كتب عوني الكعكي:
اكتشفت إدارة بنك SGBL بعد عدّة مراجعات من زبائن للبنك، ان هناك ودائع غير مسجلة أو موجودة في دفاتر البنك بينما هي موجودة مع الزبائن من خلال دفاتر توفير وإفادات معطاة من موظف من عائلة العبد من محافظة شمال لبنان.
هذا الموظف مشهور عنه أنه كان يهتم بالزبائن المهمّين الذين يملكون أموالاً طائلة، أي أن معظمهم عنده وديعة بمئات الملايين.
بعد مراجعات عدة، استُدعي الموظف الى الإدارة للتحقيق معه ليتبيّـن أن بعض الزبائن الكبار خسروا في «البورصة» مبالغ كبيرة، لذلك قام بإقناعهم أنه سوف يشتري لهم أسهماً ويعوّض عليهم خسائرهم، وهكذا بدأت العملية منذ سنوات، لكنها لم تكتشف إلاّ في أوائل العام.
وتم إيقاف الموظف المذكور عن العمل، وبدأت المراجعات تأتي الى إدارة البنك، وهكذا بدأت الإدارة تكتشف حجم الخسائر، التي تكبدها المودعون، من خلال الدفاتر المزوّرة والتي ليس لها أي قيود في دفاتر البنك.
كما تبيّـن أن معظم الزبائن الذين تعرّضوا لعملية الابتزاز، كانوا من أقرب الناس إليه، وكان على علاقات طيّبة جداً معهم، حيث كان يقيم الحفلات ويغدق عليهم الهدايا، حتى أن بعضهم طالبه ببعض الأموال، فما كان منه إلاّ أن «دبّرهم» عندما تم توقيفه عن العمل وسُحِب منه جواز سفره.
كبرت القضية، وبدأ أهله بتهديد البنك، بالرغم من أن البنك أقام دعاوى عدّة ضدّه لدى المحاكم… كما أن أحد أقربائه حاول أن يهدّد الإدارة، فكان الجواب: إنّ القضاء هو المكان الصالح لحل الموضوع.
ويبدو أنّ شقيقه الذي يعمل في أحد «البنوك» أيضاً، وهو محترم جداً، ذهب الى أحد الزعماء في شمال لبنان، وطلب منه أن يساعده… فكان جواب المرجعية السياسية الكبيرة، إن هذه القضية بيد القضاء، والحل هو تنفيذ القانون ومحاسبة الذين ارتكبوا أي سرقة.
ومن مآثر وتصرفات الموظف نذكر، انه في إحدى المرّات، أقام احتفالاً دعا إليه زبائن البنك وكلّف الاحتفال 30 ألف دولار بالتمام والكمال… والبعض الآخر حصل على هدية «سيارة بورش». كذلك كان بعضهم محظوظاً إذ حصل على «ذهب» ومجوهرات بمبالغ طائلة.
إلى ذلك، علمنا أن البنك سيذهب بالقضية الى الآخر…
على كل حال، هذه القضية تذكرنا بقضية مماثلة، قام بها شاب من عائلة بيروتية، كان يوهم زبائنه بأنه يستثمر أموالهم في بنوك أميركية، ويشتري لهم أسهماً ويعطيهم فوائد عالية، ليتبيّـن بعد سنوات، أنها كانت عملية نصب واحتيال حيث بلغت أموال المتضررين الذين خسروا أموالهم 80 مليون دولار أميركي… وهكذا، فإنّ التاريخ يعيد نفسه.
aounikaaki@elshark.com