في إطار جولاته الميدانية لمتابعة الأوضاع الزراعية، قام وزير الزراعة نزار هاني، يرافقه المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود، على رأس وفد من المدراء ورؤساء المصالح والدوائر والخبراء في الوزارة، بزيارة تفقدية إلى مدينة النبطية والمناطق المجاورة، حيث اطلع عن كثب على حجم الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي، والتقى عدداً من المزارعين والتعاونيات الزراعية ورؤساء البلديات واتحادات البلديات.
استهل الوزير هاني جولته بزيارة المصلحة الإقليمية لوزارة الزراعة في النبطية، حيث التقى برئيس المصلحة ورؤساء الدوائر والأقسام والموظفين، وشارك في ندوة بعنوان “إعادة تأهيل القطاع الزراعي ودعم المزارع”، حيث استمع إلى أبرز التحديات التي تواجه المزارعين ومتطلباتهم. بعد ذلك، توجه إلى السراي الحكومي، حيث التقى بمحافظ النبطية، الدكتورة هويدا الترك، قبل أن يستكمل جولته في عدد من البلدات، منها الخيام، ومرجعيون، والماري، وحاصبيا، حيث أجرى لقاءات مباشرة مع المزارعين والمتضررين، واطلع على تداعيات الاعتداءات التي طالت المنطقة، ولا سيما الأراضي الزراعية.
وفي هذا السياق، أعلن الوزير هاني عن إطلاق عملية مسح شاملة للأضرار الزراعية قريباً، وفق آلية أعدتها الوزارة بالتنسيق مع المزارعين وفرق العمل المختصة، بهدف جمع وتوثيق البيانات بدقة. ويأتي هذا المسح استناداً إلى دراسة تقنية موسعة أجراها المجلس الوطني للبحوث العلمية، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO)، وبرنامج الغذاء العالمي (WFP)، وعدد من الشركاء الدوليين.
وأوضح الوزير أن الأضرار الزراعية تنقسم إلى قسمين رئيسيين:
1. الأضرار المباشرة التي لحقت بالبنية التحتية الزراعية، بما في ذلك تجريف الأراضي، وقطع الأشجار المثمرة، لا سيما الزيتون والحمضيات، وتدمير البيوت البلاستيكية.
2. الخسائر الموسمية التي تكبدها المزارعون خلال عامي 2023 و2024، حيث حالت الظروف دون تمكنهم من الوصول إلى أراضيهم، مما أدى إلى خسائر فادحة في المواسم الزراعية وحرمانهم من جني محاصيلهم.
وكشف الوزير هاني أن حجم الأضرار الزراعية في المنطقة يناهز 900 مليون دولار، مؤكداً أن الوزارة تعمل، ضمن خطتها لإعادة الإعمار، على تأمين التمويل اللازم لتعويض المزارعين عن خسائرهم. كما شدد على أن الوزارة باشرت فعلياً بتنفيذ إجراءات عملية لدعم القطاع الزراعي، عبر برامج الإرشاد الزراعي والمشاريع القائمة، بهدف إعادة تأهيل الأراضي المتضررة وإنقاذ الموسم الزراعي الحالي.