قبل الثانية والثلث من بعد الظهر، كان يمكن وصف المشهد الميداني الجنوبي بالهادئ وشبه المستقر نتيجة تراجع وتيرة القصف الاسرائيلي والغارات على القرى والبلدات الحدودية. غير ان عودة العمليات الامنية واستهداف عناصر حزب الله حيثما تنقلوا بالسيارات او الدراجات النارية اطاح الهدوء مع “اصطياد” مُسيرة اسرائيلية شخصين على طريق النبطية قضيا على الفور. ومثل ساعات ما قبل الظهر الهادئة، هو حال السياسة في لبنان عشية عطلة ذكرى عاشوراء غدا. وباستثناء مواصلة نواب المعارضة التسويق لمبادرتهم الرئاسية، لا حركة ولا بركة، لا في اللقاءات ولا في المواقف الممجوجة وقد ملّها اللبنانيون وسئموا سماعها تكرارا، فوجهوا اهتماماتهم الى الخارج ترقبا لما ستسفر عنه مفاوضات غزة او الجديد الانتخابي الاميركي او ذاك التركي- السوري.
تجنب التصعيد
في الغضون، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن “وزير الخارجية أنتوني بلينكن أكد لمستشار الأمن القومي الإسرائيلي ووزير الشؤون الاستراتيجية الالتزام بأمن إسرائيل”. وأشارت إلى أن “بلينكن أكد ضرورة التوصل إلى اتفاق يؤمن إطلاق سراح الرهائن ويخفف معاناة الشعب الفلسطيني”. وأضافت الخارجية الأميركية، “بلينكن بحث مع هنغبي وديرمر خطوات حل القضايا المتبقية في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار”. وأكدت، أن “بلينكن ناقش أهمية تجنب التصعيد على طول الحدود الإسرائيلية -اللبنانية والتوصل لحل دبلوماسي”.
لا للمساومة
وسط هذه الاجواء، شدد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل على أنّ أهم خطوة اليوم إقفال جبهة الجنوب لنتمكن من الاهتمام ببلدنا واقتصادنا وبالمستشفيات والتربية وليعود لبنان أجمل وأغنى بلد في العالم كما كان قبل اتخاذ القرار بتحويله الى جبهة مواجهة دائمة.واكد الجميّل ان فور انتهاء الحرب الجارية ومهما كانت نتائجها، يجب أن يُدعى الى جلسة مصارحة بين اللبنانيين للتفكير في حلّ كلّ المشاكل دون إلغاء أحد او استدراج حروب بل ليعود للجميع حقه رافضاً المساومة على الحرية والكرامة والأرض.
مبادرة المعارضة
رئاسيا، وعشية لقائهم نواب الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير الجمعة، مبدئيا، اجتمع النواب في قوى المعارضة: غسان حاصباني، والياس حنكش، وميشال الدويهي وبلال الحشيمي امس في المجلس النيابي، مع وفد “ التكتل الوطني المستقل” ضم النائبين طوني فرنجيه وفريد هيكل الخازن، وذلك في اطار متابعة المبادرة التي طرحها نواب قوى المعارضة بشأن الاستحقاق الرئاسي.
اصرار على الانقلاب
في المواقف، توجهت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” في بيان “بسؤال صغير وبسيط لدولة الرئيس نبيه بري: ألا يجوز التوافق على مرشح أو أكثر من دون طاولة حوار رسمية؟ دولة الرئيس، التجارب السابقة كلّها وحتى الحاضرة منها تؤكد أنّ التوافقات الفعليّة في الاستحقاقات كلّها حصلت بتقاطعات بعيدة من الأضواء، فلماذا هذا الاصرار على طاولة حوار رسمية وهي غير دستورية أصلا وأساسًا، لأن الانتخابات الرئاسية ليست مشروطة بأي آلية رسمية تسبقها؟
موازنة في موعدها
ماليا، جدّد وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل، الذي نفى كل الانباء عن استقالته من منصبه، التأكيد على “التزام الوزارة تقديم موازنة 2025 في مواعيدها الدستورية”. وشدد خلال اجتماع إداري تقييمي حول المراحل التي وصلت إليها عملية إعداد الموازنة في ضوء الاجتماع الذي عقد مع المسؤولين الاقتصاديين لدى الجهات الدولية المانحة، على “الحرص على الحفاظ على الاستقرار المالي والنقدي، وفي الوقت نفسه على ضرورة تفعيل الإنتاجية في الإنفاق الاجتماعي ليكون أكثر جدوى باعتباره ركيزة أساسية في تعزيز الخدمات الاجتماعية للمواطنين في ظل المتاح اليوم من التمويل وغياب أي مصادر أخرى”. وركّز الخليل على “الحاجة إلى تطوير وتحسين عملية تحضير موازنات الوزارات، ولا سيما وزارات الصحة والتربية والتعليم العالي والشؤون الاجتماعية، مع التشديد على ضرورة ان تعكس هذه الموازنات نظرة استراتيجية وإصلاحية لمختلف القطاعات، مع الأخذ بالتوصيات المقترحة من البعثات التقنية”. وكان المشاركون من ممثلي الجهات المانحة، تطرقوا إلى ما يتعلق بحصة الإنفاق الاجتماعي المرتقبة، معربين عن توجهات الجهات التي يمثلون ومعهم المجتمع الدولي في دعم لبنان في المرحلة المقبلة، وأن “هذا الدعم سيكون ترشيدياً لناحية القطاعات الاجتماعية”، مشيرين إلى أن “الدعم الذي ستقدّمه في الظروف الراهنة سيتجه بشكل أكبر نحو القطاع الأمني”.
بحصلي يطمئن
حياتيا، أصدر رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي بياناً اليوم اعتبر فيه أن تحذير بعض التقارير، التي تصدر من حين لآخر، من إرتفاع أسعار المواد الغذائية نتيجة إستمرار إرتفاع كلفة الشحن البحري من جراء توترات البحر الأحمر وإستمرار الحرب الروسية – الأوكرانية مبالغ فيه. وأكد أن أسعار المواد الغذائية لن تتأثر كثيراً بهذه التداعيات، خصوصاً أن كلفة الشحن سجلت إرتفاعاً كبيراً في أوقات سابقة تلت توترات البحر الأحمر، ولا نتوقع حصول إرتفاعات إضافية كبيرة في موضوع الشحن في الفترة المقبلة. وأشار الى “أن مستوردي المواد الغذائية إتخذوا التدابير اللازمة للحد من تداعياتها”، مطمئنا الى أن “إرتفاع كلفة الشحن الآن لن يكون له سوى تأثير محدود على بعض أصناف السلع”.
ذكرى 4 آب
من جهة ثانية، أعلن أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، أن “الطبقة السياسية لا تريد المحاسبة بل طمس تحقيقات 4 آب وندعو الجميع للمشاركة في ذكرى الانفجار وبيروت تريد العدالة والوصول إلى الحقيقة”. وأضاف الأهالي: مجزرة قانونية تُرتكب يومياً في حق بيروت وانطلاق التحرّك سيكون من ساحة الشهداء ومقر فوج الإطفاء ونريد من القاضي جمال الحجار أن يفُك أسر المُحقق العدلي ومن اللّبنانيين المشاركة في التحرّكات لتحقيق العدالة.