على وقع مجازر غير مسبوقة جنوباً وتهديدات لأهالي بعلبك وقرى الجوار بإخلائها فورا وموجة نزوح لمئات الاف البقاعيين في اتجاه بيروت والشمال وموجة شائعات بانذارات تلقاها سكان في العاصمة بهدف الترهيب، وفيما الخوف من فتنة تدق الابواب بين النازحين وسكان المناطق المضيفة في أوجه، أطل الامين العام الجديد لحزب الله الشيخ نعيم قاسم للمرة الاولى بعد انتخابه محاولا استعادة وهج مفقود منذ اغتيال سلفه حسن نصرالله وهيبة غابت في انفاق الضاحية الجنوبية.
في كلمة مُسجلة، أكد قاسم، أن الحزب قادر على الاستمرار في الحرب ضد إسرائيل “لأيام وأسابيع وأشهر”. واعلن “إذا قرر الإسرائيليون أنهم يرغبون في وقف الحرب فنقول إننا سنقبل ذلك لكن بالشروط التي نراها مناسبة”. اما برنامج عمله “فاستمرارية لبرنامج قائدنا نصر الله في كل المجالات السياسية. سنتستمر في تنفيذ خطة الحرب وسنبقى في مسارها. سنحافظ على التوجهات السياسية المرسومة ونتعامل مع تطورات المرحلة”.
الاطلالة الاولى
في اطلالته الاولى أمس، شكر قاسم لقيادة حزب الله أنهم اختاروه لهذا الحمل الثقيل، مشيرًا إلى أن اختياره للمنصب دليل ثقة طالبًا العون من الله وأن يكون خادمًا لهذه المسيرة وأن يتحمل هذا الحمل الثقيل. وقال: “أمامنا تضحيات كثيرة لكننا واثقون أن النصر سيكون حليفنا وبرنامج عملي هو استمرارية لبرنامج عمل قائدنا حسن نصرالله في كل المجالات ونتعامل مع تطورات المرحلة بحسبها، أما مساندة غزة فكانت واجبة ولحق أهل غزة علينا وعلى الجميع أن ينصروهم وهذا حق انساني وعربي واسلامي وديني”. وأشار قاسم إلى أن إسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة للاعتداء على لبنان. أضاف: “اعتبرنا أنفسنا في إطار الدفاع الاستباقي واليوم نواجه مشروعًا كبيرًا فهي حرب اسرائيلية أميركية اوروبية عالمية فيها كل الامكانات للقضاء على المقاومة وشعوبنا في المنطقة”. وتابع قاسم: “الحمدلله أنّنا دخلنا في جبهة المساندة وكسرنا مجموعة من الأفكار والمباغتات التي كانت تعدّها إسرائيل وبالمقاومة نعطّل مشروع إسرائيل ونحن قادرون على ذلك”. وأكد أننا لا نقاتل نيابة عن أحد ولا لمشروع أحد إنّما نحن نقاتل من أجل مشروعنا وهو حماية لبنان وتحريره وإيران تدعمنا في مشروعنا ولا تريد شيئًا منّا”. ولفت الى أننا خلال 11 شهرًا قلنا إننا لا نريد حربًا لكننا جاهزون إذا فرضت علينا. ورأى قاسم أن هذه المواجهة ستكشف زيف القيم الغربية وهؤلاء جماعة “كذابين” وكلّ قيمهم سقطت.وأشار إلى ان أزمة البيجر وأجهزة اللاسلكي أصابت 4 آلاف لبناني بينهم مقاتلون ومدنيون، لافتًا إلى أن حزب الله أعاد تنظيم صفوفه في غضون 8 أيام بعد اغتيال نصرالله، وأضاف: “لا يزال هناك قيادات من الصف الأول في حزب الله”. ولفت قاسم إلى أننا توّجعنا وتألّمنا بعد أزمة “البيجر” واغتيال السيّد نصرالله وعدد من القيادات وكانت الضربة كبيرة، لكنّنا نهضنا من جديد والميدان أثبت ذلك.
