ميلوني في بيروت: استهداف «اليونيفيل» غير مقبول وندعو الى هدنة لـ21 يوماً

ميقاتي: لا أولوية تعلو على وقف النار ونجدّد التزامنا تعزيز وجود الجيش في الجنوب

الشرق – أكدت رئيسة الحكومة الايطالية جورجيا ميلوني التي وصلت عصر أمس الى بيروت، أن «استهداف قوات اليونيفيل أمر غير مقبول ويجب ضمان سلامتها»، وقالت: «نعمل للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار في غزة ولبنان، ونحن ندعو إلى هدنة مدتها 21 يوما».

زارت ميلوني الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي التي كان استقبلها في المطار. وفي عين التينة بحثت الزائرة الايطالية مع رئيس المجلس في تطورات الاوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية. ودام اللقاء حوالي ٤٠ دقيقة غادرت بعده ميلوني من دون الإدلاء بتصريح .

أما في السرايا، عقد لقاء صحافي مشترك، قال ميقاتي انه أكد للرئيسة ميلوني «ان لا اولوية تعلو على وقف اطلاق النار واستهداف المدنيين وتدمير البلدات والقرى». وشدد على «التزام لبنان التطبيق الكامل لكافة القرارات الدولية الخاصة به، لا سيما القرار 1701»، مجددا التزام لبنان «تعزيز وجود الجيش في الجنوب ليقوم بمهامه كاملة بالتعاون مع قوات اليونيفيل». وقال: «كما اكدت شكر لبنان وتقديره للمساهمة الكبيرة والدائمة لايطاليا في عداد قوات «اليونيفيل»، ما يعبر عن التزام ايطاليا بسلامة لبنان واستقراره وصون وحدة اراضيه».

وأردف: «إن لبنان المتمسك بالشرعية الدولية يرفض تهديد إسرائيل لليونيفيل بالمغادرة والاعتداءات التي تتعرض لها، والتي تشكل انقلابا فاضحا على الشرعية الدولية، مما يقتضي من الجميع الوقوف وقفة واحدة ضد هذا التطاول السافر على دور اليونيفيل ومهمتها الكبيرة في الوقوف الى جانب لبنان واللبنانيين. كذلك، فقد شكرت رئيسة الوزراء على دعم بلادها المستمر للجيش وتعزيز قدراته لتمكينه من القيام بكل المهام المنوطة به. كما شددنا على وجوب الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو الامر الاساسي لاطلاق ورشة الاصلاحات الاقتصادية المطلوبة واطلاق عجلة النهوض الاقتصادي بدعم اصدقاء لبنان في العالم».

وختم: «إن لبنان دفع ويدفع فاتورة غالية ثمن الصراعات الخارجية، وما يحصل حاليا يجب أن يكون درسا لجميع الاطراف اللبنانية، فالنأي بلبنان عن الصراعات الخارجية هو المطلوب وان سيادة الدولة اللبنانية على اراضيها هو الحل لكل المشكلات القائمة. سيدة ميلوني أهلا وسهلا بك في لبنان، وشكرا لوقوفك الى جانب وطننا وشعبنا، مع التمني أن يكون لايطاليا الدور الفعال في وقف ما يجري من تعد في حق لبنان واللبنانيين».  اما ميلوني، فقالت: «(…) إنني فخورة بأنني أول رئيسة حكومة تزور لبنان منذ بداية التوترات والتصعيد العسكري، وإنني الوحيدة التي زارت لبنان مرتين منذ السابع من تشرين الأول من العام المنصرم». أضافت: «وجودي هنا اليوم هو أولا لأعرب عن التضامن والقرب من المدنيين من كل الجهات الذين يعانون من عواقب هذه الأزمة، وهذا النزاع، وإن إيطاليا، كما كل الشركاء الدوليين، تنادي بوقف إطلاق النار لمدة 21 يوما منذ اسابيع واشهر، وان رئيس الوزراء ميقاتي، كما رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري وافقا على هذا الاقتراح، وهذا مهم للغاية لنا (…)». وأكدت «اننا في المجلس الاوروبي نعمل لوقف إطلاق نار دائم ومستمر في غزة ولبنان، ونتابع أيضا التفاوض لاطلاق سراح الرهائن الاسرائيليين لدى حماس. كما اننا نبحث عن أفضل الوسائل لمساعدة النازحين».

