومة ستسمح باستدعاء 50 ألف جندي احتياط إضافي استعدادا للتصعيد في جبهة لبنان.

بدورها، قالت القناة 14 الإسرائيلية إن التقدير في إسرائيل هو أن حربا مع حزب الله قد تندلع في الأسابيع المقبلة.

يأتي ذلك في وقت يشهد شمال إسرائيل منذ الأحد حرائق غابات أشعلها سقوط صواريخ ومسيّرات أطلقها حزب الله، ضمن قصف يومي متبادل مع جيش الاحتلال منذ 8 تشرين الأول الماضي.

وحسب هيئة البث فإن “المؤسسة الأمنية والقيادة العليا للجيش ترى أنه على المستوى السياسي (الحكومة) أن يتخذ الآن قرارا لتغيير الواقع الذي لا يطاق في المناطق الحدودية من شمالي إسرائيل”.

وأوضحت أن “هذا يعني تحويل الجبهة الشمالية إلى ساحة المواجهة الرئيسية، بينما يصبح قطاع غزة ساحة معارك ثانوية، في وقت لا يزال فيه 124 مختطفا (إسرائيليا) محتجزين لدى حماس بين أحياء وأموات”.

وتواصل القيادة العسكرية الإسرائيلية -وفق هيئة البث- “الاستعداد لحرب واسعة النطاق تشمل عملية برية لتطهير المنطقة على الجانب الآخر من الحدود” في إشارة إلى عناصر وأسلحة حزب الله. وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي لبنانية بالجنوب.

وتابعت الهيئة “هذا النشاط يمكن أن يكلفنا حياة جنود، لكن بدون تحرك واسع على الحدود اللبنانية، لن يتمكن عشرات الآلاف من السكان الذين تم إجلاؤهم (في تشرين الأول الماضي) من العودة إلى منازلهم” في بلدات شمالي إسرائيل.

وأضافت أن “القيادة الأمنية لا تحدد مواعيد ضرورية لهذه العملية، لكن أحد الاعتبارات الرئيسية لوضع الجدول الزمني هو افتتاح العام الدراسي القادم مطلع أيلول (المقبل)”.

ولفتت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن مجلس الحرب ناقش “طبيعة الرد وطرق العمل المحتملة بعد النيران الكثيفة التي أطلقها حزب الله على المناطق الإسرائيلية المحاذية للحدود الشمالية”. وشددت الهيئة على أنه “يسود اعتقاد في إسرائيل بأن فرص التوصل إلى اتفاق مع لبنان ضئيلة”.

عملية “قوية جدا”

في السياق ذاته، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو قوله إنهم جاهزون لعملية قوية جدا في الشمال.

وقال نتانياهو “من يعتقد أنه يستطيع إيذاءنا وأننا سنقف مكتوفي الأيدي يرتكب خطأ فادحا. نحن مستعدون للقيام بعمل قوي جدا في الشمال. وبطريقة أو بأخرى سنعيد الأمن إلى الشمال”.

من جانبه، قال رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي إن إسرائيل تقترب من النقطة التي يجب فيها اتخاذ قرار في الشمال، وإن الجيش جاهز ومستعد للهجوم.

وأضاف هاليفي -خلال جولة تقييمية على الحدود الشمالية- أن حزب الله صعّد من حدة هجماته ضد إسرائيل في الأيام الأخيرة، وأن الجيش على استعداد للانتقال من حال الدفاع إلى الهجوم.

حزب الله يتوعد

في المقابل، قال الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله إن حزبه جاهز لخوض الحرب مع إسرائيل إذا أرادت شن حرب شاملة على لبنان.

وأضاف قاسم أن أي توسع إسرائيلي في الحرب على لبنان سيقابله خراب ودمار وتهجير في إسرائيل.

وفي السياق، افادت “القناة 12” الاسرائيلية بوقوع 10 اصابات احداها حرجة جراء سقوط طائرة مسيرة مفخخة داخل ملعب كرة قدم في بلدة حرفيش بالجليل الغربي شمال فلسطين.

التعليقات (0)
إضافة تعليق