استحقاقان يتقاسمان اهتمامات اللبنانيين هذا الاسبوع. تشكيل حكومة العهد الاولى برئاسة نواف سلام، شكلا ومضموناً، وانتهاء مهلة وقف اطلاق النار الاحد المقبل وما اذا كانت اسرائيل المستمرة في تمددها وخروقاتها في المناطق الحدودية ستنسحب منها ام تبقى متسببةً باشكالات جديدة، علما ان لجنة مراقبة الهدنة اجتمعت امس لمناقشة التطورات. شأن حرّك المنسقة الاممية في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت في الاتجاه الاسرائيلي لحثه على تنفيذ التفاهم وتطبيق القرار 1701 .
اما التشكيل فتبدو طريقه معبدة وسط آمال متنامية بامكان ولادة الحكومة السلامية قبل نهاية الاسبوع الجاري، لاعطاء “إشارة إيجابية للخارج بأن لبنان بات على السكة الصحيحة” بحسب الرئيس جوزاف عون الذي اكد مجددا امس “ان على الجميع ان يكونوا على قدر المسؤولية ومن لا يستطيع تحمل المسؤولية يجب الا يكون في سدتها”.
بلاسخارت
مع انتهاء مهلة اتفاق وقف النار الاحد المقبل، تستمر الخروقات الاسرائيلية . امس، بدأت المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، زيارة إلى إسرائيل حيث من المقرر أن تلتقي بكبار المسؤولين الإسرائيليين. وستركز مناقشاتها على الخطوات التي يتم اتخاذها نحو تنفيذ تفاهم وقف الأعمال العدائية، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، وكذلك على التحديات المتبقية. كما ستكون الحاجة إلى تحفيز تنفيذ القرار رقم 1701 (2006) الصادر عن مجلس الأمن موضوعًا رئيسيًا لمباحثاتها. وقبل رحلتها، رحبت المنسقة الخاصة بالتقدم المحرز من خلال انسحاب الجيش الاسرائيلي وإعادة نشر القوات المسلحة اللبنانية في مواقع في جنوب لبنان، فيما دعت الى استمرار الالتزام من قبل جميع الأطراف.
خروق
على الارض، تواصلت الخروقات وفي الموازاة، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض أن حزب الله يترقب تاريخ السادس والعشرين من كانون الثاني الجاري، وهو اليوم الذي سيشهد وفقاً للاتفاق المعمول به انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من الأراضي اللبنانية. وفي حال عدم التزام العدو الإسرائيلي بهذا الانسحاب، فإن ذلك سيؤدي إلى انهيار آلية الإجراءات التنفيذية ونسف دور الأمم المتحدة في رعاية هذا الاتفاق، ما سيضع لبنان أمام مرحلة جديدة من الحسابات العسكرية والسياسية. وفي حديثه خلال حفل تكريمي لشهداء بلدة الطيبة الجنوبية في حسينية مدينة النبطية، أشار فياض إلى أن هذه المرحلة تتطلب من اللبنانيين جميعاً التكاتف لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل المتاحة، مؤكداً أن مسؤولية إخراج الاحتلال عن الأراضي اللبنانية هي مسؤولية مشتركة بين الحكومة، الجيش، الشعب، والأحزاب، باستثناء من لا يهتم بأرض الجنوب اللبنانية. وأضاف فياض أن أي تعثر في مسار الانسحاب الإسرائيلي، وخصوصاً عدم عودة السكان إلى 52 بلدة لبنانية بأمان، سيهدد مسارات الاستقرار وإصلاح الدولة. كما أكد أن حزب الله سيتعامل مع أي بقاء إسرائيلي على الأراضي اللبنانية في حال خرق الاتفاق، مشدداً على ضرورة التزام المجتمع الدولي بوعوده تجاه لبنان.
كلام قاسم
ليس بعيدا، رأت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، في بيان ان حزب الله “يواصل التنكُّر لتوقيعه الواضح وموافقته الجلية على اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينصّ على نزع سلاحه وتفكيك بنيته العسكرية في لبنان كلّه، ويندرج هذا الكلام في سياق الانقلاب الموصوف على الترتيبات التي حصلت في 27 تشرين الثاني الماضي ووقّعت عليها الحكومة اللبنانية التي للحزب الهيمنة الكبرى على قرارها ويشارك فيها بشكل مباشر من خلال وزراء تابعين له. وبالتوازي مع تنكُّر الشيخ نعيم لتوقيعه فإنه يقطع بكلامه الطريق على الدعم العربي والدولي للبنان في اللحظة السياسية التي تعود المجموعة العربية والدولية فيها الى بيروت انطلاقًا من المناخ الوطني الجديد الذي يحمل عناوين سياسية سيادية وإصلاحية يشكل اتفاق وقف إطلاق النار أحد ركائزها الأساسية، ويشكل حاجة للبنان بعد كل ما ألحقه فريق الممانعة بالبلد من انهيارات بأشكالها المتعددة.
التشكيل
وسط هذه الاجواء، وفي وقت تستمر الاتصالات في الكواليس لانضاج الطبخة الحكومية مع ترجيح ولادتها قبل الاحد المقبل، اكد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون خلال استقباله ، كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول، بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وكاثوليكوس بيت كيليكيا للارمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان ان تشكيل الحكومة في اسرع وقت يعطي إشارة إيجابية للخارج بأن لبنان بات على السكة الصحيحة، معيدا التأكيد ان على الجميع ان يكونوا على قدر المسؤولية “ومن لا يستطيع تحمل المسؤولية يجب الا يكون في سدتها”.