يوسف فارس
الشرق – ينقسم المتابعون لمواقف الولايات المتحدة الاميركية من استهداف اسرائيل لكل من الضاحية الجنوبية لبيروت واغتيال القائد العسكري الابرز لحزب الله فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في قلب العاصمة الايرانية طهران الى اكثر من طرف. الاول يؤكد الشراكة الاميركية في الحدثين بدليل مسارعتها الى الاعلان بأنها ستدافع عن اسرائيل اذا ما تعرضت للهجوم من ايران. الثاني يتبنى تأكيد واشنطن بأنها لم تكن على علم بهذا العدوان ولم تشارك فيه وان اولوياتها هي انجاح مفاوضات الحل السياسي في غزة ولبنان .
اما الثالث وهو الاقرب الى الواقع، فيفيد بأن اسرائيل احرجت الولايات المتحدة الاميركية مرتين: الاولى عندما كسرت هيبة واشنطن بإحباطها مبادرة الرئيس جو بايدن لانهاء الحرب في غزة قبل ان تعود وتستأنف ثانية في الدوحة ولاحقا في مصر، والثانية بالتصعيد والاغتيالين الاخيرين اللذين قد يجران الى ما لا ترغب فيه الادارة الاميركية اي الى حرب واسعة من شأنها ان تتطور الى حرب اقليمية. اضافة فان واشنطن تمر حاليا في فترة انتقالية مع اقتراب موعد انتخباتها الرئاسية. ومعلوم ان في مثل هذه الفترة يتركز الاهتمام الاميركي على الداخل والتحضيرات الانتخابية وتهمل كل الملفات والقضايا الخارجية.
رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات والابحاث العميد الركن المتقاعد هشام جابر يؤكد لـ»المركزية» ان واشنطن كانت على علم بإقدام اسرائيل على اغتيال شكر وباركت مسبقا العملية كونه مع التحفظ من المتهمين من قبلها بتفجير مركز المارينز في بيروت. اما بالنسبة الى اغتيال هنية فهي لم تكن على معرفة مسبقة بالعملية، وقد اعربت صراحة عن عدم رضاها على استهدافه.
ويتابع، صحيح ان واشنطن نجحت عبر الوسطاء والمساعي الديبلوماسية في ارجاء ردي ايران وحزب الله الى حين والضغط عليهما لاعطاء فرصة للمفاوضات وانجاحها لكنّ الركون لنتنياهو غير مضمون لأن «من جرب المجرب كان عقله مخرب» وهو كما بات معلوما يسعى لاستمرار الحرب لان وقفها يعني انهاء لحكومته ولمستقبله السياسي .
ويختم لافتا الى ان استمرار القتال في غزة والجنوب من شأنه رفع منسوب التكهنات في تفلت الامور عسكريا في اي لحظة وتوسع الحرب لتطال دول محور الممانعة على ما يطمح نتنياهو لتحقيقه في ظل انصراف واشنطن الى انتخاباتها الرئاسية.