الأغلبية العظمى من اليمين والوسط من الائتلاف ومن المعارضة في اسرائيل ما زالوا متمسكين بإيمان بقدرات الجيش التي لا شك أنها ستنتصر في المعركة.
من هنا تنبع تقديرات مضللة قد تدهورنا إلى مواجهة مع حزب الله. يعتقد نصر الله أن إسرائيل تخطط لحرب شاملة، ويستعد طبقاً لذلك. في الوضع المتوتر هذا، وعلى أنغام الخطاب الهجومي من كلا الطرفين، تزداد احتمالية حدوث ذلك بمرور كل ساعة.
استقرار الحكومة يهتز، واحتمالات حلها أعلى من أي وقت مضى حتى الآن في الثمانية أشهر الأخيرة. نحن على بعد خطوة من النصر على المجنون الذي يسيطر على حياتنا، ولكن إذا كان هنالك شيء سيطيل حياة الحكومة ويقصر حياتنا، فهو حرب أخرى، هذه المرة حرب مدمرة. في الواقع، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للوزير رون ديرمر ولرئيس هيئة الأمن القومي تساحي هنغبي في واشنطن، إن الإدارة الأمريكية تعتقد أن على إسرائيل تجنب تصعيد في الشمال والسعي لحل دبلوماسي، ولكن رئيس الحكومة لم يصغ لتحذيرات الولايات المتحدة، وخوفه من تهديدات قاعدته أكثر.
في الحرب الدائرة ما بين نتنياهو والجيش، قرر رئيس الأركان إعطاء إشارات عن طريق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن وهم “الانتصار المطلق” ذر للرماد في أعين الجمهور، ولكن من يصغي لرئيس الأركان بوجود عسكريين شجعان مثل يانون ماجيل ويئير نتنياهو؟ في جنازة ابنه عومر، قال اورن سامادجا: “أقول للجنود، لا تتوقفوا حتى ننتصر”. وقالت ليلي درعي على قبر ابنها: “باسم سعاديا، نطالب بانتصار وفوز ساحق. ابني لم يسقط على مذبح تسوية دبلوماسية، بل من أجل نصر كامل على العدو”. من سيتجرأ على القول لأشخاص مكسوري القلب هؤلاء بأنهم خدعوهم؟
الآن، عملية خداع نتنياهو تتسع إلى حرب في الجبهة الشمالية. إن أهلية الجيش لكل مهمة يلقيها عليه المستوى السياسي، وضمن ذلك حرب مع إيران، هي بالون كذب متفق جديد عليه، ولن يكون هنالك أحد مستعداً لتفجيره حتى يتم تفجير بيوت في وسط البلاد. أي عضو معارضة يعلن بأن حرباً شاملة ستكون كبيرة علينا وتقتضي تدخلاً كاملاً من الولايات المتحدة، سيتهم بالانهزامية وباليسارية وبانعدام الوطنية.
منذ بداية الحرب استعان نتنياهو بجبن خصومه. وهكذا فإن الجميع يشارك في الوهم الجماعي هذا بدلاً من الاهتمام بوجوب وقف الحرب والسعي لاتفاق سياسي إقليمي- ببساطة لأنه لا يوجد طريق آخر.