هوامش – بقلم ميرفت سيوفي- فخامة الرئيس..عهدُكَ وعهدُنا

لم يترقّب اللبنانيّون بفرحٍ وأمل رئيساً مثلما ترقّبوا انتظروا وقلقوا وابتهجوا بالأمس بانتخاب رئيسهم العتيد فخامة الرئيس جوزف عون، القائد، منذ تشرين الأول العام 2016 أدرك اللبنانيّون أنّهم دخلوا في كابوس كبير هو رئيس خيال صحرا وصهرٍ هو الرئيس الحقيقي والقابض الحقيقي على مقاليد الدّولة حتى تمّ إغراق سفينتها إلى قاع جهنّم، عشر سنوات أمضاها اللبنانيون ما بين فراغ عامين ونصف ولحق بأعوامها السوداء الستّة عاميْ فراغ آخرين، انتهت بحرب إسرائيليّة ضروس لم تنتهِ بعد، كان لبنان جسداً متهالكاً بلا رأس، اليوم أصبح هناك رأس متّزنة هي رأس قائد يحمل على كفيّه وطناً مشلّعاً مهدوداً نكاد نقول عته أشلاء وطن ولكنّنا لا نزال نؤمن ونتمسّك به كثيراً.

عاهدنا بالأمس فخامة الرئيس جوزف عون عهوداً كثيراً وتدري يا صاحب الفخامة {إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا}[الإسراء/34]، ونعرف أنّ عهودك ثقيلة ثقيلة جدّاً، وأنّ طريقك لن تكون مفروشة بالورود، لا تؤاخذنا فنحن نعرف ابتساماتهم وابتهاجاتهم الكاذبة وزواريبهم عمّا قليل عندما يحين موعد تشكيل الحكومة ستكشف أنّ أول ما يريدون أن يحقّقوه هو تحويلك من حكم فوق الجميع إلى طرف يورّطونه بالبحث عن حصّته، هذه هي أوّل طريق الإنزلاق، لا تأمن جانبهم يا فخامة الّرئيس، لو تعرف كم من العصيّ يخبّئون خلف ظهورهم ليضعونها لعرقلة دواليبك!

أمّا عهدنا يا سيّدي الرّئيس فما يزال هو هو منذ العام 1996، ذاك النشيد الذي ما تزال ماجدة الرومي صوتاً يُعبّر عن اللبنانيين، ولم يتلقّف مصداقيّىة كلّ حرفٍ فيه أي رئيس، عهدنا هو كل حرفٍ في هذا النشيد نرفعه نضعه بين يديك ونتمنّى عليك أن تقرأه وتسمع صوتنا جيّداً وهو يأتيك من أعماقه.

سيدي الرئيس
تحية وبعد
أقول في قلبي.. والمساء يغمر البلاد بالشجون
واليأس بيننا.. وسيف الخوف مصلت علينا
والقلق المضني يبيت ليلة أخرى لدينا

سيدي الرئيس
أقول في قلبي
من سبى الحلم وأرخى الهم في حقد علينا؟
ومن رمى أيامنا بالقهر.. بالغدر.. بأغلال السجون؟

سيدي الرئيس
أتسمع الأحرار حين يسألون؟
أمرتّين الشهداء يُقتلون؟
أطفالنا في الليل ماعادوا يحلمون
من يٌنقذ الأحلام حين ينعسون؟

سيدي الرئيس
نمشي وبيننا يغُل خائنون
يوجعنا أنهم بغدنا يقامرون
يجرحنا أنهم قرارنا يحاصرون
يقلقنا أنهم يدرون ماذا يفعلون
إلى متى هم في شرايين رؤانا يسكنون؟

سيدي الرئيس
بين يديك أودعت دمعتنا
جئنا إليك وبنا عزتنا
فلينهدم.. باب السجون
ولينهزم هذا الجنون
ولينرجم من قد يخون
وهذه قلوبنا معاقل الحرية
وهذه أجسادنا ذخائر القضية
ونُقسم سنبقى
لأننا.. وأرضنا.. والحق.. أكثرية.

ميرفت سيوفي

m _ syoufi@hotmail.com