اضاف: “قررنا تسمية هذه الحرب “معركة أولي البأس”. وتوجه الى العدو: ستهزمون حتما لأن الأرض لنا وشعبنا متماسك حولنا.. فاخرجوا من أرضنا لتخففوا خسائركم وإلا ستدفعنون ثمنا غير مسبوق”. وأكد: “كما انتصرنا في تموز سننتصر الآن وسنبقى أقوياء مع صعود متزايد لقوتنا”. وتوجه الشيخ قاسم للسفيرة الأميركية في لبنان: “لن تري لا أنت ولا من معك هزيمة المقاومة ولو حتى في الأحلام” .
إنذارات للبقاعيين
في المقابل، وعلى الارض، كانت الامور تشهد تدهورا اضافيا مع توجيه الجيش الاسرائيلي إنذارا لقرى بأكملها بقاعا. وعلى الأثر، غادر مئات الآلاف المنطقة، وسط حالة هلع وشهدت منطقة دير الاحمر حركة نزوح كبيرة باتجاهها. وقرابة الثالثة والنصف، بدأ الجيش الاسرائيلي بشن هجمات في منطقة بعلبك.
بري – ميقاتي
سياسيا، ووسط معلومات عن مفاوضات وضغط اميركيين على اسرائيل لتسهيل اتفاق لوقف النار على الجبهة مع حزب الله، إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حيث تناول البحث تطورات الاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية والميدانية في ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وملف النازحين، إضافة الى نتائج واجواء اللقاءات والاتصالات الخارجية التي أجراها الرئيس ميقاتي.
لجنة الطوارئ
وكان ميقاتي عقد سلسلة اجتماعات وزارية ولقاءات في السراي، فإجتمع مع وزير البيئة ناصر ياسين وبحث معه عمل لجنة الطوارئ الوزارية الخاصة بمواكبة الازمة الراهنة التي يمر بها لبنان وملف النازحين. واجتمع رئيس الحكومة مع وزير العدل هنري خوري وبحث معه شؤون وزارته.
جعجع
في الغضون، وفي مقابلة صحافية، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع “لا يوجد “حزب الله” وإيران كحالتين منفصلتين – هناك إيران فحسب”. وأضاف: “بالنسبة لطهران، لا توجد حدود بين إيران والعراق ولبنان وسوريا، لا توجد أي حدود”. واعتبر جعجع أن لبنان الآن أمام فرصة رئيسية لتحرير نفسه من قبضة طهران. وفي الواقع انه موقف قد يكون خطرًا، وله محاذيره. وقال: هذه المرة، يجب أن يكون لبنان جادًا في شأن تنفيذ قرار الأمم المتحدة 1701، والذي أنهى حرب الـ 2006 بين إسرائيل و”حزب الله”، داعياً الى التزام لبنان قرار مجلس الامن الدولي رقم 1559 والذي اتخذه في العام 2004.
معلومات للـmtv:
– حزب الله أبلغ المعنيين وتحديداً الرئيس بري المكلّف بالتفاوض مع هوكشتاين أنه وافق على هدنة ستين يوماً في لبنان وتطبيق كامل وشامل للقرار 1701.
– حزب الله وافق على فصل جبهة غزة عن جبهة لبنان والتراجع إلى ما وراء الليطاني.
– حزب الله وافق على نقل سلاحه الموجود على الحدود الجنوبية إلى شمال الليطاني وإنشاء منطقة منزوعة السلاح.
– تم التوافق بين المسؤولين اللبنانيين على وضع مطار ومرفأ بيروت والحدود البرية الشرقية والشمالية أي الحدود مع سوريا في عهدة الجيش اللبناني فقط الذي يراقب ويضمن عدم دخول الأسلحة إلى لبنان.