كتب عوني الكعكي:
الشاه محمد رضا بهلوي يريد القضاء عليه. وبالفعل فإنّ اثنين من أبنائه قتلا في تظاهرات قامت بها جماعته في طهران.
وكما هو معلوم، فإنّ آية الله الخميني كان من اكتشاف وزير خارجية أميركا هنري كيسنجر الذي وبعد حرب 1973 التي قامت بها مصر وسوريا ضد إسرائيل، والعبور التاريخي الذي قام به الجيش المصري لـ»خط بارليڤ» الذي كانت تعتبره إسرائيل أهم خط دفاعي لا يمكن لأي جيش في العالم أن يجتازه، لكن أبطال الجيش المصري خلال ساعات عبروا الخط وتمكنوا من التقدّم في صحراء سيناء، في ذلك الوقت هددت أميركا الرئيس المصري أنور السادات بأنها ستضرب الجيش المصري المتقدّم بقنبلة نووية، وبأنها ستبيد الجيش المصري وتمحو القاهرة من الخارطة.
بالفعل، فإنّ من يتذكر الخطاب التاريخي الذي ألقاه الرئيس أنور السادات قائلاً: «أنا مش عايز أحارب أميركا». يعرف الحقيقة، وهكذا توقف الجيش المصري عن التقدّم لتحرير صحراء سيناء.
اما على الجبهة السورية فبفضل الجسر الجوّي العسكري الذي أقامته أميركا من خلال إرسال طائرات F.15 وF.16 وكميات من الدبابات والمدفعية والقذائف استطاعت إسرائيل أن توقف تقدّم الجيش السوري الذي وصل الى نهر الأردن… وقامت بهجوم معاكس في الجولان والتفّت من ناحية درعا، ولولا تدخل الجيش العراقي لسقطت دمشق.
في ذلك الوقت، سافر وزير خارجية أميركا هنري كسينجر الى طهران والتقى شاه إيران الذي رفض أن يقوم بحرب ضد العراق.
فما كان من كيسنجر، وبعدما درس مشروع آية الله الخميني الذي يريد محاربة أهل السنّة، إلاّ أنّ أعتبر أنّ أفضل شخص يمكن أن يلبّي مشروع كيسنجر ويقسّم العالم العربي ويقوم بحرب ضد أغنى وأكبر وأهم جيش في المنطقة، وأعني هنا الجيش العراقي، وفعلاً بعد وصول الخميني الى الحكم شنّ حرباً ضد العراق، وبقيت تلك الحرب 8 سنوات دُمّر فيها الجيشان، العراقي والإيراني، وكلفت كلاً من الدولتين ألف مليار دولار خسائر.
فكان لا بد أن نبحث في كتب التاريخ عن أصل وفصل آية الله الخميني، من هو، ومن أين أتت تلك الشخصية الغامضة وصاحب «مشروع التشيع».
أشير هنا قبل تفاصيل «أصل» الخميني… الى أنه وحين حدثت الاضطرابات في إيران عام 1978، كان الخميني يخضع لرقابة مشدّدة في منفاه بمدينة النجف في العراق، وحين ترك الخميني العراق طار الى فرنسا واختير له المنفى الثاني بعد النجف، في قرية «نوڤل لو شاتو» خارج العاصمة الفرنسية باريس لينتقل بعدها الى إيران بعد عزم أميركا على إسقاط الشاه -كما ذكرت-.
وأعود الى أصل الخميني… فأجداد الخميني كان موطنهم الأصلي مملكة «عوض» في شمال الهند. وقد استقرت عائلته في ما بعد في قرية صغيرة تدعى «كنتور» وهي قريبة من مدينة «لكناو». والخميني بعد عودته الى إيران تزامن عهده مع توجه إسرائيلي يسعى للحصول على اعتراف دول غير عربية في المنطقة… وهكذا صارت إيران محطة لنقل عشرات الآلاف من اليهود العراقيين الى إسرائيل، حسب الأكاديمي «جوناثان لزلي».
إلى ذلك، كشفت صحف بريطانية عن اسم الخميني الحقيقي وهو «روزيه بسنديدة»، وكان والده من جنوب الهند من السيخ، وأمّه ابنة أحد كبار كهنة معبد السيخ في كشمير.
هاجر والد الخميني الى بلدة «خمين» وكان فقيراً، فنزل بجوار معمّم ينتسب للموسويّة، وكان يشاهد الناس الفقراء وهم يقدّمون القرابين للسيّد رغم فقرهم. فتنبّه لهذا الأمر وأراد استغلاله. وعندما رآهم يقدّمون القرابين للمعمّم رغم فقرهم، ترك ديانة السيخ واعتنق مذهب الشيعة، وظلّ يخدم المعمّم ويسترزق منه حتى مات الأخير.
والد الخميني كان هندياً، قبل أن يتحوّل من السيخية الى الشيعية. وكان اسمه «سينكا» ثم سمّى نفسه «أحمد خادم الموسوي» أي خادم المعمّم الموسوي.
شقيق الخميني أصرّ على الاحتفاظ باسم عائلته الأصلية وهي «سينكا»، بالرغم من ان عائلته أعطته اسم «آية الله مرتضى بسنديدة»، بعكس الخميني الذي غيّر اسمه لاسم «المعمّم» نسبة للذين كانوا يخدمونه وسمّى نفسه الموسوي.
وعلى أي حال، فإنه قيل الكثير عن دور أميركا وإسرائيل في دعم الخميني ضد الشاه.
aounikaaki@elshark.com