مقارنة بين «التيار» و «القوات»

كتب عوني الكعكي:

استوقفني البارحة حديث د. سمير جعجع على الـM.T.V مع الزميل مارسيل غانم… أبدأ أولاً: عندما سأله الزميل مارسيل حول المفاجأة الكبرى، وهي حضور الدكتور جعجع شخصياً الى الـM.T.V خصوصاً أن د. جعجع من الحريصين جداً على تنقلاته، وأنّه اختار السكن في معراب لأسباب أمنية… فكان جواب الحكيم عفوياً يدلّ علـى طمأنينة داخلية وثقة بالنفس.

ثانياً: بدأ حديثه بأنه ومنذ 40 سنة والبلد يقبع في سجن… واليوم ومع وصول العماد جوزاف عون الى الرئاسة فإنّ هناك مرحلة جديدة، بدأت وزاد عليها وصول الرئيس المكلف نواف سلام. مع الإشارة الى أن ترشيح سلام كان بمبادرة من د. جعجع منذ 3 سنوات، أي منذ بدء الثورة الشعبية التي لم تكتمل.

ثالثاً: في موضوع إعطاء حقيبة المالية للثنائي الشيعي سجل جعجع نقطة تحسب له، حيث قال: لا مانع أن تكون المالية للطائفة الشيعية.. ولكن أن لا يكون الوزير تابعاً لـ «الحزب» أو الى حركة أمل. أضاف: إن هناك الكثيرين من المرشحين من الطائفة الشيعية من خارج الثنائي وتتوفر فيهم كل شروط النجاح والاستقلال والكفاءة.

رابعاً: حسم موضوع مشاركة «القوات» في الحكومة التي ستتشكل، وأعطى ثقته الكبرى لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، وهذا ما اعتُبر ذكاء حاد من الدكتور، لأنّ المزاج الشعبي اليوم هو مع الرئيس المنتخب والرئيس المكلف.

خامساً: لم يضع أي شروط حول الوزارات السيادية وتهرّب من هذا الموضوع، وعمله هذا «في قمة» الذكاء. وبالفعل يدلّ قوله على ثقة كبيرة بالنفس.

سادساً: علينا أن نحترم أن جميع الوزراء الذين اختارهم د. جعجع ليمثلوا «القوات» في الحكومة السابقة إذ كانوا على مستوى كبير من الكفاءة ونظافة الكف والخبرة الممتازة، ولم نسمع أي «غلطة» صدرت من أي وزير. وهذا نادر في لبنان.. لأنّ العكس هو حقيقة ما يجري في الوطن من دون أن نسمّي أحداً لأنه وكما يقول المثل «الشمس طالعة والناس قاشعة».

سابعاً: لا بد هنا من أن نعطي مثلاً عن وزارة الطاقة، خصوصاً أن هذه الوزارة منذ إقالة الاقتصادي الكبير، رحمة الله عليه جورج إفرام، ومجيء الوزير الياس حبيقة، فإنّ كل الذين تعاقبوا على هذه الوزارة منذ عام 1993 هم من فريق معيّـن، بالمناسبة نسجل أن أسوأ هؤلاء الوزراء الذين مرّوا، كانوا «الصهر المدلّل» وجماعته، إذ عيّـن سكرتيره والسكرتير عيّـن السكرتيرة… وهكذا حتى وصلت خسائر هذه الوزارة في عهد «الصهر» الى 65 مليار دولار، أي ثلث الدين العام، من دون الإشارة الى الوعود الكاذبة وإلى مقولة «ما خلونا» وما تنسوا «تيريز».

ثامناً: المصيبة الكبرى، أنه في الوقت الذي حصل فيه د. جعجع على 200 ألف صوت من أصوات المسيحيين، وحصوله على أكثرية نيابية في هذا الوقت بالذات، نرى أن «الصهر» الذي عارض وصول العماد جوزاف عون للرئاسة وحاربه بشكل سافر، نراه اليوم يطالب بمقاعد وزارية.. علماً أن هناك 6 من كتلته تركوه، وفي الأيام المقبلة سنرى أن هناك أيضاً البعض على لائحة الانتظار للتخلي عن «التيار»، بسبب الإدارة الفاشلة لرئيس «التيار».. ولولا وجود الرئيس السابق ميشال عون لرأينا أن صهره سيبقى وحيداً، علماً أن الصهر سقط في دورتين انتخابيتين مما اضطره الى تعديل قانون الانتخابات كي يضمن وصوله الى الندوة النيابية.

تاسعاً: لو قارنا كيف كان وزراء «القوات» في كل الحكومات التي شاركوا فيها وبين وزراء «التيار» نجد أن معظم وزراء «التيار» كانوا فاشلين، وهناك كثير من علامات الاستفهام حول سلوكهم، في حين كان وزراء «القوات» مثالاً للنجاح وقدوة للعمل الجاد.

أكتفي بهذا التقييم الذي لم أقصد به نظرية مع أو ضد… ولكن على المرء أن يقول الحقيقة ويجب عليه الاعتراف بها.

aounikaaki@elshark.com