من الميراج الى «سام 6» الى المسيّرات والصواريخ و”الياسين”

كتب عوني الكعكي:

 

لكل حرب بين العرب وإسرائيل عنوان يحمله اسم سلاح معيّـن… فلْنأخذ مثلاً حرب 1967 التي حققت فيها إسرائيل تفوّقاً بطائرات “الميراج” الفرنسية التي تمكنت من القضاء على أسطول الطيران العسكري المصري… كذلك فعلت الأمر نفسه بالطيران السوري والأردني الذي لم يكن عنده عدد كبير من الطائرات… لذلك سمّيت تلك الحرب “حرب الميراج”… الطائرة الفرنسية المتفوّقة على الطائرات الروسية التي كانت عماد سلاح الطيران العربي في مصر وسوريا.

ومَن يتذكر كيف كانت الطائرات العربية تتساقط على الجبهتين المصرية والسورية كالعصافير… هذا النصر الكبير الذي حققته إسرائيل في حرب 1967، كان أهم انتصار لها في تاريخها إذ احتلت على الجبهة المصرية صحراء سيناء وعلى الجبهة السورية احتلت هضبة الجولان الاستراتيجية التي تشرف على كامل أراضي فلسطين… وأعني هنا يافا وحيفا وتل أبيب، ومن يحتل الجولان يَكُن النصر حليفه في أي معركة.

أما على جبهة الضفة الغربية التي كانت تحت إدارة المملكة الاردنية الهاشمية، كذلك القدس، فسقطت من دون أي مقاومة تذكر، كذلك سقط قطاع غزة التي كانت تشرف عليه مصر أيضاً.

بعد حرب 1967 بدأ العرب بالاستعداد لمحاربة إسرائيل… وبالفعل فإنّ الاتحاد السوڤياتي عوّض العرب الاسلحة التي خسرها في كل من مصر وسوريا، وأعطاهم من الاسلحة ما يُـمْكن من تحقيق فوز ثأري هو في أمسّ الحاجة إليه لإعادة التوازن بين الأطراف المتحاربة.

لا شك بأنّ الاتحاد السوڤياتي، بعد هزيمة 1967، أقدم على إعادة تسليح الجيشين المصري والسوري بجميع أنواع الاسلحة من دبابات وطائرات، والأهم صواريخ “سام-6”، وكان هذا بفضل أهم رئيس في تاريخ السوفيات يوري أندروبوف.

وبالفعل، فالرئيس أنور السادات الذي تسلم الحكم في مصر بعد موت الرئيس الخالد جمال عبدالناصر المحبوب من كل شعوب العالم العربي. وبالمناسبة فإنّ الشعب العربي كان ينتظر “خطابات” الرئيس عبدالناصر من الاذاعة بفارغ الصبر.. والبعض كان يفضل صوت الرئيس عبدالناصر على صوت أم كلثوم… لأنه ذلك القائد كان له سحر وتأثير كبيرين على الجماهير العربية… فكان الاتفاق بين الرئيسين أنور السادات وحافظ الأسد في حرب 6 أكتوبر كما يسميها المصريون، وحرب 6 تشرين الاول كما يسميها السوريون، التي غيّرت التاريخ وقلبت الهزيمة الى انتصار… وللمناسبة أقول إنّ عنوان تلك الحرب كان الـ”سام-6” الذي جعل الطائرات الاسرائيلية من “الميراج” الى الـ” F-4” و”سكاي هوك- اي4” تتهاوى كالعصافير أيضاً، وأذكر ان في اليوم الأول سقط لإسرائيل حوالى مائة طائرة على الجبهة المصرية.. واستطاع الجيش المصري أن يعبر قناة السويس ويهدّم “خط باليف” وهو ما كانت اسرائيل تعتبره أهم حاجز يمكن أن يحمي الدولة العبرية… ولكن الجيش المصري البطل أسقط هذا السد، وكان على استعداد ومقدرة من أن يكمل تقدّمه ويحرّر صحراء سيناء بالكامل، كما كان بإمكانه القضاء على إسرائيل تماماً لولا التدخل الاميركي والتهديد باستعمال القنبلة الذرية، ما جعل الرئيس أنور السادات يصدر أوامره الى جيشه بالتوقف وألقى خطاباً في اليوم الثالث من بداية “حرب أكتوبر” قائلاً: “أنا مش عايز أحارب أميركا لأنني لا أملك القوة لفعل ذلك”. لذا توقف الجيش المصري عن التقدّم.

أما على الجبهة السورية، فبعد أن استطاع الـ”سام-6” من أن يحصد في اليوم الأول من الحرب 80 طائرة إسرائيلية من طراز “الميراج “ والـ” F-4” و”سكاي هوك- اي4”، وهكذا عجز الطيران الاسرائيلي من حماية الجولان حيث تقدّمت الفرقة الخامسة بقيادة اللواء عدنان بدر حسن ووصلت الى نهر الأردن، ولكن الجسر الجوّي الاميركي حال دون تقدّم الجيش السوري أيضاً، فاضطر بعدها الى الانسحاب بسبب القصف المتواصل ليلاً ونهاراً وعلى مدار الساعة من الطائرات الاميركية… وحاولت القوات الاسرائيلية الالتفاف على الجولان لتصل الى “سعسع” ومنها الى حوران، وكانت تحاول الوصول الى دمشق، لكن الجيش العراقي البطل الذي جاء من العراق ودخل المعركة مباشرة حال دون تحقيق الحلم الاسرائيلي باحتلال دمشق. وهذا معروف وواقعي.

على كل حال، نحن اليوم نعيش حرب جديدة بأبطال جدد، فعندنا قنابل “الياسين” التي يستعملها أبطال “طوفان الأقصى” الذين يدمرون بها دبابات “الميركافا” التي تعتبرها إسرائيل أهم دبابة في العالم، ويصل ثمنها الى عشرة ملايين دولار، أما كلفة قنبلة (الياسين) فهو 150 دولاراً أميركياً فقط، وهي من صنع أبطال فلسطين أعني أبطال “طوفان الأقصى”… وهذه القنبلة حققت انتصارات تاريخية على الجيش الاسرائيلي، ولا تنسوا “مسافة صفر” كما جاء في ڤيديو “أبو عبيدة” البطل الذي عندما يظهر في أي ڤيديو يدب الرعب في الجيش العبري.

أما السلاح الثاني المهم فهو سلاح المسيّرات التي يكفي ما فعلته أمس، حيث تمكنت 3 مسيّرات “الهدهد” من تصوير حيفا والثانية أسقطت والثالثة لم يعرف أحد أين هي حتى الآن.

اعترفت إسرائيل بأنّ 75% من سلاح الطيران أصبح مشلولاً بسبب صواريخ حزب الله العظيمة، ولا تنسوا أبطال “طوفان الأقصى” أيضاً.

وأخيراً، لا بدّ من أن نذكر ولو قليلاً خسائر الجيش الاسرائيلي خلال 9 أشهر حسب ما جاء من مصادر موثوقة أعلنها اللواء الركن عبدالله شديفات نائب رئيس هيئة أركان الجيش الاردني السابق، وهي كالتالي:

– 14500 ضابط وجندي إسرائيلي هم في عداد القتلى منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

– أكثر من 45600 جرحى منهم ما يقارب الـ15000 جريح باتوا معاقين مبتوري الأطراف.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات (0)
إضافة تعليق