الشرق – تيريز القسيس صعب
ترقب كبير لما ستشهده الايام المقبلة بعد تضارب في المعلومات حول التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار بين إسرائيل ولبنان. صحيح ان الاعين شاخصة الى زيارة الديبلوماسي الاميركي هاموس هوكشتين الى المنطقة، اذا صحت المعلومات، ولو ان العديد من المراقبين اعتبروا أن أي حراك في القريب لن يحقق اهدافه ما لم يتم تخفيض سقف المطالب الاسرائيلية تحديدا، والا فنحن امام مناورة اسرائيلية لكسب مزيد من الوقت ريثما يتم تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه كرئيس للولايات المتحدة في كانون الثاني المقبل. الا ان الآمال ما زالت معلقة على بعض التصاريح من هنا أو هناك، ولا بد من الاشارة إلى أن الدخول الروسي الجديد على خط التسوية في لبنان دفع الكثير من الجهات الدولية والاقليمية إلى الترحيب بهذه الخطوة، ولو ان الدور الأساسي لن يكون لروسيا بل سيكون دورا مكملا ومساعدا للدور الأميركي والفرنسي في الوصول إلى وقف لاطلاق النار في لبنان. ويرى المراقبون ان الدور الروسي ربما سيصوب اتجاه الأمور، كما أنه سيكون حافزا مهما في ضبط إيقاع حلفائها في المنطقة لاسيما سوريا. وتعتقد مصادر ديبلوماسية غربية ان وجود روسيا على خط الاتصالات من شأنه المساعدة في الطلب من الرئيس السوري بشار الاسد ضبط الحدود السورية-اللبنانية وعدم الافساح في المجال لتهريب السلاح من سوريا نحو لبنان. ولفت المصدر الى ان لروسيا دور مهم ايضا من شانه تسهيل وتمرير اي تنقيح او اعادة قراءة للقرار ١٧٠١ من قبل مجلس الامن من دون استخدام حق النقد اي الفيتو،في حال تم التوافق عل طرحه. اما بالنسبة إلى الدور الأميركي فإن زيارة هوكشتين غير المحددة بعد رسميا إلى لبنان، تأتي في إطار استكمال البحث مع الجهات الاسرائلية ولبنان لاتمام مهمته، بعدما استأذن الرئيس المنتخب بذلك. واشارت المعلومات في بيروت الى ان هوكشتين أعاد التواصل والاتصال بين القيادات في بيروت واسرائيل بهدف متابعة محادثاته لتنفيذ القرار ١٧٠١ والتوصل لاتفاق لاطلاق النار. الا ان المصادر رات ان اسرائيل في الوقت الحاضر لن تقدم هدية للرئيس بايدن وفريقه، بل على العكس فهي تسعى وتحاول ان تقدم طروحات او افكارا وليس تنازلات إلى الرئيس ترامب قبل تسلمه مهامه الرسمية. فاسرائيل تتحدث عن صيغ اتفاق ومسودات لوقف النار، وهذا بطبيعة الحال يعكس وجود محاولة لتطبيق القرار ١٧٠١ بما يتماشى ورؤيتها، مع الاحتفاظ لنفسها بالحق في القيام بعمليات عسكرية اذا رات خرقا او لزوما لذلك. وكشفت المصادر إن هوكشتاين كان بحث خلال زيارته الأخيرة ورقة تفاهم تقوم على تنفيذ القرار ١٧٠١ والآلية التنفيذية التي ستتبع من نشر الجيش على الحدود وتسليحه، ووضع لجنة مراقبة وعودة النازحين. اما على الخط الفرنسي، فباريس لم تتوقف في مساعيها الديبلوماسية مع الجهات الاقليمية واللبنانية للتوصل إلى وقف لاطلاق النار، وهي على تواصل مستمر مع الجهات الدولية وتحديدا الاميركية لضبط تفلت الامور، وداخليا مع الجهات الرسمية اللبنانية وحزب الله تحديدا. والسؤال المطروح هل ستتمكن هذه القوى الدولية اليوم من الضغط العملي على اسرائيل وتحقيق تقدم ووقف لاطلاق النار، بعدما تركتها تعربد، وتضرب الأخضر واليابس في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت.
الجواب مرهون بالاتصالات والجهود الديبلوماسية في اتجاه لبنان. فلننتظر لنرى.
Tk6saab@hotmail.com