وأردفت: «إن إيطاليا تقف ايضا في طليعة المبادرين الى التخفيف من الأزمة الإنسانية في غزة، حيث قدمنا اكثر من 47 طنا من المساعدات الغذائية، وفي لبنان أيضا فور بدء التصعيد العسكري وافقنا على مساعدة انسانية ب70 مليون يورو، لدعم، بشكل خاص، النازحين من منازلهم وقراهم ودعم المجتمعات التي تستضيفهم. وانا أيضا هنا في لبنان لاتوجه بالشكر لكل الجنود المنتشرين مع اليونيفيل وايضا مع البعثة الإيطالية، هؤلاء الجنود ساهموا لسنوات في استقرار الحدود ببن لبنان واسرائيل، وبالتأكيد ستكون هناك حاجة لوجودهم في اي سيناريو للمساعدة في الانتهاء من النزاع. لذلك، أكرر انني اعتبر ان استهداف «اليونيفيل» غير مقبول للغاية، واطالب مجددا بأن يسعى كل الافرقاء لضمان سلامة هؤلاء الجنود وامنهم». وأكدت وجوب تعزيز «اليونيفيل» من خلال المحافظة على حياتهم، لنستطيع ان نطوي الصفحة. وأعتقد أن علينا أن نعود الى المهمة الأساسية لليونيفيل ونقوم بذلك بشكل مناسب، بالتعاون مع الجيش اللبناني، وأنا مقتنعة أيضا بأنه يجب ان توفر للجيش اللبناني أفضل الشروط ليتمكن من تحمل مسؤولياته، والهدف هو تعزيز قدرة القوى الأمنية اللبنانية من خلال تعزيز التدريب وبرامج التدريب بالتعاون مع السلطات اللبنانية». أضافت: «بحثت في كل هذه الأمور مع الرئيس ميقاتي، وتوافقنا على التطبيق الكامل والفوري للقرار 1701، وهذا يعني ايضا ان في منطقة جنوب نهر الليطاني يجب ألا يكون هناك أي وجود عسكري غير اليونيفيل والجيش اللبناني. لدينا أيضا بعثة ثنائية كجزء من مجموعة دعم لبنان بشكل خاص لتعزيز تدريب الجيش اللبناني، وسنحاول أن نبذل جهدا اكثر من ذلك في هذا المجال. وليست صدفة اننا دعونا في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع (قمة G7) للتفكير بأفضل طريقة لحل هذا الوضع المعقد الذي نعيشه». وتابعت: «أؤمن أيضا بأنه يجب دعم المؤسسات اللبنانية وتعزيزها. انا لست من القادة الذين يحبون أن يقولوا للاخرين ما يجب القيام به، ولكن لبنان يعاني، ووجود مؤسسات عاملة امر اساسي لكي يتمكن لبنان من الدفاع عن مصالحه، وهذا الرأي أعتقد أنه يشاركني فيه جميع القادة، وانا استطيع ان أؤكده لكم أن ايطاليا مستعدة لبذل كل مساعدة اذا كنتم بحاجة اليها، واذا طلب منا ذلك».

وأردفت: «بحثت ايضا مع الرئيس ميقاتي في موضوع النازحين، وتحدثنا عن أزمة النازحين التي يعاني منها لبنان منذ سنوات طويلة، وهناك اكثر من مليون نازح في لبنان، إضافة إلى مليون ونصف مليون نازح سوري. في ما يتعلق بالنازحين، فإن إيطاليا ملتزمة رفع الامر على المستوى الدولي والاوروبي، وإيطاليا ملتزمة بهذا الشأن منذ زمن طويل، ونعمل مع شركائنا الاوروبيين على خلق الشروط الضرورية للسماح بعودة النازحين إلى سوريا عودة طوعية وآمنة ومستدامة وبكرامة». وختمت: «نحن ندعم كل جهود هيئات الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ونطالب في الوقت ذاته بتعزيز الحضور الديبلوماسي الإيطالي في دمشق. حضرة رئيس الوزراء، بإمكانكم دوما الاعتماد على إيطاليا ونأمل عودة الازدهار والسلام لهذا البلد الصديق».

التعليقات (0)
إضافة تعليق