لم يكن مفاجئا اعلان حزب الله انتخاب الشيخ نعيم قاسم امينا عاما لحزب الله، اثر اغتيال حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، ما دام الرجل هو القيادي الوحيد الرفيع الناجي في الحزب. ولن يكون مفاجئا ايضا ان تهدد اسرائيل باغتياله على غرار مسارعة وزير دفاعها يوآف غالانت فور اعلان الحزب بيان الانتخاب، الى الكتابة بالعربية على منصة «اكس» لقد بدأ العدّ التنازلي لموعده وبالإنجليزية: «تعيين مؤقت، ليس لفترة طويلة».
حرب الاغتيالات ألفها اللبنانيون كما الفوا تهديدات اسرائيل واطلالات المتحدث باسم جيشها نجم مواقع التواصل افيخاي ادرعي، فهي ان حذرت وانذرت وفت. فهل ينجو قاسم ؟ ومن يضمن سلامته، حتى لو صدقت المعلومات انه انتقل الى ايران، ما دام اسماعيل هنية اغتيل في قلب طهران؟ وهل يشكل انتخاب قاسم مؤشرا الى ان الحرب طويلة والحزب عازم على خوضها حتى آخر لبناني؟
سياسيا، تترقب الساحة المحلية ما قد ينتج عن زيارة المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين الى تل ابيب فلبنان بعد الانتخابات الاميركية في 5 تشرين المقبل. في حين يزور بيروت بعد غد الخميس الموفد القطري ابو فهد جاسم لوضع المسؤولين في صورة الاتصالات والاجتماعات الجارية في الدوحة، كما تردد ان الموفد الفرنسي جان ايف لودريان قد يزور لبنان نهاية الاسبوع، للتشاور في احتمال انتخاب رئيس جمهورية اذا ما سلك الوضع العسكري درب التسوية.
نعيم قاسم امينا عاما
بعد شهر ويومين على اغتيال امينه العام السيد حسن نصرالله، عين حزب الله اليوم نائبه الشيخ نعيم قاسم امينا عاما. في بيان رسمي، اعلن عن الانتخاب «وذلك في إطار الالتزام بمبادئ الحزب وأهدافه، ووفقًا للآلية المعتمدة لانتخاب الأمين العام». وجاء في البيان «انطلاقًا من الإيمان بالله تعالى، والالتزام بالإسلام المحمدي الأصيل، وتمسُّكًا بمبادئ حزب الله وأهدافه، وعملاً بالآلية المعتمدة لانتخاب الأمين العام، توافقت شورى حزب الله على انتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًّا لحزب الله، حاملاً للراية المباركة في هذه المسيرة، سائلين المولى عز وجلّ تسديده في هذه المهمة الجليلة في قيادة حزب الله ومقاومته الإسلامية. إننا نعاهد الله تعالى ونعاهد روح شهيدنا الأسمى والأغلى سماحة السيد حسن نصرالله (رض) والشهداء، ومجاهدي المقاومة الإسلامية، وشعبنا الصامد والصابر والوفيّ، على العمل معًا لتحقيق مبادئ حزب الله وأهداف مسيرته، وإبقاء شعلة المقاومة وضَّاءة ورايتها مرفوعة حتى تحقيق الانتصار، والله غالب على أمره، إنَّ الله قويٌ عزيز».
تعليقا، نشر وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت على «اكس» صورة لقاسم، وكتب «لقد بدأ العد التنازلي لموعده».
