كتبت تيريز القسيس صعب
الشرق – انشغلت المراجع الديبلوماسية الدولية بترددات انسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن من السباق الرئاسي في وجه منافسه الرئيس الأسبق دونالد ترامب. وقد اعتبر المحللون أن خطوة بايدن زعزعت السياسة الدولية لا بل إعادة خلط كل الاوراق والمفاوضات المعلقة بمسار ومصير الدول التي تشهد صراعات وحروب بدءا من الحرب الروسية على اوكرانيا، والدور الأميركي الداعم لأوروبا، وصولا الى حرب غزة وتداعياتها على منطقة الشرق الاوسط وتحديدا على لبنان،العراق، وسوريا…. وقد عبر الباحث في الشؤون الدولية في جامعة نيويورك الدكتور رمزي خطار أن انسحاب بايدن احدث مفاجاة غير متوقعة وغير مسبوقة في تاريخ السياسية الاميركية. وقال في اتصال مع «الشرق» ان المرحلة المقبلة تتطلب وعيا وتفهما كبيريين للحزبيين الجمهوري والديموقراطي خصوصا وان خطوة بايدن اخذت وقتا داخل الحزب الديموقراطي كي يقتنع بانسحاب الرئيس بعدما أصبح مصير الحزب على المحك. وقال أن ترشح نائبته كامالا هاريس ربما سيصعب تموضع الحزب على الخط المستقيم على الرغم من انها تمكنت من كسب أغلبية لاباس بها من مؤيديها وهي تسعى الى اعادة لملمة البيت الديموقراطي الداخلي. واعتبر أن هاريس تمثل الجناح التقدمي في الحزب الديموقراطي، والذي يُنظر إليه على أنه أكثر دعمًا للقضية الفلسطينية، وهذا الامر قد يؤدي إلى تحول تاريخي في دعم الناخبين اليهود لصالح الجمهوريين في الانتخابات المقبلة، فقد تكون هاريس أقل دعما لإسرائيل مقارنة ببايدن. في المقابل اكد مصدر ديبلوماسي في واشنطن أن اسرئيل تواجه اليوم اصعب أزمة سياسية وأمنية ناتجة عن حرب غزة، وسياساتها الخارجية. ووصف المرجع اعلاه الذي رفض الافساح عنه اسمه، زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الى الولايات المتحدة الاميركية بغير المناسبة لا في التوقيت ولا في الشكل ولا في المضمون. واشار الى ان البيت الأبيض سيحاول ممارسة المزيد من الضغوطات على نتنياهو بغية إلزامه بإبداء المزيد من المرونة لقبول صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزة. وبحسب متابعين فإن هذه الزيارة كان الأجدر بها ان تتاجل الى حين اتضاح صورة المرحلة المقبلة وتحديدا نتائج مؤتمر الحزب الديموقراطي في آب المقبل ليبنى على الشي مقتضاه. اضافة الى انها تاتي في توقيت دراماتيكي، بظل انسحاب بايدن من السباق الرئاسي، وعلى خلفية الانتقادات الموجهة من الإدارة الأميركية للحكومة الإسرائيلية في إدارة الحرب على غزة، وعدم القبول بصفقة التبادل، واقتراح الرئيس بايدن لوقف إطلاق النار. كذلك الامر فإن اللقاء الذي سيجمعه مع الرئيس الأسبق دونالد ترامب لن يكون لقاءا مثمرا ومريحا سيما وان المرشح الجمهوري لن يقدم دعما ولا خدمة على طبق من فضة لنتنياهو بعدما اعلن أنه يستحسن إنهاء الحرب قبل عودته الى البيت الأبيض. من هنا يرى المتابعون ان نتنياهو سيحاول إظهار نفسه «بالضحية وليس بالجلاد» لا سيما وان خطابه في الكونغرس سيحاكي واقع حرب غزة، مركزا على موضوع المحتجزين، وصفقة التبادل المؤجلة، كما سيحاول تعزيز صورته ومكانته سعيا منه لإقناع النواب الاميركيين بصوابية قراراته. وبراي المحللين الديبلوماسيين أن بايدن سيزيد الضغط على نتنياهو لتمرير صفقة الاسرى والتوصل إلى اتفاق لاطلاق النار مع حماس، خصوصا وان بايدن بدا اليوم بعد انسحاب من السباق الرئاسي اكثر تحررا من الضغوط والقيود السياسية.
Tk6saab@hotmail.com