كتب عوني الكعكي:
تجربة هجرة الفلسطينيين عام 1948 ماثلة أمامنا يوم طُلب من الفلسطينيين أن يتركوا بيوتهم وأراضيهم لفترة معيّنة وبعدها يتحضّر الجيش العربي المؤلف من كل الدول العربية لتحرير فلسطين وإعادة أهلها.
المشكلة أنه تحت هذا الشعار ضاعت فلسطين.. والمشكلة الأكبر أنه عندما عرض على الفلسطينيين التقسيم رفض الأخوة العرب والأخوة الفلسطينيون التقسيم، بينما اليوم يندمون على رفضهم ذاك.
تجربة الفلسطينيين علّمت اللبنانيين أن عليهم التمسّك ببيوتهم وبأرضهم..
وبالفعل، فإنّ مشهد يوم الأحد كان مشهداً تاريخياً يشبه الى حد كبير مشاهد ما يجري في غزة… كما يشبه رفض أهالي غزة ترك غزة مهما كانت الظروف من قتل وتدمير وطائرات ترمي بحممها وقنابلها، إذ دُمّر 80 % من بيوتها.
مشهد البارحة في الجنوب يرفع الرأس، ويؤكد أن الشعب اللبناني لا يقل وطنية وحباً لوطنه من حب الفلسطينيين لقضيتهم وأرضهم.
أنا لا أريد أن أعطي مثلاً، ولكن شاءت الظروف أن يكون المظهر واحداً وفي الوقت نفسه. إذ لا يمكن أن نفصل ما يجري في غزة عما يجري في لبنان.
صحيح أننا أمام معادلة جديدة هي معادلة الجيش والشعب والدولة، حيث أصبحت هذه المعادلة حقيقة لا يمكن لأحد أن يتجاوزها.
أما ما حصل البارحة في عين الرمانة والجميزة والدورة وغيرها من المناطق المسيحية، فلا يمكن القبول به، والسؤال الكبير: لماذا؟ وما هي الرسالة؟ لا أحد يستطيع أن يجيب على هذا السؤال، لسبب بسيط، أن فرحة الانتصار على إسرائيل في الجنوب اللبناني والشهداء الـ22 الذين ارتقوا من أجل التحرير الحقيقي، قالوا لإسرائيل: هذه أرضنا ولا يمكن لأي قوة في العالم أن تحتلها… وهنا علينا أن نتذكر أن المقاومة الحقيقية كانت بين عام 1983 وعام 2000 حين أعلنت إسرائيل انسحابها من لبنان من دون أي شروط… ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي.. أما ما جرى بعد ذلك في العام 2006… عام «لو كنت أعلم»، كما قال الشهيد الكبير القائد حسن نصرالله، فإنّ ذلك خرج عن مسار المقاومة.. لأنها أصبحت ملهيّة بالحكم حيث دخل «الحزب» الى المجلس النيابي وبعدها الى الوزارات وأصبح ممثلوه يتحكمون في الدولة.. والأنكى أن عهد المقاومة كان الأسوأ إدارياً في لبنان.
أذ يكفي أن هناك بدعة جديدة حدثت هي أنه لا يسمح بإجراء انتخاب لرئيس الجمهورية إلاّ إذا كان تابعاً لـ «الحزب».. وهكذا بقينا سنة لانتخاب الرئيس ميشال سليمان، وسنتين لانتخاب ميشال عون.
أما بالنسبة لتشكيل الحكومات، فإنّ كل حكومة تحتاج الى سنة أو أكثر لتحقيق مطالب صهر ميشال عون.
أما ما حصل مع مراسلة الـM.T.V الزميلة نوال بري، فإن دلّ على شيء فإنه يدل على الخوف من الحقيقة، خصوصاً إن منع الزميلة من إجراء مقابلات في الجنوب يؤكد أن «الحزب» يخاف من قول الحقيقة.
aounikaaki@elshark.com