ماكرون في لبنان لدعم انطلاقة العهد

فرنسا تنظّم اجتماعاً دولياً لدعم الجيش

الشرق – تيريز القسيس صعب
تأكيدا على دعم بلاد الارز ومؤسساته الدستورية، وترجمة للانطلاقة الديناميكية للعهد الجديد برئاسة جوزف عون، يقوم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بزيارة «عمل وتهنئة» إلى لبنان، حيث سيمضي نهارا كاملا مع الوفد الوزاري والنيابي والاقتصادي واصدقاء لبنان.
فرنسا التي تعتبر لبنان ممرا وبابا عريضا وغنيا للتعاون الاوروبي الشرق اوسطي، لم تتوان يوما عن تقديم الدعم والمساعدة في أحلك الظروف للشعب اللبناني ولمؤسساته الدستورية.
وتعتبر باريس اليوم ان بدء صفحة جديدة من العلاقات اللبنانية الفرنسية على المستويات كافة خير دليل على ثقة الام الحنون بأن بلاد الأرز لا يمكن ان يموت او ينتهي عن الخريطة السياسية بل هو مجذر في أرضه ينقل ثقافة العلم والمعرفة والفن والجمال إلى دول العالم، وهذه هي الصورة الحقيقية التي اعتدنا عليها سابقا.
وعلق مصدر ديبلوماسي فرنسي رفيع في اتصال مع الشرق قائلا: تعتبر زيارة الرئيس ماكرون الثالثة إلى لبنان زيارة عمل وتهنئة للرئيس عون. وهي لا توضع في خانة الزيارة البروتوكولية ولا الزيارة الرسمية خصوصا وان السيدة الأولى الفرنسية ليست من عداد الوفد الفرنسي.
اضافة الى ذلك فأن لقاءات ماكرون ستتركز على المسؤولين الكبار في الدولة اللبنانية بدءا من القصر الرئاسي في بعبدا حيث سيكون له كلمة مع الرئيس عون، ثم يزور المجلس النيابي على اعتباره المركز الرسمي لمجلس النواب ويلتقي الرئيس بري، على أن يلتقي بعدها الرئيس المكلف نواف سلام ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.
ماكرون الذي سيمضي في بيروت يوما كاملا على أن يعود في المساء إلى باريس، قد تكون له سلسلة من الاتصالات والمشاورات مع عدد من المسؤولين السياسيين والاقتصاديين في قصر الصنوبر، اضافة الى اجتماع يتراسه مع رئيس لجنة وقف إطلاق النار في الجنوب جاسبر جيفرز واعضاء اللجنة، على أن يلتقي لاحقا رئيس القوة الفرنسية العاملة في إطار قوات اليونيفيل في الجنوب.
المصادر الديبلوماسية أشارت إلى أن ماكرون سيشدد امام المسؤولين على أهمية احترام القرارات الدولية وتطبيقها لاسيما القرار ١٧٠١، والاتفاق الأميركي الفرنسي الذي اوصل إلى وقف إطلاق النار مع اسرائيل.
كما سيدعو الأطراف كافة إلى الانخراط في العمل السياسي لانهاض لبنان، واعادة اعماره، وإجراء الإصلاحات المطلوبة منذ فترة. فلا يجوز اطلاقا إقصاء اي جهة سياسية او حزبية عن المشاركة في اعادة بناء الدولة والمؤسسات. فعلى الجميع النظر بايجابية وتفاؤل المستقبل لبنان كون الفرصة المتاحة اليه اليوم من دعم عربي ودولي لن تتكرر ولا يجب تفويتها.
وفي هذا الإطار، اكد المرجع اعلاه ان الرئيس الفرنسي سيشدد على الإسراع في تاليف الحكومة الجديدة والمضي قدما في اجراء الاصلاحات المطلوبة، خصوصا وان للبنان شخصيات اقتصادية وفكرية وعلمية وسياسية تؤهلهم الانخراط والمساهمة في اعادة انقاذ هذا البلد.
وراى أن وجود حكومة فاعلة ونشطة سيساعد بشكل كبير في تحريك العجلة الاقتصادية في البلاد، وفي اعادة عجلة المؤسسات الاقتصادية مما قد يساهم في اعادة الثقة الدولية إلى لبنان ومؤسساته كافة وذلك عبر الاستثمارات فيه وإعادة اعماره.
هذا وكشف المصدر عن مفاجاة سيعلنها ماكرون تتمثل بعقد اجتماع دولي لمساعدة الجيش اللبناني وتقديم الدعم له على المستويات كافة، وذلك خلال الأشهر المقبلة. وفي هذا الإطار علم ان فرنسا تقوم باتصالات مع اصدقائها الدوليين العرب والاوروبيين بهدف انجاح هذا المؤتمر ومساندة الجيش اللبناني للقيام بواجباته على كافة الأراضي اللبنانية تطبيقا للقرارات والاتفاقات الدولية.
كما ينتظر ايضا ان يتم الإعلان عن استئناف شركة الطيران الفرنسي رحلاتها من وإلى بيروت في القريب العاجل على ان تليها الشركات الاجنبية الأخرى….
Tk6saab@hotmail.com