في القاهرة يفترض ان تستأنف جولة جديدة من مفاوضات وقف اطلاق النار في غزة، لا يعوّل كبير آمال على نتائجها بفعل استمرار العقبات وارتفاع جبل الشروط وابرزها رفض اسرائيل الانسحاب من محور فيلادلفيا مقابل عدم قبول حماس بأي اتفاق لا يتضمن انسحابا اسرائيليا كاملا من القطاع واعادة اعماره وانهاء الحصار.
ولا يبدو ان حضّ الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مكالمة هاتفية بينهما على التوصل لوقف لإطلاق النار مع حركة حماس فعل فعله، ذلك ان وسائل اعلام اسرائيلية أفادت أن المكالمة بين بايدن ونتنياهو كانت صعبة. وأوضحت أن نتنياهو أصر على تواجد الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا (صلاح الدين) بين قطاع غزة ومصر.
وما دامت مفاوضات غزة غير منتجة ولا خرق يسجل سيبقى التصعيد الميداني جنوبا وتستمر معه المواكبة الرسمية للتطورات «العسكرية» و»التفاوضية» الاقليمية والاتصالات الحكومية ايضا تحضيرا لاستحقاق التجديد لليونيفيل.
التمديد لليونيفيل
في السياق، جدد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «التأكيد ان كل الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية التي يجريها حاليا تصب في سياق العمل على تأمين التمديد التلقائي للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان» اليونيفيل»، في مجلس الامن الدولي، بالتوازي مع الاتصالات لوقف العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان، والتطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته، لكونه المدخل الطبيعي والاساسي لحل الوضع في جنوب لبنان».
وفي خلال لقاءاته في السراي قال «ان الاتصالات التي نقوم بها بشأن التمديد لليونيفيل أظهرت تفهما للمطلب اللبناني بوجوب الابقاء على مهام «اليونيفيل»، كما كانت عليه، وعدم ادخال تعديلات من شأنها تعقيد الاوضاع المتأزمة اصلا. ونأمل ان يصار الى ترجمة هذا التوجه قبل نهاية الشهر الحالي للحفاظ على دور «اليونيفيل» ومهامها في جنوب لبنان».
اضاف» إننا نشدد، في هذه المرحلة الصعبة، على اولوية التضامن الداخلي والتعالي عن الخلافات التي ليس اوانها الان ولا موجب لاضافة المزيد من التشنجات على الواقع المأزوم اصلا. كما اناشد السياسيين واهل الاعلام ايضا، عدم الانجرار في بث اخبار وتحليلات تزيد الهلع عند اللبنانيين، وتشنج الاجواء أكثر فاكثر». وقال»ان الحكومة مستمرة في عملها لتمرير المرحلة الصعبة التي نمر بها، ومن لديه اقتراحات عملية للمعالجة فليتقدم بها، بدل الانتقاد لمجرد الانتقاد او اللجوء الى سلاح السلبية والمقاطعة الذي لا يقدم اي حل».
لا رغبة بالتصعيد
في الموازاة، تلقّى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب اتصالا هاتفيا من وزيرة خارجية اليابان يوكو كاميكاوا ناقشا خلاله الوضع المتوتر في الشرق الأوسط. وجدد بوحبيب التحذير من أن في حال فشلت المفاوضات بشأن غزة فإن الوضع قد يخرج عن السيطرة في المنطقة. وأعاد التشديد على عدم رغبة لبنان بالتصعيد وإندلاع حرب، وعلى الحاجة الى وقف اطلاق النار في غزة لإرساء التهدئة في جنوب لبنان والمنطقة. كما أعرب عن تقديره لدعم اليابان للبنان في الأمم المتحدة، بصفتها عضوا غير دائم في مجلس الأمن، مشيداً بالتعاون القائم بين بعثتي البلدين في نيويورك. من جهتها، أكدت الوزيرة كاميكاوا أن اليابان تراقب بقلق بالغ الوضع في الشرق الأوسط وتدعو الأطراف كافة الى الامتناع عن التصعيد والى تجنّيب المنطقة حرب شاملة، متمنية على الحكومة اللبنانية الطلب من حزب الله عدم التصعيد. وأعربت الوزيرة عن دعم اليابان للجهد الثلاثي الذي تقوده الولايات المتحدة ومصر وقطر للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة. كما أشارت الى أن اليابان تنسق في مجلس الأمن مع فرنسا بصفتها «حامل القلم» بمسألة التمديد لليونيفل إدراكاً منها لأهمية هذا التمديد.
الموازنة: ماليا، رأس رئيس الحكومة اجتماعا لاستكمال البحث في مشروع موازنة العام 2025. شارك فيه نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، وزير المالية يوسف الخليل، المدير العام لوزارة المالية جورج معراوي ومستشار رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس.