كتب عوني الكعكي:
هذا السؤال مطروح بقوة عند الجميع: الكبير والصغير، المسؤول أو غير المسؤول… فهناك تخوّف كبير من الموقف الحالي للأسباب التالية:
أولاً: لا يمكن لـ «الحزب» أن يسكت، وكما قال الأمين العام السيّد حسن نصرالله: «إنكم تضحكون اليوم ولكنكم سوف تبكون كثيراً»… هذا الكلام ليس للاستهلاك بل هو تهديد بشكل مهذب… والله أعلم ماذا يخبّئ الزمن؟
ثانياً: اغتيال القائد إسماعيل هنية فتح الحرب أيضاً على مصراعيها بين الفلسطينيين وبين العدو الإسرائيلي.
ثالثاً: اغتيال هنية في طهران رسالة تهديد مباشرة من إسرائيل لإيران، والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا ستفعل إيران؟ وهذا يدعو للترقب أيضاً.
بالتأكيد هناك سيناريوات عدة: منها اليمن ومنها العراق ومنها سوريا وبالتأكيد لبنان.
رابعاً: تصوّروا لو فُتحت كل الجبهات، فماذا سيحدث؟
باختصار ان بنيامين نتنياهو رئيس وزراء العدو الإسرائيلي أخذ المنطقة الى أماكن صعبة من المستحيل تهدئتها ووضع المنطقة أيضاً أمام مصير مجهول.
خامساً: ماذا عن الوساطات، خصوصاً ان الوضع اليوم في أميركا غير سليم لارتباط الولايات المتحدة بالانتخابات الرئاسية.. والجميع ليس عندهم الوقت لأي ملف غير ملف الرئاسة لأنه يقرّر المستقبل في أميركا لأربع سنوات مقبلة أو ربما أكثر من ذلك.
لم يكن الوضع في المنطقة يوماً كما هو عليه اليوم، ولكن لا بدّ من الانتباه الى كلام ردده أمين عام حزب الله عدة مرات حيث قال: «اتركوا الهواتف الذكية لأنها تشكل خطراً على حياتكم»… لقد ردّد الأمين العام هذا التحذير أكثر من مرة.
أما بالنسبة لاغتيال القائد إسماعيل هنية، فقد وردت معلومات أنه كان يحمل هاتف «ثريا» الموصول بالأقمار الصناعية، وأنه تحدّث مع ابنه قبل ساعة من إطلاق الصاروخ القاتل عليه.
أما بالنسبة للكلام عن أن أحد أفراد جهاز المخابرات الإسرائيلية «الموساد» زرع قنبلة وفجرها… فإنّ هذا الكلام هو للتمويه وليس له أي تأكيد من أي جهة.
أما بالنسبة للقائد فؤاد شكر أيضاً.. فلا بدّ من أن إسرائيل، ومن خلال التقنيّات العالية التي تملكها عبر الأقمار وأجهزة التنصّت، استطاعت أيضاً أن تعرف وتحدّد مكان القائد من خلال الصورة والصوت.
ومن منا لا يتذكر كيف قُتِل قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» حين وصل الى مطار بغداد وبرفقته نائب قائد «الحشد الشعبي» العراقي أبو مهدي المهندس، حيث أن فتاة عمرها 21 سنة كانت تراقب «التلفزيون» فظهرت أمامها صورة سليماني، فاتصلت بقائدها في المخابرات الأميركية C.I.A وقالت له إنها تشاهد سليماني، فأشار لها بأن تكبس على أحد أزرار الكومبيوتر أمامها، وهكذا استطاعت الفتاة بكبسة زر على الكومبيوتر أن تطلق صاروخاً موجهاً نحو المطار لتصيب سليماني ومعه المهندس…
باختصار يختلف اليوم عن الماضي.. اليوم يجب على المسؤولين أن يكونوا أكثر حرصاً، لأنّ الهاتف الذكي هو الجاسوس رقم واحد في العالم… ومن هنا يتوجب أخذ الحيطة والحذر.