كتب عوني الكعكي:
هناك البعض يقول إنّ أميركا هي التي تمنع إسرائيل من احتلال لبنان. إلى هؤلاء أقول لو ان إسرائيل تسمع أو تنفذ أوامر أميركا حين ذاك كان يمكن أن نرى اتفاقاً في غزة، أما وقد تبيّـن عجز أميركا عن ايجاد اي حل في غزة ايضاً خلال فترة زمنية وصلت الى السنة تقريباً.
كثرت التهديدات الاسرائيلية في الآونة الأخيرة التي تصب جميعها في مضمون واحد هو احتلال لبنان. التصريحات جاءت بدءاً برئيس الوزراء الاسرائيلي المجرم والسفاح وقاتل الأطفال والنساء بنيامين نتنياهو بأنه سوف يجتاح لبنان، وسوف يعمل «ما لا يعمل» بحزب الله الذي يدافع عن لبنان، ويساند المقاومة الفلسطينية وأبطال «طوفان الأقصى» في غزة.
ما إن ينتهي رئيس وزراء العدو من تهديداته حتى يأتي وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت المجرم الثاني، ليهدد أيضاً باجتياح لبنان..
وعندما ينتهي المجرم الثاني يأتي دور المجرم الثالث وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الذي يهدد بتدمير جنوب لبنان واحتلال نهائي للبنان والقضاء على أبطال المقاومة.
العالم كله اليوم، أصبح يعرف أن زعماء إسرائيل مجرمون، عكس ما يدّعون أنهم مضطهدون، وأنّ العرب يريدون أن يرموهم في البحر، لقد صار العالم كله اليوم قرية صغيرة، وكل عمل تقوم به إسرائيل، خصوصاً المجازر التي ترتكبها على مدار الساعة في غزة والضفة وجنوب لبنان، يتابعه العالم كله ويعرف تفاصيله.
وعلى سبيل المثال: كيف يمكن أن يبرّر زعماء إسرائيل المجرمون ما يجري في غزة منذ أحد عشر شهراً تقريباً؟
فالطائرات الحربية ترمي حمم قذائفها من عيار 7500 «كيلو…» كل المنازل في غزة صارت مدمّرة، وغزة دُمّرت بنسة 83%. كذلك هناك مليونان ونصف مليون فلسطيني في الشوارع، من دون أي مأوى.
كل هذا والعالم يشاهد… والرأي العام تحوّل بعد عملية «طوفان الأقصى» ليتعاطف مع الفلسطينيين… أما الأنظمة في العالم كله فإنها، للأسف الشديد، تقف ضد الشعب الفلسطيني المظلوم…
بالعودة الى التهديدات الإسرائيلية… لا يمكن لأي لبناني أن يستهين بها، لا سيما وأنّ الإمكانيات العسكرية والمالية التي تدعم أميركا بها الكيان الصهيوني من دون حدود… ومع هذا لا بد من إبداء الملاحظات التالية:
أولاً: حوالى السنة تقريباً، و «حماس» (أعني أبطال الأقصى) لا يزالون يحاربون الجيش الإسرائيلي من تحت الأرض. والجيش الإسرائيلي عاجز عن تحقيق الهدفين اللذين أعلنهما نتنياهو وهما: سحق «حماس»، وتحرير الرهائن.
ثانياً: أبطال المقاومة لا يزالون يطلقون الصواريخ من غزة على حيفا، ووسط تل أبيب.
ثالثاً: أبطال المقاومة استطاعوا أن يتحدّوا إسرائيل بتحرير أسير واحد خلال سنة مضت.
رابعاً: أقول لبعض المشككين بقوات المقاومة: إنّ «زمن أوّل تحوّل»، إذ يكفي أن إسرائيل عاجزة عن احتلال 360 كيلومتراً من مدينة غزة، وذلك خلال السنة تقريباً.
وأقول لهم: إنّ زمن حرب 1967 ولّى ولم يعد موجوداً، إذ إن احتلال صحراء سيناء وهضبة الجولان والضفة الغربية والقدس وغزة خلال خمسة أيام ذهب الى غير رجعة. إنّ هناك أبطالاً جدداً، وهناك شعب لا يمكن أن يُـمحى. إذ بعد 76 سنة تعذيب واضطهاد وسجن وقتل وتشريد وهدم بيوت فوق رؤوس أصحابها، والشعب صامد والقضية مستمرة.
أخيراً… أبطال المقاومة علّموا إسرائيل درسين: الدرس الأول: ان احتلال لبنان مستحيل، وأنّ عملية حرب 2006 أيضاً ثمنها غالٍ جداً، وإسرائيل لا تستطيع أن تدفع ثمنها…. ولا بد من التذكير بيحيى السنوار، البطل القادم من عرين المقاومة، إذ هو كفيل بالتعامل مع الصهاينة ودحرهم وردهم الى أقل من حجمهم.
aounikaaki@elshark.com