كتبت ريتا شمعون
على وقع العمليات الإرهابية التي قامت بها اسرائيل بتفجير “Pagers ” أو تفجير العيون والأيادي وتفجير “Icom V82″ في مناطق عدة من لبنان ، والعدوان على الحي السكني لضاحية بيروت الجنوبية ” وسقوط شهداء وجرحى بينهم أطفال ونساء” والتدهور الأمني الكبير في الجنوب ، كانت الحركة الإسرائيلية الخطيرة في الفترة الأخيرة بإلقاء المناشير على منطقة الوزاني والتي تطلب فيها من المواطنين إخلاء المنطقة والتوجه شمالا بشكل عاجل حتى إنتهاء الحرب، تطورات تنذر بنشوب نزاع أوسع” في جنوب لبنان .
ففي ظل تصاعد مخاوف إندلاع حرب شاملة بين حزب الله واسرائيل ، شهد لبنان موجة نزوح جديدة في الأيام القليلة الماضية من البلدات الحدودية ،النزوح في جنوب لبنان ليس بالغريب ، فالجنوب اللبناني يغلي مع تصاعد منسوب التوتر على طول الحدود في جنوب لبنان وسط ارتفاع إحتمالات شنّ إسرائيل عملية عسكرية برّية واسعة.
هذا الواقع أدّى الى نزوح نحو 150 ألفا منذ بدء الحرب من سكان المناطق الحدودية، إذ سجلت الأمم المتحدة نزوح 114 ألف نازح حتى السادس من الشهر الجاري ، أو 7800 عائلة منذ تفاقم الأوضاع الأمنية في المنطقة وفق مدير وحدة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور مرتضى مهنا الذي كشف في حديث لجريدة : الشرق” أن أكثرمن 70 عائلة جديدة نزحت في الأسابيع الأخيرة .
وقال مهنا، لجأت النسبة الأكبر من النازحين الى مدينة صيدا والباقون بنسب كادت تكون متقاربة على بقية المناطق في النبطية، بيروت والبقاع، وفضّل البعض الآخر الإنتقال الى مناطق الزهراني والصرفند وصور التي فتحت بيوتها مجانا أو بإيجارات رمزية، مشيرا الى ان بعض الجنوبيين إنتقل الى جبل لبنان وبيروت خصوصا الميسورين منهم إذ يمكنهم دفع إيجارات السكن ، أو الى بيوت يستخدمونها في الصيف.
ويشير مهنا، الى أكثر من 250 عائلة، توزعوا على مراكز الإيواء الخمسة في قضاء صور مؤكدا أن وحدة إدارة الكوارث تسعى الى تأمين الإحتياجات الأساسية من طبابة وأدوية وبخاصة المزمنة بالإضافة الى المواد الغذائية ، من خلال المجالس المحلية أبرزها مجلس الجنوب والدولية من بينها World vision و Save the children ، حيث لا يوجد إمكانيات لدى الدولة العاجزة عن تقديم المساعدات لافتا الى ان مجلس الجنوب تكفل وهو أحد مؤسسات الدولة، بتقديم 4 حصص غذائية بمعدل حصة كل شهرين للعائلة النازحة الواحدة ، مضيفا: أن هذه التقديمات متواضعة أساسا ، وأن عددا كبيرا منها توقف عن تقديم المعونة.
ويعدد مهنا، بعض الإحتياجات التي لا تقتصر على المأكل والمشرب فحسب، التي تسعى الى تامينها وحدة الكوارث بالإضافة الى الحصص الغذائية ، المواد التنظيفية، مشيرا الى ان البلديات في المنطقة وبعض المنظمات الدولية ، وزعت في بداية الحرب أغطية وفرشا لكل العوائل التي نزحت، ويشدد مهنا على أن ما يحتاج اليه النازحون في الوقت الحالي بسبب توقف أشغالهم هو سيولة من أجل تيسير أوضاعهم ، وفي تقديره ، برى مهنا، أن المبلغ التي تستحقه كل عائلة نازحة مؤلفة من ستة أفراد نحو 500 دولار أميركي خصوصا ان معظم النازحين اليوم بحاجة الى الدعم اللازم فهم بلا اي مصدر رزق، بعد ان أبعدوا عنه نتيجة الإعتداءات الإسرائيلية، مؤكدا أن الحلول طبعا بيد الدولة العاجزة، لأننا نعرف أن إمكانات الدولة شبه معدومة.
وتعكف الوحدة، على مساعدة أهلنا وأولادنا، إذ أطلقنا بالتعاون مع ال UNDP برنامجا تحت عنوان ” العمل مقابل النقد” يقوم على تشغيل من يرغب من النازحين مع البلديات في أعمال النظافة والزراعة لقاء 12 دولاراً يوميا.
وبحسرة يكشف مهنا، منذ ان بدأت الحرب قبل حوالى السنة، لم تحصل العائلات النازحة على أكثر من 4 حصص غذائية، ومع استمرار الحرب وغياب أفق الحلّ، تكبر الحاجة الى المساعدات التي لا تزال أقل بكثير من حاجات الناس إليها، لافتا الى ان كل المنظمات الدولية ادارت الأذن الطرشاء لصرختنا بذريعة أنها لا تعتبر أن لبنان ” في حالة حرب” أو لطالما لم تعلن الدولة اللبنانية ” حالة الطوارىء”.
ويلفت، الى ان جهوزية وحدة الكوارث في الجنوب محدودة، في حال حصول أي طارىء من بينها ” إجتياح بري” والسبب في ذلك يعود الى أن الأعداد أكبر من القدرة على الإستيعاب والأمر يتعلق في هذا المجال بتامين الإحتياجات الأساسية من مواد غذائية وادوية ، وربما يكون التدخل أسرع بزيادة مراكز إيواء في المنطقة ، معولا على تجاوب وزارة التربية بفتح مدارس إضافية لاستتخدامها كمراكز إيواء للنازحين “الجدد” ، مؤكدا في هذا الإطار، بدون تمويل كاف لتلبية كل الإحتاياجات ستكون الإحتياجات العاجلة محدودة، وستضعف جهوزيتنا وقدرتنا على معالجة الأزمات الملحة.
ودعا مهنا الحكومة ، الى إعلان لبنان أنه في ” حالة حرب” لتامين على الأقل الدعم اللازم من الدول والمنظمات الدولية التي يحكم إلتزام الأخيرة تجاه لبنان وتقديم المساعدة له.