يوسف فارس
تتوقف المراجع المتابعة عند تزايد الحديث عن امكانية توجيه اسرائيل ضربة عسكرية للبنان. وترى ان على الرغم من اطمئنانها الى حجم الضغوط المبذولة لمنع اي انفجار عسكري لا تتحمله المنطقة قبل الحديث عن قدرات لبنان واللبنانيين، فإنها قلقة من حجم البيانات التي اصدرتها دول خليجية واوروبية واميركية بعدما قدمت دعواتها الى ترحيل رعاياها على اي موقف داعم للبنان الذي كان ولا يزال ضحية هذا النزاع. فالجميع يدرك موقف لبنان الرسمي الرافض للحرب والساعي الى تطبيق قرارات الامم المتحدة ولا سيما منها الـ 1701.
وتقول انها اطلعت على مجموعة من السيناريوهات السلبية التي يجري تفكيكها بضغوط اميركية وفرنسية، وبجهود اطراف اخرى لا سيما منها مصر والسعودية وقطر وانها لا تشارك ايا من هذه الدول مخاوفها على رعاياها فأمنهم من امن اللبنانيين. وان ترك لبنان فريسة الحكومة المتعنتة في تل ابيب ينذر بشر مستطير ولن تبقى تداعيات ما قد يحصل ضمن الحدود الجغرافية للبنان وهو امر يدركه القاصي والداني. وان اخطر ما في هذه البيانات انها تسقط التعهدات بالسعي الى حل مستدام للقضية الفلسطينية واهمها الوصول الى الاعلان عن اتفاق قيام الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية. وان ما يجري في غزة والضفة الغربية يسقط هذه الوعود على مرأى من اعين مطلقيها ايا كانت مواقفهم.
النائب التغييري ياسين ياسين يقول لـ”المركزية” في السياق: لا عجب اذا تخلت الدول العربية والغربية عن لبنان ودعت رعاياها الى الرحيل، فهو قد تخلى عن نفسه. علما ان العالم كله اليوم بدءا من ايران مرورا بفرنسا وصولا الى الولايات المتحدة مشغول بانتخاباته ولا وقت لديه لاي امور أخرى، خصوصا للبنان ومشكلاته المتوالدة يوميا سواء في الداخل حيث الاوضاع المالية والاقتصادية على حالها من التردي ومن دون معالجة، او على الجبهة الجنوبية التي تنذر بشر مستطير مع وجود حكومة اسرائيلية متطرفة برئاسة متعطش للقتل والتدمير من دون رأفة وحساب للقوانين الانسانية والدولية.
ويتابع قائلا: الكلمة لا تزال للميدان. كل الوساطات والمبادرات لردع الة القتل الاسرائيلية فشلت حتى في الوصول الى وقف النار. يقال ان عودة جبهة الجنوب الى هدوئها رهن بوقف النار في غزة. هذا غير صحيح لانه لا يستبعد بعد رفح ان تعمد اسرائيل التي عجزت عن تحقيق نصر في غزة من استغلال الانتخابات في العالم لتوجيه ضربة عسكرية خاطفة للبنان وبناه التحتية انتقاما. لذا، علينا التعاطي على المستوى الرسمي مع الموضوع بجدية اكبر لكن للاسف هناك غياب شبه تام للوزارات والادارات القائمة على مبادرات فردية لرؤساء المصالح والادارات وهذا لا يبدل في الحقيقة المرة.