لا تفاوض؟
في الاثناء، الحرب مستمرة ويبدو ان اي مفاوضات جدية للتهدئة لم تنطلق بعد. في السياق، الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لم يزر إسرائيل امس وكلّ ما تردّد إعلاميًّا عن لقاء جمعه برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو «مجرّد كلام لا أساس له من الصحة». وكتب هوكشتاين عبر منصة «اكس» أنّه في وشنطن، وذلك ردًّا على تحليلات قالت إنّه يقوم بجولة في الشرق الأوسط استهلّها من تل أبيب. ليس بعيدا، أفادت «يديعوت أحرونوت»، أنّ «المحادثات الجارية من أجل التوصل إلى تسوية في لبنان بلغت مرحلة متقدمة». ولفتت إلى أنّ «هوكشتاين يقود هذه الجهود، ويعتزم زيارة كل من اسرائيل ولبنان». كما نقلت «يديعوت أحرنوت» عن مصادر غربيّة، قولها إنّ حزب الله وافق على فصل ملفّ لبنان عن غزة، لافتةً إلى أنّ «حزب الله» حصل على الضوء الأخضر من إيران للتراجع إلى شمال الليطاني. وكشفت أنّ «المقترح الجديد يبدأ بوقف إسرائيل وحزب الله الأعمال القتالية لمدة 60 يوماً، ويتضمن انتشار الجيش اللبناني في الجنوب». كما لفتت المصادر الغربيّة، إلى أنّه سيتم تعزيز قوات «اليونيفيل» واستبدالها بقوات أخرى من جنسيات ألمانية وفرنسية وبريطانية.
غير صحيحة
بدوره، كشف مصدر لبناني لقناة «سكاي نيوز عربية»، أن «المعلومات التي نقلتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» بشأن مقترح تسوية في لبنان غير صحيحة». وأضاف المصدر، أن «هوكشتاين، لن يعود إلى لبنان قبل الانتخابات الأميركية». كما أوضح، أن رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله يتحدثان حاليًا عن إمكانية التوصل إلى هدنة قد تمهد لوقف إطلاق نار». وأكد المصدر اللبناني، أن «أي هدنة يتم الاتفاق عليها، إذا تمت، لا تعني فصل جبهة لبنان عن غزة».
اليونيفيل مستمرة
على الارض، التصعيد والغارات مستمران وبعنف، سيما في الجنوب والبقاع. في المقابل، أكدت اليونيفل أن «حفظة السلام لا يزالون في جميع مواقعهم في جنوب لبنان، ويواصلون أنشطتهم العملياتية مع تكييفها بما يتناسب مع الوضع الراهن». وأضافت «يستمر عمل قوافل الإمدادات وتناوب الوحدات داخل لبنان وخارجه بشكل طبيعي على الرغم من التحديات».
الا ان لم تمض ساعات قليلة بعد البيان الاممي ، حتى اعلنت وزارة الدفاع النمساوية عن إصابة 8 جنود نمساويين من قوات اليونيفيل في هجوم صاروخي على الناقورة موضحة ان لا إصابات خطرة وان مصدر الهجوم غير واضح بعد. ونددت الوزارة بالهجوم، مشيرة إلى أن «من غير المقبول تعريض قوات الأمم المتحدة للخطر».
عراقجي
الى ذلك، رأى وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، أن «المطلوب من جميع اللاعبين ان يبذلوا الجهود من اجل وقف الحرب في لبنان وفلسطين، والاخذ بعين الاعتبار مصالح الشعبين اللبناني والفلسطيني في سياق التوصل الى نتيجة دبلوماسية مطلوبة في هذا الخصوص». واشار خلال اجتماع عقده مع سفراء الدول المعتمدين لدى ايران في ما يخص الوضع في لبنان، اننا نعتقد ضرورة التركيز بعمق على الحقائق الميدانية والجغرافية لهذا البلد؛ مردفا ان المقاومة وحزب الله متجذران في الشعب اللبناني ولا يمكن القضاء عليهما».
الوفاء للمقاومة
في المواقف، أعلن النائب علي فياض باسم كتلة «الوفاء للمقاومة» من مجلس النواب، أن «الموقف الوطني بمجمله بما فيه موقف الحكومة يستند لما يحققه «حزب الله» في الميدان». وأشار إلى أن «الحزب لا يزال يمسك تماماً بزمام قدرته على مواجهة العدوان الاسرائيلي والمناطق التي توغّل فيها الجيش الإسرائيلي فرض عليه الحزب الانسحاب من بعضها». واعتبر أن «الجيش الإسرائيلي يسعى إلى تحويل المنطقة الحدوديّة إلى منطقة محروقة ولكن على المستوى العسكري لم يتمكّن من التموضع بشكل نهائي». وقال إن «وضع النازحين لا يُحسدون عليه وهم لم يتلمّسوا أيّ مساعدات تُذكر من الحكومة ونحن اليوم على أبواب الشتاء».