معهد أبحاث في جامعة تل أبيب: عواقب شديدة ستكون لحرب ضد حزب الله على المناعة القومية الإسرائيلية

رجح اتساعها وتحوّلها إلى متعددة الجبهات

تناول تقرير صادر عن “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب، عواقب وتأثير حرب واسعة تخوضها إسرائيل ضد حزب الله، ورجح أن تتسع وتتحول إلى حرب متعددة الجبهات، على المناعة القومية الإسرائيلية.

ويأتي التقرير في ظل تحذيرات تعالت من استطلاعات أجراها المعهد ودلت على حدوث “تراجع ملحوظ مأخيرا في المناعة القومية للمجتمع الإسرائيلي، مقارنة بالأشهر الأولى للحرب” على غزة.

ولفت التقرير إلى أن تحليل نتائج حرب واسعة كهذه يجب أن يأخذ بالحسبان مميزاتها، الجانب الذي سيبادر إليها أو يتسبب بها، مدتها، نطاقها الإقليمي، الأضرار التي سيتكبدها السكان المدنيون، الهدف الإستراتيجي بالنسبة لإسرائيل وماذا ستحقق. “وذلك، فيما التقديرات هي أن حربا لإزالة التهديد من جانب حزب الله يتوقع أن تكون طويلة وذات تبعات شديدة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية”. والقتال الدائر بين إسرائيل وحزب الله منذ 7 تشرين الأول “محدود نسبيا”، حسب التقرير. وأطلق حزب الله خلاله أكثر من 5 آلاف قذيفة بأنواع مختلفة باتجاه إسرائيل، أدت إلى مقتل 29 إسرائيليا وألحقت أضرارا كبيرة بالممتلكات في البلدات القريبة من الحدود اللبنانية. “والأهم أنه يتعزز شعور شديد حيال انعدام الفائدة لمستقبل المنطقة الشمالية”.

واشارت التقديرات الإسرائيلية إلى أن بحوزة حزب الله ما لا يقل عن 150 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية وذخائر أخرى، إلى جانب مئات الصواريخ الموجهة عن بعد والدقيقة، ومتوسطة وبعيدة المدى، وتغطي الحيز المأهول بالسكان في إسرائيل، وآلاف الطائرات المسيرة بأحجام مختلفة. “وهذه كلها مع منظومات سيبرانية متطورة، قادرة على التسبب بعدد كبير من القتلى واستهداف مدمر لأهداف مدنية وعسكرية، بضمنها بنية تحتية قومية حيوية”. وهذا يعني أن “الدلالات الإستراتيجية هي أن لدى حزب الله بنية تحتية وقدرات عسكرية تمكنه من خوض حرب طويلة جدا، وعلى ما يبدو لأشهر طويلة، وإلحاق أضرار شديدة بإسرائيل”.

وذكر بانه فيما يتوقع إطلاق حزب الله آلاف الصواريخ والقذائف يوميا ولفترة طويلة، فإنه لن يكون بالإمكان اعتراضها كلها، خصوصًا أنها ستطلق من مناطق أخرى بينها إيران والعراق وسوريا واليمن، الأمر الذي سيسبب نقصا بصواريخ الاعتراض بأنواعها في إسرائيل. “وهذا خطر عسكري ومدني لم تشهد إسرائيل مثيلا له”.

وأشار التقرير إلى أنه في سيناريو كهذا، سيتعين على الجيش الإسرائيلي أن يعمل وفق أولويات، بحيث يولي سلاح الجو أولوية عليا للدفاع عن موارد عسكرية هامة، وعن بنية تحتية هامة كأولوية ثانية، والدفاع عن أهداف مدنية كأولوية ثالثة. وهذا يشمل الدفاع عن بنية تحتية مثل شبكة الكهرباء ومنصات الغاز، “وسيكون لسيناريو كهذا عواقب شديدة على استمرارية العمل والاقتصاد القومي وقدرة أي مواطن في الدول على القيام بعمل ما”. والحفاظ على استمرارية عمل البنية التحتية المدنية بالحد الأدنى في الحرب هو “عنصر هام للحفاظ على المناعة القومية، التي تشكل الرافعة المركزية لضمان مواجهة مدنية فعالة ضد تهديدات بالمستوى القومي والاجتماعي والشخصي. والمخاطر الكامنة في حرب متعددة الجبهات، وخصوصا إذا جرت في موازاة استمرار الحرب في غزة، تنطوي على تحديات كبيرة لبنية تحتية حيوية ومدنية، إلى جانب عقبات متواصلة للانتعاش من أضرار الحرب، في المجال المادي والنفسي”.

ووفقا للتقرير، فإن “إسرائيل لا تزال موجودة في صدمة جماعية متواصلة وتستهدف مناعتها بشدة. ويتم التعبير عن هذا الوضع من خلال مؤشرات المناعة الآخذة بالتقلص. ويجري التعبير عن ذلك بالتراجع البارز في مستوى التضامن، الثقة بمؤسسات الدولة، وبضمنها الجيش الإسرائيلي، وبمستوى التفاؤل والأمل لدى غالبية الجمهور”. وأضاف أن “هذا كله إلى جانب ما يعتبر أنه “توحل” في الحرب في غزة، وبالأساس مقابل الشروخ الاجتماعية التي تتعمق، والخلافات السياسية الممزقة والخطاب العام المسموم. وبعد أشهر طويلة من الحرب في القطاع، ثمة شك حيال مدى جهوزية المجتمع الإسرائيلي عقليا ومدى استعداده لحرب صعبة ومتواصلة في الشمال أيضا”.

 

التعليقات (0)
إضافة تعليق