كتب عوني الكعكي:
هذا ليس سؤالاً، إنما هو جواب، لأنّ الدكتور سمير جعجع دائماً يمشي عكس السير، فلا تعرف مع “مين يتحالف” ومع “مين لا يتحالف”، وتاريخه يثبت ما نقول..
كم مرّة اتفق مع الجنرال ميشال عون… وكم مرّة نشبت حروب بين الحليفين اللدودين. وللتذكير نشير الى حرب الإلغاء وحرب التحرير وحرب “تكسير رأس المغفور له الرئيس حافظ الأسد”. وبعد كل هذا، انتظرنا لمدّة سنتين ونصف السنة والدكتور يرفض تأييد ميشال عون كمرشح للرئاسة، لأنّ الشريك الثاني في الوطن رشحه… وبعدها عاد “مثل الشاطر” وأبرم “اتفاق معراب” الذي لم يكتفِ بتأييد ترشيح الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية بل ذهب الى أبعد من ذلك، وذلك بالاتفاق على “مناصفة” في عدد الوزراء و”مناصفة” في عدد النواب.
أوردت هذه الحادثة لأقول: إنّ الشاطر عندما يفعل شيئاً ولو كان على مضض لا يستطيع أن يكرّره مرّة ثانية…
اليوم، وبعد مرور حوالى السنتين على الفراغ، يقول الدكتور سمير جعجع ويردّد انه يريد انتخاب رئيس للجمهورية، وقدّم ثلاثة خيارات… عظيم جداً، ولكنه نسي أو تناسى أنّ شريكه في الوطن رفض اقتراحه، لأنّ عنده مرشح ماروني من الدرجة الأولى، وهو متمسّك به. هذا المرشح يملك إجماعاً وطنياً، بينما مرشّح د. جعجع عنده مشكلة، هي أنه لا يحوز على إجماع وطني. وهنا كي لا يفهمني أحد “غلط”، فأنا أقدّر وأحترم جميع المرشحين… لأنّ هذا الموضوع يحتاج مرشحاً يحوز على إجماع وطني، وهذا لا يمكن تحقيقه إلاّ مع الشريك في الوطن.
من ناحية ثانية، ينتقد الدكتور جعجع تدخل “الحزب” في الحرب مع إسرائيل.. وأنا أؤيده من حيث المبدأ، ولكن الأمور مختلفة في هذه الأيام، إذ بعد “اتفاق القاهرة” وإعطاء تفويض لبناني وإجماع عربي للسماح للفلسطينيين، وأعني المقاومة الفلسطينية، بالدفاع عن نفسها وعن المخيمات في لبنان، ويمكنها القيام بعمليات فدائية انطلاقاً من لبنان لاستعادة فلسطين!! صارت الأمور مختلفة.
صحيح ان د. جعجع لا يتحمّل هذه المسؤولية لكنه لا يستطيع أن يغيّر التاريخ، بالاضافة الى ذلك، فإنّ إسرائيل احتلت جنوب لبنان عام 1978 وأقامت دويلة سعد حداد في هذا الجنوب المقاوم… كذلك يجب التذكير بأنّ د. جعجع كان حليفاً لإسرائيل في ذلك الوقت، وكذلك أذكّر د. جعجع بأنّ إسرائيل احتلت مدينة بيروت عام 1982 وكانت أوّل عاصمة عربية تحتلها إسرائيل… حيث حاصرتها 100 يوم، بينما كانت إسرائيل في ذلك الوقت حليفة للدكتور جعجع، بعدها كانت حرب الجبل، حيث انسحبت إسرائيل وتركت د. جعجع وحده في الميدان.
على كل حال، علينا أن نذكّره بما فعلت إسرائيل باحتلالها لبيروت… وماذا فعل حزبه في مجزرة صبرا وشاتيلا والجرائم البشعة التي ارتكبها حزبه يومذاك.
اليوم يا دكتور… الحمد الله يوجد من يدافع عن الوطن وعن جميع اللبنانيين… وباعتراف العدو الاسرائيلي، فإنّ هذا المدافع أصبح يشكّل خطراً كبيراً عليه وعلى وجوده. فإنّ إسرائيل تقف عاجزة عن القيام بأي احتلال للبنان، ونقول أكثر إنّ الحرب هجّرت سكان شمالي إسرائيل البالغ عددهم 80 ألفاً والذي شكّل مشكلة كبيرة لإسرائيل.
أما عن التهديدات التي يطلقها بوجه اللبنانيين فنقول له: إنه بعد مرور 9 أشهر من العجز عن احتلال غزة، وبعد شلّ قدرات “القبّة الحديدية”، وبعد شلّ الطيران الاسرائيلي، وبعد الخسائر اليومية التي تتكبدها إسرائيل على الصعيدين الفلسطيني من أبطال “طوفان الأقصى” ومن “الحزب”، أصبحت إسرائيل عاجزة على أن تفعل شيئاً، وهذا يعود الفضل فيه للمقاومة شاء من شاء ورضي أو لم يرض هذا الواقع اليوم.